موديلات مكياج قديم جداً عبر التاريخ وصيحات نأمل ألا تعود

موديلات مكياج قديم جداً عبر التاريخ وصيحات نأمل ألا تعود

محتويات

لا يخفى على أحد أنّ تطبيق المكياج ليس عادة وليدة اللحظة, بل على العكس هو عصارة الأزمنة المتعاقبة حيث أعطيت للمرأة في كل عصر الفرصة حتّى تكون محطّ أنظار الجميع وتغيّر نظرة المجتمع إليها. وذلك عن طريق ما تعمد إلى التركيز عليه في مكياجها. لنطّلع في هذا المقال على نشأة المكياج ومراحل تطوّره عبر التاريخ, ولنلق نظرة سريعة على صيحات مكياج قديم جداً نتمنّى لو لا تعود رائجةً أبداً.

 

المكياج عبر العصور

تعتبر الرسومات التي تعود إلى العصر الحجري وتُظهر أجساد النساء حينذاك وهي مطليّة باللون البني المائل إلى الأحمر دليلاً قاطعاً على نشأة المكياج الأولى. ففي ذلك الحين, عدا الجانب الجمالي, كان المكياج إحدى الطرائق للتعبير عن المزاج العام وعن شيء من النضج الجنسي لدى المرأة. علاوة على ذلك, اعتمد الانسان القديم على المكياج كشكلٍ من أشكال التواصل بين المجموعات والقبائل في الحرب والسلم والنزاعات والظروف الاجتماعية. ركّزت شعوب بلاد ما بين النهرين والسومريين والبابليين على وضع المكياج لإبراز تعابير الوجه المختلفة كالغضب والحبّ والسلام.

ولعلّ أبرز الحضارات المعروفة بمكياج قديم جداً هي :

 

  • الحضارة المصريّة :

إلى حماية البشرة من حروق الشمس القويّة وإبقاؤها مرطّبة, كان الهدف الأساسي من المكياج عند المصريين القدامى هو إظهار جمال المرأة بالتوازي مع قوّتها. وأهمّ مثال على ذلك الملكة كليوبترا التي حكمت مصر بذكائها وحنكتها. وجاء مكياجها تعبيراً صارخاً عن قوّة شخصيّتها وصلابتها. إذ, عرفت ب:

- عينين محدّدتين بخطوط سميكة من الكحل المصنوع من خليط من المعدن والسخام والدهون الحيوانية.

- شفتين ملونتين بالصبغة الحمراء.

- ظلال العينين باللون الأخضر او الأزرق المكوّن من خليط النحاس والرصاص الخام.

الحضارة المصرية 

  • الحضارة اليونانية :

اختلف توجّه النساء اليونانيات في ما يتعلّق بالمكياج حيث كان الاهتمام ينصبّ على إظهار الجمال الطبيعي دون غيره. وبالتالي, الحفاظ على ملامح ناعمة وإبراز نقاوة البشرة ونضارتها. ومعايير الجمال آنذاك كانت تركّز على :

- بشرة فاتحة.

- خدّين ورديين .

- حواجب محدّدة

- عينين بظلال داكنة.

الحضارة اليونانية 

  • الحضارة الصينية والهندية :

بين عام 4000 و500 قبل الميلاد, أصبح المكياج رائجاً جداً لاسيّما لدى النخب في المجتمع. من انتشار الحنّة بصورة واسعة لدى الهنود إلى الصينيين الذين استخدموا شمع العسل والجيلاتين لطلاء أظافرهم, صار المكياج إجمالاً أكثر شيوعاً لدى الأغنياء دون غيرهم.

الحضارة الرومانية

  • الحضارة الرومانية :

كلّما علا المستوى الاجتماعي للمرأة الرومانيّة, نرى أنها ارتدت المزيد من المكياج على وجهها مثلاً:

- طلاء الأظافر.

- صبغة الشعر باللون الأشقرالتي انتشرت جداُ لدى الأباطرة الرومان وكانت تُصنع من العناصر المعدنية, على غرار المصريين الذين كانوا يلوّنون شعرهم باللون الأسود.

- ظلال العين.

- أحمر الشفه.

 

  • العصور الوسطى :

ركّز المكياج في هذه الآونة عند الطبقة الغنيّة على :

- الوجه الشاحب حتّى أنّ النساء كنّ يعمدن إلى استنزاف دمهنّ لتحقيق ذلك.

- الرموش والحواجب الداكنة عبر استخدام الكحل.

- توريد الخدود عن طريق أحمر الشفاه.

- إخفاء الشعر فإظهاره يدلّ سواء على أنّ صاحبته فلاحة أي من الطبقة المعدمة أو أنها من بائعات الهوى.

العصور الوسطى 

  • العصر الإليزابيثي :

سمّي كذلك تيمّناً بالملكة إليزابيث الأولى في القرن السادس عشر. بعدما كان يعتبر وضع المكياج في انكلترا أمراً مبتذلاً, سعت جميع النساء إلى تقليد إطلالة المكلة بكلّ تفاصيلها:

- وجه شاحب. وصل الامر إلى حدّ استخدام خلطات مضرّة من الخلّ والرصاص الابيض على الوجه لجعله يبدو أكثر بياضاً.

- شعر أحمر.

- حلق الحاجبين أو نتفهما كلّياً كي يبدو الجبين عريضاً كجبين الملكة اليزابيث تماماً.

العصر الاليزابيتي 

  • العصر الفيكتوري :

تميّز العصر الفيكتوري برفضه للمكياج الصارخ باعتباره مرتبطاً بذوي الأخلاق المتدنّية. في هذا الاطار, وضعت الملكة فيكتوريا معايير جديدة للجمال في عصرها عبر إبراز البشرة الصحّية والطبيعيّة وباتت جميع النساء تحذو حذوها :

- بشرة خالية من الشوائب, عبر صنع ماسكات للوجه مكوّنة من الشوفان والعسل والبيض.

- خدود ورديّة عن طريق قرصها.

- شفاه ملوّنة عن طريق عضّها.

العصر الفكتوري 

مراحل تطوّر المكياج في المئة عام الأخيرة :

بين 1900 و1940

  • بين 1900 و 1920 :

في أوائل الألفيّة الثانية, كان المكياج حكراً على نجمات هوليوود من ممثّلات وموسيقييات. وفيما شهدت هذه الفترة تأسيس علامة ماكس فاكتور العالميّة وصنع أوّل أنبوب معدني لأحمر الشفاه, انصبّ التركيز على :

- البشرة الفاتحة باستخدام البودرة.

- الشفاه الملطّخة بأحمر الشفاه.

 

  • في 1920 :

حرصت النساء في هذه الآونة على التحرّر من الفكر الفيكتوري واعتماد التبرّج القويّ كتعبير فريد عن الأنوثة عبر:

- الحواجب الداكنة اللون.

- الوجه العابس .

- الشفاه المحدّدة باللون القرمزي والمصنوعة من المعادن لرسم قوس كيوبيد بطريقة مثاليّة.

وتميّز هذا العصر بالاهتمام بالشفاه كنقطة ارتكاز الجمال في الوجه الأنثوي.

 

  • في 1930 :

انتقل التركيز في ثلاثينيات القرن الماضي إلى :

- نتف الحواجب لجعلها تبدو رفيعة ذات قوس عالٍ وحوافّ مجنّحة أو حلقها كلّيأً ورسمها بشكل رفيع بقلم الرصاص.

- الرموش الرقيقة والداكنة باستخدام الحنّة.

- البشرة الناعمة.

- أقل ما يمكن من الأحمر على الشفاه.

- جفون لامعة عبر تطبيق الفازلين أو زيت الزيتون.

 

  • في 1940 :

بالتزامن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية, تأثّر المكياج بالطابع العسكري بشكل عميق وبات أحمر الشفاه مناسبة للدلالة عن القوة في مواجهة الأعداء لاسيّما بالنسبة للنساء الواتي كنّ في موقع القرار أو في ساحات القتال. وترافق هذا الفكر مع :

- الشفاه ذات اللون الصارخ.

- الحواجب على شكل قوس دائري.

- ظلال العيون المعتدلة.

- أحمر الخدود المعتدل.

بين 1950 و1970 

  • في 1950 :

انتقلت السيدات إلى الأسلوب الساحر في وضع المكياج في خمسينيات القرن الماضي وتعمّدن مثلاً :

- دهن كريم الأساس قبل البودرة لإظهار البشرة من دون شوائب.

- تطبيق البودرة ذات اللون الأحمر الفاتح على الخدّين.

- إضافة جانح صغير على خط محدّد العيون أو الأيلاينر.

- وضع الماسكارا التي كانت شائعة جداً في ذلك الوقت على الرموش العليا فقط.

 

  • في 1960 :

بعدما كان التركيز في النصف الاول من القرن الماضي على مكياج الوجه بشكل عام والخدود والشفاه والحاجبين بشكل خاص, تغيّر توجّه الموضة في الستينات. بحيث أصبح الهدف إظهار العينين كبيرتين وجميلتين عبر :

- ظلال العيون غير الشفافة بدرجات ألوان الباستيل والأبيض.

- كحل أسود مجنح وخطّ آخر على الرموش السفليّة.

- رموش اصطناعية على الرموش العليا والسفلية ممّا يخلق مظهراً درماتيكيّاً.

- أحمر شفاه ذات لون باهت غير لامع.

 

  • في 1970 :

كانت مفاجأة السبعينات أنّ السيدات آثرن إمّا الالتزام بما روّجت له السنين العشر الماضية أو ارتداء المايك أب الطبيعي في ظلّ موجة التحرّر النسويّة التي شهدها العالم والسعي لمواجهة التمييز على أساس الجنس وإلغاء الصورة النمطيّة التي رسمت عن النساء اللواتي يضعن المكياج بشكل فاضح ومبالغ به. وعليه, تميّز مايك آب السبعينات ب:

- ما يقارب عدم وجود مايك حول منطقة العين.

- ماسكارا خفيفة.

- بشرة مشرقة وخالية من الشوائب.

