المعايدة الحديثة "تطريش" رسائل
بين الأمس واليوم، تغيرت أساليب المعايدة في عيد الفطر. التهنئة بالعيد التي كانت وجاهية عبر الزيارات التي تقوم بها العائلات لبعضها البعض، صارت في غالبيتها تقتصر على "تطريش" (إرسال) رسالة عبر وسائل التواصل.
الإعلامية الإماراتية أمينة عوض، رصدت التغيير في عصر الحداثة. تقول أنها حداثة إلكترونية انعكست سلباً على التواصل الاجتماعي الذي كان وحده السائد قبل الثورة التكنولوجية.
من التغييرات بالعيد، تذكر:
أولاً: العيدية، التي تغيرت. كنا نطوف على الفريج وندق الأبواب وكانت عيديتنا بسيطة، عبارة عن دراهم قليلة وحلويات. اليوم لا نقوم ولا الأطفال يفعلون بالطواف في محيط المنزل، إنما تقتصر الزيارة على الأقارب وحسب. وتغيرت العيدية وصارت أقلّها 25 درهماً، او بحسب اقتدار العائلات ولكن ضمن العائلة فقط.
ثانياً: الزيارات، لا نزال نجتمع عند كبير العائلة ولكن لم يعد هناك زيارات إلى الفريج الذي هو أوسع من الحارة الضيقة ويتجاوز الجيرة القريبة.
ثالثاً: الرحلات، صارت تقتصر على أفراد العائلة، وتقتصر على السيارة إلى الذيد أو مسافي في البلد، واندثرت تقريباً عادة التخييم السابقة. صار التجمّع في خيمة الفيلا التي هي عبارة عن صالة كبيرة مجهزة بالمكيّفات والتلفزيون والواي فاي.
رابعاً: مائدة العيد، والتي كانت تقتصر على الهريس والحلوى العُمانية وسواها والفواكه، صارت بتشكيلتها أوسع وصرنا نطهو مأكولات خاصة بالكثير من الثقافات.
خامساً: الرسائل المهنئة في العيد هي التي تسيطر على المعايدة أكثر من سواها، وقد شاعت النكات والبرودكاست حول العيدية، ومنها المضحك مثل : "لا تعذب روحك لو عيديتك 25 درهماً، أرسلها من دون قدومك، أما إذا كنت العيدية ألف درهم فأهلاً وسهلاً فقد حضرنا لك الأطايب والحلويات من كل الأصناف".