هل يمكن إيقاف إبر الأنسولين

هل يمكن إيقاف إبر الأنسولين

محتويات

إذا كنت من مرضى السكّري، فأنت تدركين حتماً أنّ وجود أبر الانسولين هو حاجة ماسّة للاستمرار بالحياة بشكل طبيعي, ومجرّد التفكير بعدم توفّر الإبر قد يسبّب لك القلق والتوتّر. لكن ماذا لو – لسبب من الأسباب – تعذّر عليك الوصول إلى الانسولين؟ هل يمكنك العيش بدونها في أسوأ السيناريوهات؟ بمعنى آخر, هل يمكن إيقاف إبر الأنسولين؟

 

ماذا يحدث عند نفاد الأنسولين؟

عندما لا يحصل المصاب بالسكّري على الكمّيّة الكافية من الأنسولين, ينبغي أن يتوقّع ما هو أسوأ تبعاً لخطورة حالته :

قد يحدث ارتفاع حاد في مستوى السكر في الدم بسرعة قياسية, وهو ارتفاع نسبة السكر في الدم الذي يؤدي إلى حالة تسمى الحماض الكيتوني السكر (DKA) ، والتي تؤدي إلى الوفاة إذا تركت من دون علاج فوري.

يعتقد الكثير من الناس أن الحماض الكيتوني السكري يعني تلقائيًا ارتفاع نسبة السكر في الدم, وأنه بدون واحد لا يوجد الآخر. لكنّ هذا الاعتقاد ليس بدقيق. فأين تكمن أهمية الأنسولين؟ وهل يمكن إيقاف إبر الأنسولين؟

في الواقع، ما يحدث هو أنّ إبر الأنسولين تساعد السكر على الدخول إلى الخلايا, وهذه الأخيرة تستخدم السكّر كوقود للجسم. بدون الأنسولين, لا يستطيع الجسم الوصول إلى كمّية السكّر الكافية للعمل بشكل صحيح. لذلك, يبادر الكبد إلى تحويل بعض الدهون في الجسم إلى أحماض تسمى الكيتونات لتعويض النقص. مع الوقت, تتراكم هذه الأحماض في مجرى الدم وتنتقل إلى البول. عندما تدخل هذه الكيتونات الزائدة إلى الدم، ترتفع نسبة الحموضة في الدم ويصبح حمضيًا، ممّا يسبّب "الحماض الكيتوني السكري" ، وهو مزيج من ارتفاع نسبة السكر في الدم والجفاف والصدمة والإرهاق.

 

هل يمكن إيقاف إبر الأنسولين لفترة طويلة ؟

لا جوابَ حازم وجازم لهذا السؤال, لأنّ الأمر يعتمد ببساطة على نوع السكّري الذي تعانين منه . إذا كنت مصابة ب :

 

داء السكري من النوع الثاني

يستطيعين أن تعيشي لفترة طويلة جدًا - ربما سنوات – بدون إبر الأنسولين, اعتمادًا على كيفية عمل أدويتك الأخرى.

 

داء السكري من النوع الأول الجديد

قد يتمكّن الجسم من تعويض نقص السكّر عبر إفراز الأنسولين المتبقيفيه. على غرار ما رآه الأطباء قبل اكتشاف مصدر موثوق للإنسولين ، يستطيع أن يستمر الناس من أشهر إلى ربما سنة، لا سيّما مع اتباع نظام غذائي غنيّ بالكثير من مصادر الكربوهيدرات.

 

داء السكري المناعي الذاتي الكامن لدى البالغين

قد يكون لديك بعض الأنسولين المتبقي في هذه الحالة ولكن بكمّيّة تكفي لأيام أو أسابيع على الأكثر أو ربّما لفترة أطول. وذلك أيضاً بالاعتماد على كمية الأنسولين المتبقية.

عليك أن تقدّري بنفسك كمية الأنسولين التي تتناولينها بشكل روتيني. إذا كانت حوالي 20 وحدة في اليوم أو أقل ، فقد يشير ذلك إلى أن الأنسولين المتبقي في جسمك يتم إنتاجه في البنكرياس.

 

داء السكري من النوع الأول التقليدي

أمّا في حال كنت تعانين من T1D "التقليدي"، بخاصة إذا تمّ تشخيص حالتك في مرحلة الطفولة أو المراهقة، فللبقاء على قيد الحياة بدون الأنسولين، ستحتاجين إلى التركيز على الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات وتناول الكثير الكثير من السوائل. لكن معدل البقاء على قيد الحياة لا يتعدّى عدة أيام إلى بضعة أسابيع على أبعد تقدير.

تعدّ هذه المرحلة خطرة جدّاً ولا يجوز الوصول إليها. إذ, إنّ المرض يزداد وطأةً على المصاب ويتفاقم بسبب المرض والإجهاد والجفاف ويؤدّي إلى المزيد من الضعف الجسدي مع مرور الوقت, ويؤول إلى الموت الفوري الناتج عن الحماض الكيتوني السكري (DKA). يمكن للقليل من الأنسولين في اليوم أن يساعد في إطالة عمر المريض لنحو أسبوع أو أسبوعين، وخاصة الأنسولين طويل المفعول. بعد ذلك, لن تكون التمارين مفيدة في خفض مستوى الجلوكوز لأن الإفراط في الاجهاد قد يؤدي إلى رفع مستوى الجلوكوز بشكل أكبر.

مثلاً, إذا كان جسمك لا ينتج أي كمّيات من الأنسولين إطلاقاً، فسيبدأ المرض بإرخاء بثقله عليك في غضون 12 إلى 24 ساعة بعد آخر حقنة للأنسولين، نظراً لمدة تأثيرها. في غضون 24 إلى 48 ساعة ، تصبحين في مرحلة الحماض الكيتوني السكري الخطرة. أبعد من ذلك، من المحتمل أن تحدث النتائج المميتة في غضون أيام إلى ربما أسبوع أو أسبوعين.

 

في الخلاصة, يتبيّن لنا أنّ التوقّف عن حقن الأنسولين أمرٌ خطر لدى الأشخاص الذين لا يفرز جسمهم كمّيات كافية من الأنسولين. ويفضَّل ألّا يقوم المريض بأي خطوة مماثلة ما لم تتم إستشارة الطبيب واتباع نصيحته بحذافيرها.

 

 إقرئي أيضاً:

ما هو علاج نزول ماء من المهبل عند البنات؟

متى ترجع فتحة المهبل بعد الولادة؟

scroll load icon