إشارة إلى أنّ هذه الفترة شهدت ظهور ماركات خاصة من المايك آب لتفتيح لون البشرة لاسيّما لدى ذوي البشرة الداكنة في أميركا وأفريقيا.

بين 1980 و 2000 

  • في 1980 :

يبدو جليّاً أنه قد طغت على الثمانينات الألوان المشرقة مثل :

- الأزرق والبنفسجي و الزهري كظلال للعيون.

- الزهري للخدود.

- الايلاينر الاسود أو الكحل لرسم علامات الجمال المزيّفة تقليداُ للنجمات والمغنيات العالميات كمادونا وغيرها.

 

  • في 1990 :

شهدت التسعينات إلى جانب عودة الحواجب الرفيعة وظلال العيون الزرقاء, اكتساحاً غير ملحوظ للمنتجات البرّاقة إن على مستوى ظلال العيون أو الشفاه أو الرقبة أوالكتفين . فقد كانت تعمد الفتيات إلى التمثّل ببيونسي وبريتني سبيرز عن طريق وضع أحمر شفاه لمّاع فوق أحمر الشفاه الجامد ذات اللون الأحمر أو البني الداكن.

 

  • في 2000 :

العنوان العريض لبداية الألفية الثالثة كان من دون شكّ البشرة السمراء. فقد لجأت الفتيات حينها إلى :

- التان لتخبئة مشاكل الجلد والظهور ببشرة صحّيّة

- الاستمرار بموضة الرموش الرفيعة جداً.

- وضع ظلال على العين بألوان جليدية باهتة.

- وضع أحمر الشفاه البرّاق بألوان معدنية جريئة.

 بين 2010 و اليوم

  • في 2010 :

بالعودة عشر سنوات إلى الوراء, وضعت نجمة تلفيزيون الواقع كيم كارداشيان صيحة العيون السموكي أي خط الايلانر الرفيع فوق العين بالاضافة إلى الظلال الداكنة. واللافت أنّ الموسيقيين الرجال تبنّوا وضع الكحل في أعينهم أيضاً في هذه الفترة في استعادة لمرحلة ما بين الخمسينات والثمانينات, وتيمّناً بنجوم عمالقة أمثال برينس وميك جاغر.

 

  • اليوم :

أحدثت كايلي جينر وأخواتها ثورة غير مسبوقة في عالم المكياج بفضل علامتها التجارية التي روّجت ل :

- تحديد الوجه بالكونتور والهايلايت .

- شفاه غير لامعة.

- حواجب سميكة ومرسومة بشكل مثالي.

اليوم, تتبع معظم الفتيات خطوات المكياج نفسها التي وضعتها كايلي وأمثالها , وأصبح من الصعب التعرّف عليهن بدون التبرّج بسبب القدرة الفائقة للمكياج على تغيير تقاسيم الوجه ولون البشرة وإخفاء العيوب وإبراز التفاصيل على أنها مثالية ومنحوتة تماماُ.

 

صيحات نتمنّى ألا تعود أبداً :

شهد التاريخ صيحات مكياج عديدة لم يكن يدري معاصروها أنها مزعجة وغير ملائمة لأنّه وبكل بساطة, لكلّ عصر معايير جمالية مغايرة تفرضها الظروف الاجتماعية والاقتصادية وحتّى العلمية. وبما أنّ تقدير الجمال أمرٌ نسبيّ وليس مسألة حسابيّة جوابها معروف ومحدّد, اخترنا لك بعضاً من العادات التجميلية التي كانت رائجة في فترة زمنية سابقة وتغيّرت نظرة خبراء الجمال والمكياج تجاهها في يومنا هذا :

صيحات نتمنى ألا تعود

  • المكياج البلوري الذي يعتمد بالدرجة الأولى على ظلال العيون اللماعة واحمر الشفاه الوردي البلوري.
  • ظل الجفون الذي يصل إلى الحاجب ويعطي طابع السموكي أو الدراماتيكي.
  • نتف الحواجب كليّاً ورسمها بقلم الكحل : عادة انتشرت كثيراً في أوائل القرن الماضي ومن ثم في الثمانينات.
  • الحواجب غير المرئيّة بسبب نتف الحواجب بشكل رفيع جدّاً أو صبغها بلون البشرة.
  • تان وهمي بلون البرتقال لإضفاء اللون الاسمر على البشرة.
  • البرونزر الثقيل الذي يعطي طابعاً بعيداً عن الجمال الطبيعي.
  • الكونتورينغ الواضح
  • الخدود الحمراء كالدمية.
  • أحمر شفاه كيوبيد الذي انتشر في العشرينات حيث اجبرت الفتيات على رسم شفاههن على شكل كيوبيد.
  • المسكارا الملوّنة بألوان غريبة.
  • ظلال العين باللون الأخضر أو الأزرق التي لاقت رواجاً في السبعينات والثمانينات.
  • الحواجب المتّصلة.

 

إقرئي أيضاً :

صيحات مكياج 2023: ألوان حيوية وتقنيات حديثة لمكياجات العيون 

scroll load icon