متى يكون الرجل غير قادر على الزواج
محتويات
إنها آفة العصر! الجميع يريد أن يتعرّف ويخرج في مواعيد غرامية لكن عندما يبلغ الأمر حدّ الدخول في علاقة جدّية, يهرب الرجل والمرأة على السواء ويفضّلان البقاء بدون التزام طويل الامد معروف ب "الزواج". عوامل كثيرة أثّرت في أيامنا هذه على رغبة كليهما بالارتباط الأبدي وتأسيس أسرة. لكنّ أسباب الرجل تختلف نوعاً ما عن تلك المرتبطة بالمرأة. فمتى يكون الرجل غير قادر على الزواج ؟
متى يكون الرجل غير قادر على الزواج؟
بين مسؤولية الزواج والخسارة المادّية
يربط الرجل مسألة الزواج بازدياد المسؤوليات على المستوى المادّي. وذلك, لكونه سيصبح المعيل الأساسي لأسرة مكّونة أوّلاً من زوجة قد تعتمد عليه في مصروفها الشخصي, وأطفال مستقبليين يعوّلون على قدرته المادّية العالية لتلبية حاجاتهم المعيشية والدراسية وما إلى هنالك. يرى الرجل في كل هذه المسؤوليات الملقاة على عاتقه عبءاً ثقيلاً بغنى عنه, فيحاول الابتعاد وتجنّبه ما أمكن.
الحريّة الشخصية
طبعاً, يرى الرجل أنّ الزواج يحدّ من حرّيّته الاجتماعية. بمجرّد قبوله خوض هذا الالتزام , سيترتّب عليه أن يقطع علاقاته مع الأشخاص الذين لا يتوافقون مع زوجته, أن يعلمها إلى أين يذهب ومتى يعود ومع من – وهي معلومات من المفترض أن يتمّ تبادلها من باب المشاركة - وأن يتّخذ القرارات بالتشاور معها, حتّى في أتفه المسائل. مثلاً قد ينزعج من فكرة أن "تقرّر" - من الممكن أن يكون مجرّد اقتراح من ناحيتها أو تعبيراً عن الاهتمام - شريكته المستقبلية ماذا يلبس وكم يأكل حتى لا يكتسب الوزن. هي تفاصيل صغيرة, إنما تفسّر بوضوح متى يكون الرجل غير قادر على الزواج.
لم يلتقِ الشخص المناسب بعد
كما تحلم المرأة بفارس أحلامها, كذلك يفعل الرجل. فهو يرسم لنفسه عن زوجته المستقبلية صورة – قد تكون غير واقعية – يضمّنها كافة الخصال الخَلقية والخُلقية التي يرجوها في شريكة حياته ويشرع بالبحث عنها ومقاربة من يلتقيه من نساء ومقارنتهنّ بها. قد لا يلاحظ أن لا وجود لامرأة كالتي يتمنّاها, فيرفض أن يستسلم و أن يرضى بالأمر الواقع وبالتالي, لا يقبل الزواج لمجرّد الزواج.
الزواج مقبرة الحبّ
هي مقولة شائعة لترهيب الناس من الارتباط الطويل الأمد وخاصة لدى الرجال. في حين أنهم يبحثون عن الحبّ الحقيقي, يخشون في الوقت عينه أن يخسروه مع مرور الأيام والانشغالات التي تفرضها الحياة الزوجية والمسؤوليات التي تترتّب عنها. فيؤثرون البقاء وحيدين أو كما يقول المثل "عصفور طيّار" قادر أن يحبّ ويعشق ويرتبط وينفصل متى يشاء دون قيود.
لا يرى نفسه كافياً
هذا الشعور نابع من فقدان الثقة بالذات ومن فكرة أنّه لا يستحقّ أن يكون سعيداً. بينما لكلّ إنسان الحق بالسعادة والانتماء, قد يشعر بعض الرجال أنهم غير قادرين على تقديم الأفضل لمن يحبّون نفسيّاً ومادّياً.
ممكن أن تكون العلاقات العاطفيّة السّامة في السابق – لا سيما إذا تضمّنت خيانة أو عدم توافق فكري أو هيمنة المرأة على مسار العلاقة - قد أثرّت على قرار الرجل بالتنحّي وتبديل نظرته إلى الزواج بشكل جذري.
من المرجّح أيضاً أن يعود الأمر إلى مشكلات عائلية شهدها في الماضي كالعنف الأسري أو طلاق الوالدين, دفعته إلى فقدان الايمان بماهيّة الزواج الحقيقية وإلى الاعتقاد أن لا فائدة من الزواج لأنه "مؤسسة فاشلة".
كيف تتعاملين مع الرجل الرافض للزواج ؟
من المهم أن تتفهّمي مخاوفه متى يكون الرجل غير قادر على الزواج, خاصة إذا كانت أسبابه تبرّر مواقفه. في حال حاول أن يبدي الاستعداد لأن يكون صادقاً معك, حاولي قدر الإمكان أن تحتضنيه وتشرحي له أنّك إلى جانبه مهما حصل وتبدّدي مصادر الخوف لديه . وذلك عن طريق طمأنته أنك لن تتزوجيه لمجرد إلقاء أعباء ماديّة إضافيّة عليه أو لحجب حرّيته عنه, لا بل لتختبرا سويّة كثنائي معنى الحياة السعيدة بحلوها ومرّها.
متى تتوقفين عن المحاولة معه؟
قد تبلغين نقطة ما حيث لا تجدين طريقاً إلى إقناعه بالزواج أو تقديم أي تنازلات من أجلك. عندها, لا تتردّدي في ترك الأمور على حالها وإعلامه بأنك لست مستعدّة لإضاعة المزيد من الوقت – الذي لن تتعوّض خسارته أبداً – بسببه, بعدما استنفذت كل طاقتك في محاولة إنجاح العلاقة وإرسائها إلى برّ الأمان. عند هذا الحدّ, لا تشعري بأي ذنب بل كوني واثقة أنك بعدما أعطيت كلّ ما عندك, قد اتخذت القرار الصائب ولا تفكّري ب " ما قد كان ليحدث لو تنازلت قليلاً بعد ".
اقرئي أيضاً: