لم يمنعها الشلل من إطلاق عملها الخاص.. قصّة رولا سنو ستعطيكِ كل الإيجابيّة
هل تشعرين بضيق أحياناً إلى حدّ قد تنفجرين غضباً؟ هنا، حيث تغيب الألوان عن حياتك ويتسيّد الأسود كل محيطك! قد يحصل ذلك جرّاء ضغط العمل، أو علاقة زوجية فاشلة، أو قد يكون السبب رحلة استجمام لم تأتِ على قدر التوقعات. لا يهم السبب بمقدار شعور الخيبة والقلق والتوتر الذي يمتلكك!
حسناً، ننصحك أن تقرئي السطور التالية التي نكشف من خلالها قصة ملهمة لفتاة عانت من نصف شلل فجائي، إلا أن ذلك لم يثنيها عن التمسّك بإرادة الحياة ومتابعة مسيرتها بإطلاق حلم راودها منذ الطفولة. لعلّك بعد القراءة، تستوحين منها بعض الأمل، وكيفية ابتكار الفرص رغم العقبات والصعوبات. نتحدث هنا عن اللبنانية رولا سنو، التي استطاعت أن تخلق من معاناتها ومضات أمل. فلنتعرّف على قصتها.
wreathsbylilo
View this post on Instagram
لنبدأ بالمشروع الذي أطلقته رولا، والذي شرحت عنه بشغف في حديث لموقع "يومياتي". عن حلمها تقول رولا: "كل ما ترونه على هذه الصفحة (صفحة انستغرام أعلاه) هو مجهود شخصي، لا يساعدني فيه أحد، رغم الصعوبة التي أواجهها بسبب ضعف عصب يديي". وتتابع، حلمي كان أقوى من عجزي وانتصر على الألم المبرح الذي يلاحقني يومياً. أردت أن أؤسس عملي الخاص وفعلت، واليوم أسعى لترويج عملي، كي أحقق مرادي المعنوي قبل المادي.
رولا تعشق الجمال والأناقة والزينة. انطلق مشروعها مع شقيقتها عند ولادتها، فقامت بتزيين المنزل من خلال أدوات تم إعادة تدويرها بطريقة ذكية. بعدها، انتقلت رولا إلى تزيين أكاليل الزهور والأبواب، ليتطور عملها مع أصدقاء العائلة، ثم انطلقت للتزيين في المناسبات، كتزيين الشمع والأكسسوارات.
View this post on Instagram
لدى سؤالنا ما هي قطعتها المفضلة؟ تجيب رولا أنّ اكليل الزهور هذا الذي تم تزيين باب المدخل به هو أجمل ما عملت عليه، حيث تمت إضاءته بطريقة لافتة.
View this post on Instagram
كما تفضّل هذه الوردة التي تم تصنيعها من حوالي 136 قطعة قماش، أي بحجم كبير، وهي تستطيع أن تعد تصاميم أخرى شبيهة لها على أشكال أخرى.
رحلة المرض
رحلة المرض مع رولا بدأت منذ أربع سنوات، حيث كانت في زيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، وشعرت فجأة بخدر وتنميل في أطرافها، لتكتشف بعد التشخيص الطبي أنّها تعاني من متلازمة جيلان باريه ومتلازمة ميلر فيشر(حالة طبية نادرة يُهاجم فيها الجهاز المناعي الأعصاب، وعادةً ما تظهر الأعراض الأولى على هيئة نخز وضعف في الأطراف، وسرعان ما تنتشر هذه الأعراض حتى يُصاب كامل الجسم بالشلل.) بعد تشخيص حالتها، بدأت رولا برحلة معاناة، حيث أصابها شلل في وجهها وأطرافها، ثم بدأت تعاني من مشاكل في التنفس وضعف بالسمع والرؤية، وعدم القدرة على التحرّك.
View this post on Instagram
اليوم رولا بحالة أفضل بعد تلقيها العلاج، لكنها لا زالت تعاني من أمراض وشلل مؤقت، كما تعاني من عوارض نسيان وتعب بالأعصاب وشلل متقطع بسبب رواسب وتداعيات المرض، إلاّ أنّها مستمرة في عطائها و تحقيق حلمها والاهتمام بتأمين معيشتها بنفسها دون الإعتماد على أحد. وإن كانت في حديثها أشارت إلى دعم عائلتها، ولا سيّما والدتها التي أطلقت عليها "الجندي المجهول" لمواكبتها في رحلتها خلال المرض وبعده.
View this post on Instagram
رغم معاناتها اليومية لليوم، لا تزال رولا تنبض حياة وسعادة وتفاؤلاً، وهي بذلك تنشر رسائل إيجابية في عالم يتخبط بالأزمات متلاحقة تحدّه من كل صوب. خلال حديثنا معها، وجّهت رولا رسالة محفزة لكل مريض: "استفد من ما تبقى من صحتك كي تستثمر فيها لتحقيق حلمك، فليس على الإرادة مستحيل".
إقرئي ايضاً: