ما هي مشاكل ليلة دخلة
محتويات
ممّا لا شكّ فيه أن ليلة الدخلة هي حلم وهاجس كلّ امرأة مقبلة على الزواج, كونها ليلة سمعت عنها الكثير الكثير من الأقاويل ربّما المغلوطة, وتعيش فيها اختباراً فريداً و جديداً لم تعشه من ذي قبل ولن تنساه ما حَيَت. وبناء على ما قد يحصل فيها, تتذكّرها المرأة على أنها الليلة الاجمل أو الأسوء في حياتها. هذا المقال يفنّد أهم مشاكل ليلة دخلة, لعلّ الكلام عن هذه المسألة يخفّف وطأة التفكير والقلق المصحوب بها.
توقّعات منافية للواقع
تلعب الأفلام والمسلسلات والصور في المجلّات والروايات غير الواقعية دوراً جذريّاً في رسم صورة خيالية عن الحياة بشكل عام , بوصفها ورديّة وتؤول دوماً إلى نهايات سعيدة, وعن الحياة الزوجية والليلة الاولى لأي ثنائي متزوج حديثاً بشكل خاص. غير أنّ الواقع ليس كما الاحلام التي لا ينفكّون يزرعونها في مخيّلتنا وفي عقلنا الباطني . قد لا يحدث معك في ليلة الدخلة ما يحدث في الأفلام, بل ومن المحتمل ألّا تكون الليلة الاولى مثمرة كما يروّجون.
إلى ذلك, يبدو واضحاً أنّ مشاكل ليلة دخلة غالباً ما تصبّ في خانة خيبات الأمل المربوطة بالاستماع إلى تجارب نساء أخريات. فلا تجوز المقارنة في العلاقة الجسدية بين امرأتين مختلفتين تبايناً تامّاً , لأنّ هذا الامر من شأنه أن يدمّر حياتك الزوجية.
انعدام الثقة بالنفس والجسد
يشدّد علم النفس على فكرة أنّ شعور المرء بالراحة والتناغم مع جسده يزيد من ثقته بنفسه. وعليه, فإنّ بعض النساء خلال ليلة الدخلة, وبسبب الخوف وانعدام الثقة بشكلهن من حيث زيادة الوزن وكثافة الشعر وصغر حجم الثدي, بما معناه الشكّ بأنّهن "غير كافيات" على حالهنّ, يؤثرن التركيز على كيفية ظهورهن بمظهر جيّد ولائق أمام الشريك ويبقين واعيات وفي حالة من الادراك والتأهّب في محاولة للسيطرة على أنفسهن فيما يتناسون الاستمتاع باللحظة والاحساس باللذة بحد ذاتها.
الضغط النفسي
تحمل المرأة على منكبيها وزر الأحكام المسبقة التي يمليها عليها المجتمع الذي تنتمي إليه وترزح تحت ثقل"ألّا يكون أداؤها جيداً بما فيه الكفاية لإرضاء الزوج". فمن الطبيعي إذاً, أن تشعر بالقلق والضغط النفسي الشديد.
كما أن التفكير بالأمر بصورة مفرطة قد يدمّر كل شي, كالاعتقاد أنها أنانية أو الخوف من ظنّ الشريك بأنها على معرفة سابقة بما سيحدث (أي أنها مرّت بتجربة ليلة الدخلة سابقاً), أو التفكير بأفضل طريقة تجعل الزوج يستمتع على حسابها. كلّها أفكار تراود كل امرأة ولكنها تبعدها عن فحوى ليلة الدخلة ألا وهو الاستمتاع بلحظات العمر مع الشريك بدافع الحب والعاطفة ولا شيء عدا ذلك.
نقص المعرفة في مسار الأمور
بما أن العلم أصبح متاحاً للجميع, لا تخفى على المرأة كافة المعلومات البيولوجية والتقنيات المتّبعة في سبيل إنجاح العلاقة الجسدية وخاصة في الليلة الأولى. لكنً بعض النساء لا تبذلن جهداً للتعلّم أكثر عن الموضوع. فالاطّلاع سينفعك في تمييز ما إذا كانت تصرّفاتك أثناء العلاقة صحيحة و"صحّيّة" وتجدي نفعاً.
تكاد تكون المعتقدات الشائعة الخاطئة أبرز مثال على ذلك. فالنزيف خلال العلاقة الاولى أوعدمه ليس معياراً لسلامة غشاء البكارة ولا لعذرية المرأة. وبدوره, الألم المرافق الجماع ليس ضرورة حتميّة ووجوده هو نتيجة عدّة عوامل بيولوجية ونفسيّة صرف.
علماً أنّ هذه المعلومات قد لا تأخذ طريقها إلى التنفيذ في الواقع. فلا داعي للخوف, وليس من الضروري أن تطبّقي ما قرأته بحذافيره. يكفي أن تتركي العنان لنفسك وتسيري مع التيار وتستمتعي باللحظة الحاضرة.
عدم التناغم
في معظم الأحيان, يجد الطرفان في الطرف الآخر النّيّة والدافع والحماسة لتقديم أجمل ما عنده بهدف تذليل مشاكل ليلة دخلة. لكنّ الامور غالباً ما تصطدم بانعدام التناغم , وهذا الامر بديهي لأنّ العلاقة بينهما هي الاولى من نوعها لكليهما سويّة. والوقت والممارسة المتكرّرة كفيلان بالسماح لكليهما باكتشاف جسد الطرف الآخر, ما يزعجه وما يحبّه خلال العلاقة من جهة, و تعلّم كيفية موازنة النمط الذي يريح الطرفين بشكل لا يدفع بأحدهما إلى النفور أو الاحساس بالخزي أو الذنب أو الخوف. فالعلاقة الجنسية هي علاقة مقدّسة وحميمة جدّاً, بحيث أنها لا تقتصر على الاتصال على المستوى الجسدي فقط, إنما تتعدّاه إلى ملامسة روح الشريك وفهمه فكريّاً.
نخلص ختاماً إلى الاستنتاج أن معظم المشكلات التي تعاني منها النساء تتعلّق بالناحية النفسية حتّى في غياب المشكلات الصحيّة الجسدية. ومن هنا, تبرز أهميّة التوعية الجنسية للفتيات بدءأ من سن صغير, بهدف إيصال فكرة حسنة ومحبّبة عن العلاقة الزوجية وتغيير نظرة المرأة إلى جسدها وتعزيز صحتها النفسية.
إقرئي أيضاً: