دراسة تكشف أن الرجل يعاني أكثر من المرأة عند الانفصال

دراسة تكشف أن الرجل يعاني أكثر من المرأة عند الانفصال

محتويات

لطالما اعتقدنا أنّ المرأة هي المتضرّرة الأكبر نفسياً عند انقطاع أي علاقة عاطفية؛ إذ بنظر الأغلبية، الرجل يتحرّر عند الانفصال، فهو يخرج مع أصدقائه، ويبحث عن وسائل تسلية وينسى حبه بعد أيام، فيما شريكته القديمة غارقة في بحر من الدموع. اللافت أنّ دراسة أخيرة أجرتها هذا الأسبوع جامعة لانكستر البريطانية دحضت هذا الرأي. فماذا جاء فيها؟

 

وجع القلب لدى الرجال عند الانفصال

دراسة حول الانفصال في العلاقة

حلّلت الدراسة الأولى من نوعها، التي نُشرت في مجلة العلاقات الاجتماعية والشخصية البريطانية، العلاقات، ورسمت أكثر مشاكل العلاقات شيوعًا التي يعاني منها الأزواج خارج عيادة المعالج النفس، وذلك خلال الانترنت.

استخدم فريق دولي من علماء النفس، بقيادة باحثين في جامعة لانكستر، طرق معالجة اللغة الطبيعية لتحليل الخصائص الديموغرافية والنفسية لأكثر من 184000 شخص نشروا مشاكل علاقتهم في منتدى مجهول عبر الإنترنت.

وكشف التحليل أن الرجال وليس النساء هم الذين عانوا أكثر عندما ساءت علاقاتهم.

في هذا الإطار، شرحت شارلوت إنتويستل، المؤلفة الرئيسية الدراسة، قائلة: "أردنا أن نفهم ليس فقط ما هي مشاكل العلاقات التي يعاني منها عامة الناس بشكل شائع، ولكن من يعاني من مشاكل أكثر". على الرغم من أنه لم يكن بمثابة صدمة كبيرة لأن التواصل والثقة كانا من أكثر القضايا شيوعًا التي تمت مناقشتها، فقد فوجئ فريق البحث بالاختلاف بين الجنسين الذي ظهر في الموضوع.

يوضح الدكتور رايان بويد، الباحث الرئيسي في الدراسة والمحاضر في التحليلات السلوكية، "أثناء إجرائنا للدراسة، أدركنا أن هذه كانت فرصة مهمة لوضع الكثير من الأفكار الشائعة حول الاختلافات بين الجنسين في العلاقات على المحك. على سبيل المثال، هل الرجال حقًا أقل اهتمامًا عاطفيًا بالعلاقات مقارنة بالنساء، أم أن الرجال يتم وصمهم ببساطة؟"

وكشف تحليل البيانات أن الموضوع الأكثر شيوعًا الذي ذكره الأشخاص الذين يتحدثون عن مشاكل علاقتهم كان حول الألم العاطفي الناجم عن المشكلات- وليس المشكلات نفسها.

وفقًا للباحثين، كان الموضوع الذي استمر في الظهور حول "وجع القلب" الذي تم الشعور به، وسجّل الفريق استخدام كلمات محددة مثل: "الندم" و "الانفصال" و "البكاء" و "الحزن".

على عكس التوقعات، أظهرت النتائج التي توصّل إليها الفريق أن المشاركين الذكور ناقشوا حسرة القلب بشكل ملحوظ أكثر من النساء، مما يشير إلى أن الصورة النمطية عن أنّ الرجال أقل اهتمامًا عاطفيًا بالعلاقات من النساء قد تكون غير صحيحة إلى حد ما.

وقال أحد الباحثين في الدراسة: "من الجدير بالذكر أن حقيقة أن موضوع وجع القلب كان أكثر شيوعًا من قبل الرجال يؤكد كيف يتأثر الرجال عاطفيًا على الأقل بمشاكل العلاقات مثل النساء".

 

نتيجة الدراسة

دراسة حول العلاقات  

وجد الباحثون أن الرجال كانوا أكثر عرضة لطلب المساعدة المهنية عبر الإنترنت من النساء للتعامل مع علاقاتهم.

يوضح الدكتور بويد: "من المرجح أن تحدد النساء مشاكل العلاقة، ويفكرن في العلاج، ويطلبن العلاج أكثر من الرجال. عندما تزيل الوصمات الاجتماعية التقليدية ضد الرجال لطلب المساعدة ومشاركة عواطفهم، يبدو أنهم سيطلبون المساعدة مثل النساء."

النتائج التي توصل إليها الفريق لها آثار مهمة في نظر الجمهور وكذلك في الإعدادات السريرية، حيث أشار الباحثون إلى أن تطوير صورة أكثر دقة لمشاكل العلاقات سيساعد على فهم متى ولماذا تسوء الأمور في العلاقات.

في المقابل، يمكن أن يساعد هذا الأزواج على تجنب النكسات الشائعة في محاولة العيش في سعادة دائمة.

واقترح مؤلفو الدراسة أيضًا أن النتائج قد تساعد في إزالة وصمة العار عن الأشخاص الذين يطلبون المساعدة، من خلال إظهار مدى شيوع مشاكل العلاقات، وتوضيح أن الرجال لديهم احتمالية مثل النساء للتحدث إلى متخصص حول مشاكلهم.

ويضيف الدكتور بويد: "أحد أهم الأشياء التي نراها هنا هو أننا قادرون على تكوين صورة دقيقة بشكل لا يصدق لمشاكل العلاقات التي يواجهها الأشخاص كل يوم استنادًا إلى ما يقوله الناس عبر الإنترنت. يمنحنا هذا أملًا جادًا في أنه يمكننا طلب المساعدة لفهم جميع أنواع القضايا الاجتماعية والنفسية بشكل أفضل، وبطريقة لا يمكننا القيام بها باستخدام طرق البحث التقليدية."

 

إقرئي أيضاً:

6 معايير معتمدة للغة الجسد كي تحصلي على فارس أحلامك

scroll load icon