حكمت مصر متنكّرة بزي رجل وتحدّت التقاليد.. من هي هذه المرأة؟
محتويات
حتشبسوت، يعني إسمها خليلة آمون المفضلة على السيدات، وكانت ملكة مصر لـ 20 عاماً. تعود قصتها إلى 3 آلاف سنة، لكن العالم لم يعرف بوجودها إلا من حوالى 200 عام فقط، بعد أن حرص تحتمس الثالث إبن زوجها على إخفاء آثارها. اليوم وبعد مرور آلاف السنين، عادت هذه الملكة إلى الأضواء من جديد، بعد اكتشاف لوح حجري يحكي المزيد عن حتشبسوت؛ أول ملكة في تاريخ مصر القديمة، والتي حكمت البلاد بين عامي 1485 و1473 قبل الميلاد، فما رأيكِ بالتعرّف إليها؟
سارت على خطاها باقي الملكات
عُرفت بين ملوك وملكات مصر بـ"الشخصية القوية" التي استطاعت تحدي المألوف بالوصول إلى حكم العرش خلال الأسرة الـ18 من الدولة الحديثة.
"حتشبسوت" تلك الملكة الفرعونية حققت إنجازات كبرى في عهدها، وهو الأمر الذي مهد الطريق لغيرها من الملكات مثل كليوباترا ونفرتيتي وتاوسرت لسير المشوار نفسه. وتظل فترة حكم "حتشبسوت" هي الأكثر سطوعاً في تاريخ مصر القديمة، لأهمية الفترة وطبيعة الظروف السياسية والاقتصادية وقتها
إستلام منصبها في الـ 12 من عمرها فقط
اعتلت حتشبسوت كرسي الحكم في مصر الفرعونية وهي صبية في الـ 12 من العمر، عندما تزوجت - على عادة الفراعنة - من أخيها غير الشقيق تحتمس الثاني، والذي مات في سنٍ مبكرة، ولم تنجب منه ذكراً ليخلفه على العرش، وإنما أنجبت الأميرة نفرو رع، لتصبح حتشبسوت وصيةً على تحتمس الثالث، ابن زوجها من إحدى محظيات البلاط الملكي، قبل أن تتقلد المنصب، غالباً بسبب تهديدات سياسية تعرضت لها مصر آنذاك.
تحدّت التقاليد وتنكرت بزي رجل
كان من المفترض أن يحكم مصر إبن زوجها (تحتمس الثالث) لكن حتشبسوت أخبرت الكهنة أنها رأت في منام أن الآلهة ترشحها للحكم وأنها من نسب الآلهة.
فقرر الكهنة تنصيبها حاكمة، إلا أن الشعب لم يتقبل فكرة أن تحكمه امرأة، إذ كان الملك طبقاً للعرف ممثلاً للإله حورس الحاكم على الأرض.
لذلك حاولت الملكة الجميلة أن تصور نفسها كرجل في التماثيل وتضع ذقناً حجرية لتماثيلها مثل الرجال، وترتدي ملابس الرجال، بل وكانت تشير إلى نفسها بضمير المذكر، وتحمل ألقاب الرجال، رغم أنها كانت من الجميلات.
حتشبسوت هي أول من ارتدت القفازات لوجود عيب خلقي بأصابعها، وهو ما لم يعرف عنها إلا بعد رؤية موميائها. ففي أغلب التماثيل التي صنعت لها كانت يداها تبدوان طبيعيتين لأنها كانت تأمر النحاتين بذلك، كما كانت أول من رصّعت القفازات بالأحجار الكريمة.
والقطع الحجرية المكتشفة مؤخراً تشير إلى الملكة حتشبسوت كامرأة، وهو ما يعني أن تاريخ هذه القطع الحجرية يرجع غالباً لبداية عهدها، قبل أن يشار إليها كرجل فيما بعد.
غموض رافق وفاتها
ملابسات حياة حتشبسوت وظروف توليها للحكم أسهمت في نسج الحكايات حول سبب وفاتها، خاصة أنها توفيت في سن الـ50 عاماً، إضافة إلى تولي خصمها "تحتمس الثالث" العرش من بعدها.
ومع مجيء تحتمس الثالث إلى الحكم طُمست بعض الإنجازات التي قامت بها حتشبسوت من تماثيل ونقوش على جدران المعابد التي اتخذتها الملكة وسيلة لتسجيل رحلاتها ومشروعاتها، ورجح بعض المؤرخين أن تحتمس الثالث شن حملة تشويه ضد زوجة أبيه، وحاول دمج فترة حكمها معه حتى يُنسب له إنجازاتها.
وبداخل المقبرة 20 بوادي الملوك بالبر الغربي بالأقصر، عثر على مومياء حتشبسوت في أوائل القرن الـ20، ولم تحدد هوية المومياء إلا في يونيو 2007 بواسطة فريق من العلماء.
وكشف الفريق علامات إصابة بالتهاب المفاصل وإصابة بالتهاب الأسنان، وتفشي سرطان العظام على مومياء حتشبسوت، وبعد فحص الحمض النووي تم التأكد من انتماء المومياء إلى أعظم ملكات مصر.
حب غير معلن
تركت حتشبسوت ألغازاً كثيرة وأسراراً، من بينها علاقة حب (بعد موت زوجها) بينها وبين "سننموت" المهندس الذي بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري، والذي منحته 80 لقباً.
ومن حبه لملكته حفر نفقاً بين مقبرتها ومقبرته، وشيد لها أجمل معبد جنائزي بني لملكة في التاريخ، وهو معبد الدير البحري الذي شيده في حضن الجبل الغربي وجاء بناؤه بالحجر الجيري الأبيض، وعلى هيئة صالات ثلاث تعلو الواحدة الأخرى لكي ترتقيها روح الملكة الحبيبة وتصعد بها إلى السماء لتخلد مع النجوم.
إقرئي أيضاً
ومن الحب ما قتل.. قصة حب هتلر وايفا كانت نهايتها الإنتحار سوياً