صيحة "المكياج الباكي" هل يجوز أن تُجرّبها النساء لجاذبيّة أكثر؟
محتويات
لا يتوقف عالم تيك توك عن مفاجأتنا بصيحات مكياج جديدة غريبة وخارجة عن المألوف. فيبدو أنّ هذه المنصة تحوّلت إلى trendsetter بلا منازع. وانتشر مؤخراً على تيك توك فيديوهات تعليمية لطرق تطبيق "المكياج الباكي" أو بمعى آخر الذي يُعطي انطباع البكاء. إذا أردتِ أن تعرفي المزيد عن صيحة "المكياج الباكي" تابعي معنا القراءة.
كيف انتشرت صيحة "المكياج الباكي" على تيك توك؟
مؤخراً نشرت خبيرة التجميل Zoe Kim Kenealy مقطع فيديو على تيك توك تحول فيما بعد إلى تريند حقيقي. وشرحت في الفيديو ما سمته "المكياج الباكي" أو "crying makeup". ومن أجل تطبيق هذا المكياج "التريند" حاولت خبيرة التجميل رسم شفاه منتفخة وناعمة باستخدام EM Cosmetics Soft Spoken Lips مع تحديد الشفاه بمحدد شفاه. مع إكمال رسمة الشفاه على الحواف بفرشاة.
ثم عمدت إلى اتباع لوك مونوكرومي من حيث ظلال العيون والبلاش المُستخدم. فاستخدمت لوحة Fenty Beauty Double Cheek’d Up Palette لإحداث احمرار حول عينيها وأنفها ووجنتيها. ومن أجل إكمال لوك "المكياج الباكي" فنراها استخدمت ظل عيون لامع سائل على خط رموشها السفلي، لزيادة تأثير اللمعان في عينيها. ثم طبقت بعض من هذا الظل اللامع السائل حول عينيها وفوق الشفاه أيضاً وعلى الوجه للحصول على وجه لامع ومبلل.
وشددت خبيرة التجميل على أهمية كبس الرموش لإكمال اللوك، مع غلوس الشفاه الذي اعتبرته من أهم الخطوات في المكياج.
@zoekimkenealy #greenscreen crying makeup look tutorial ???? Can I go as a crying person for Halloween or is that not a thing #cryingmakeup #tearmakeup #cryingeyes #makeupforhalloween ♬ Show Me How (Album V) - Men I Trust
لماذا الموضوع إشكالي؟
فتح انتشار هذا الفيديو على تيك توك إشكالية أخرى، فهل فعلاً تشعر النساء والفتيات بأنهنّ جميلات عند البكاء؟ وهل يكفي انتشار صور للفنانات على انستقرام وهنّ يبكين، لتظهر تريند جديدة يطلق عليها "المكياج الباكي"؟
وظهرت تعليقات كثيرة من قبل المستخدمين مفادها أنّ الكثيرات منهن لا يشعرن بأنهن جميلات أثناء البكاء. كما تساءل قسم آخر عن سبب الخروج من المنزل بعيون باكية وحزن، وما الهدف الذي يُقدمه؟
في المقابل، عند التعمق أكثر في هذا التريند "الجمالي"، فمن الواضح أنّه يُشجع في مكان ما على أنّ الظهور "بضعف وكأنكِ على وشك البكاء" يجعلكِ تبدين أكثر جاذبية. وبالتالي فإنّ هذه الفيديوهات تُروّج لطريقة الحصول على مظهر حزين بالمكياج باستخدام محدد الشفاه، ومع شفاه منتفخة ولامعة. إلى جانب ظلال العيون السائل اللامعة لجعل العيون تبدو وكأنها تدمع، وأحمر الخدود على الأنف والعيون والخدين أكثر احمراراً.
لهذا التريند والتريندات الأخرى التي تُشبهه، تبعيات سلبية على الصحة العقلية للنساء وتُرسخ مزيداً من التنميط بعيداً عن الواقعية. فهناك تحريف للواقع وقولبته بشكل هوليوودي، حيث الدموع جميلة وتنزل برفق وهدوء على خدود البطلة. وهذا التنميط يُقلل من قيمة الحزن الذي قد تُعاني منه أي سيدة أو فتاة. ويُظهر الشابات اللواتي يعانين من مزاج سيئ أو أنهنّ حزينات وكأنهنّ يُبالغن. وهذا التحريف لما تبدو عليه المرأة حقًا عندما تبكي يُغذي الصورة النمطية نفسها المرسومة عن النساء في الأفلام وفي الحياة.
هل يجوز إذاً أن تُجرّب النساء والفتيات كل صيحات الجمال التي تظهر على تيك توك وتُسوّق لممارسات واتجاهات من دون حتّى التعمق بها؟ إننا نتركِ لكِ الإجابة!
إقرئي أيضاً: