"وجه الكورتيزول" بين الترند والتسويق والصحة... أين الحقيقة؟

cortisol face

ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة بترند جديد تحت عنوان "وجه الكورتيزول"، أو "وجه القمر". واللافت أن أكثر من يستخدم هذا الهاشتاغ هم أطباء، معظمهم يروّج لنفسه أو لمنتوجات تهدف الى التخلص من الكورتيزول. وهنا نضيع كمشاهدين، بين الترند والتسويق التجاري والحقيقة الطبية. فما هو الكورتيزول؟ وهل حقاً هناك حقيقة إسمها "وجه الكورتيزول"؟

 

ما هو الكورتيزول؟

يُعرف الكورتيزول بأنه "هرمون التوتر" الرئيسي في جسم الإنسان. وهو نظام إنذار طبيعي يعمل مع أجزاء من الدماغ للتحكم في المزاج والاستجابة في المواقف المثيرة للقلق أو الخوف. وللكورتيزول دور مهم في عدد من وظائف الجسم. فهو يتحكم في الطريقة التي يستخدم بها الجسم البروتينات والكربوهيدرات والدهون، يخفض الالتهابات، ينظم ضغط الدم، يتحكم في دورة النوم واليقظة، يرفع من مستويات الطاقة في جسم الإنسان لتمكينه من التعامل مع التوتر واستعادة توازنه فيما بعد، ويؤثر على المزاج والذاكرة.

 

هل تعانين من مشكلة في الكورتيزول؟

سأخبرك عن أبرز الأعراض التي تشير إلى أن لديك مشكلة متعلقة بالكورتيزول.

أولاً، إن الزيادة الكبيرة في مستوى هذا الهرمون من الممكن أن تتسبب في زيادة الوزن، لا سيما في منطقة البطن والوجه، ومن هنا أتت تسمية "وجه الكورتيزول". بالإضافة الى تراكم الدهون بين لوحي الكتفين، وجود علامات تمدد بنفسجية اللون على البطن، ضعف عضلات العضدين والفخذين، ارتفاع سكر الدم والذي أحيانا ما يتحول إلى النوع الثاني من مرض السكري، ارتفاع ضغط الدم، ضعف العظام وحدوث كسور بها، نمو كثيف لشعر الوجه عند الإناث.

أما إنتاج الجسم لكميات غير كافية من الكورتيزول فيؤدي إلى الإرهاق، انخفاض الوزن بشكل غير متعمد، ضعف الشهية، انخفاض ضغط الدم.

 

حقيقة "وجه الكورتيزول"

من الناحية الطبية والعلمية، ما من شيء يُعرف باسم "وجه الكورتيزول"! فهناك متلازمة "كوشينغ" التي من أعراضها تخزين المزيد من الدهون في جانبي الوجه، لدرجة أنه في بعض الحالات لا يمكننا رؤية أذني الشخص عند النظر إلى وجهه من الأمام، وذلك نتيحة ارتفاع مستويات الكورتيزول في الجسم جراء فترة طويلة.

وتشمل الأعراض الأخرى لمتلازمة "كوشينغ" علامات تمدد وردية وأرجوانية على البطن، وارتفاع ضغط الدم، وجلداً رقيقاً يصاب بالكدمات بسهولة، وكتلة من الدهون بين الكتفين.

ويشير الأطباء الى أن "وجه الكورتيزول" موجود في الواقع نوعاً ما، ولكن ليس بالطريقة التي تتم مناقشتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي! فهناك بعض الأشخاص قد يجدون أن أجسامهم تتغير مع ارتفاع مستويات الكورتيزول لفترات قصيرة، بسبب التوتر المزمن، وقد يتسبب ذلك في انتفاخ الوجه لفترة معينة، إلى جانب زيادة الوزن حول منطقة البطن.

لذا، إذا كان لديك أي شك بمستويات هذا الهرمون لديك، الأفضل قياس مستوى الكورتيزول من خلال إجراء تحليل للدم أو البول أو اللعاب تحت إشراف الطبيب، وليس الإنجرار في العمليات التسويقية والدعائية التي تطغى على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تقومي بشراء أي منتج قبل التأكد من فعاليته الطبية!

 

كيفية تخفيض الكورتيزول بعادات صحية؟

إذا كنت تعانين من التوتر والضغط في يومياتك، سأطلعك يا عزيزتي على بعض العادات الصحية التي تستطيعين القيام بها لتخفيض مستويات الكورتيزول وإبقائها عند الحد الطبيعي.

وأهمها المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية، ممارسة تمارين التنفس العميق أو التأمل، تعلم كيفية تقليل الشعور بالتوتر والقلق والحد كثرة التفكير، الضحك والاستمتاع بالحياة وبناء علاقات صحية.

scroll load icon