غير الماء... كيف ترطبين جسمك بعد الرياضة؟
جميعنا يدرك أهمية الرياضة، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون هو ضرورة بقاء الجسم رطباً خلال ممارسة الرياضة وما بعدها. ومعظمنا يلجأ الى شرب الماء، ولكنّ أصحاب الاختصاص في التغذية تفاجؤوا بأن بعض ممارسي التمارين الرياضية يعانون من حالات جفاف رغم شربهم للماء! فكيف إذاً نبقي أجسامنا رطبة، إذا الماء لا يكفي وحده؟
إليك أبرز المشروبات التي ينصح بها خبراء التغذية الرياضية:
الحليب
قد يكون حليب من الألبان الأكثر ترطيباً من الماء، وقد يتفوق على بعض المشروبات الرياضية. فقد توصلت دراسة إلى أن المشاركين، الذين تناولوا الحليب قليل الدسم بعد ممارسة التمارين الرياضية احتفظوا بمزيد من السوائل مقارنة بأولئك الذين شربوا الماء فقط. يتكون الحليب من 90% ماء، ويحتوي أيضاً على العديد من الشوارد أو الجزيئات التي تُفقد في العرق، بما يشمل الصوديوم والبوتاسيوم والكاليسيوم والمغنيسيوم، مما يساعد الجسم على الاحتفاظ بالسوائل.
العصائر الطبيعية
يؤكد أخصائيو التغذية الرياضية أن العصائر الطبيعية توفر الكربوهيدرات سريعة الهضم والبروتين عالي الجودة والسوائل لتعزيز التعافي بعد ممارسة التمارين الرياضية. ولتحضير عصير مرطب ومعزز للانتعاش، تقترح استخدام مكونات مثل الحليب واللبن والفواكه، كما هو الحال في عصير التوت الأسود أو مخفوق البروتين بالشوكولاتة وزبدة الفول السوداني.
المشروبات الرياضية
يتم تسويق المشروبات الرياضية على أنها المشروب المفضل لمعالجة الجفاف، ويتم تصنيعها للمساعدة في معالجة الجفاف. ويلفت أخصائيو التغذية الرياضية الى أن "المشروب الرياضي سوف يبقي الجسم رطباً بشكل أفضل من الماء وحده"، مشيرين الى اجتوائها على كربوهيدرات سريعة المفعول، والتي يمكن أن تساعد في تجديد مخازن الغليكوجين المستنفدة.
كذلك يمكن للكربوهيدرات والسكر في المشروبات الرياضية أن تجعلها أكثر جاذبية للرياضيين من الماء العادي، مما يشجع على استهلاك المزيد من السوائل. وتحتوي المشروبات الرياضية أيضاً على العديد من الشوارد التي يفقدها الجسم في العرق، وقد كشفت الأبحاث أن وجود كل من الكربوهيدرات والصوديوم يدعم احتباس السوائل بشكل صحي. لكن، ينبغي التأكد من اختيار مشروب رياضي يحتوي على صوديوم أكثر من البوتاسيوم، لأن الجسم يفقد صوديوم أكثر من البوتاسيوم في العرق.
عصير الكرز
على مر السنين، ازدادت شعبية عصير الكرز الحامض. وإن قوة عصير الكرز مستمدة من الخصائص المضادة للأكسدة، مثل الأنثوسيانين، الذي يمكن أن يساعد في تعزيز الشفاء وتقليل الالتهاب وتخفيف آلام العضلات. كما يحتوي على الكربوهيدرات، وهي ضرورية لاستعادة العضلات أيضاً.
ويوصي أخصائيو التغذية بإضافة مسحوق البروتين إلى كوب من عصير الكرز الحامض لصنع مشروب رائع للتعافي بعد ممارسة التمارين الرياضية القوية. ولضمان تجديد كل الإلكتروليتات الضرورية، يمكن إقران كوب عصير الكرز الحامض مع طعام يحتوي على الصوديوم مثل الحساء أو المكسرات المملحة أو البسكويت المصنوع من الحبوب الكاملة.
المرق
يمكن أن يتم تناول المرق، مثل مرق الدجاج أو العظام أو الخضراوات، للتعافي بعد التمرين، لأنه يوفر الترطيب والكهارل. وإن تناول كوب واحد من المرق يعطي الجسم الكهارل مثل البوتاسيوم والصوديوم، ويحتوي على 10 غرامات من البروتين. وثبت علمياً أن تناول مرق الدجاج يساعد الأشخاص على إعادة الترطيب بشكل أفضل بعد التمرين مقارنة بالمشروبات الرياضية التقليدية أو الماء.
عصير البرتقال
يوفر كوب عصير البرتقال في الصباح فوائد الترطيب الموصى بها يومياً. ويشير أخصائيو التغذية الى أن عصير البرتقال بنسبة 100% يمكن أن يبقي الجسم رطباً لفترة أطول مقارنة بالمياه. ويبدو أن كلاً من الكربوهيدرات والبوتاسيوم الموجود في عصير البرتقال بنسبة 100% يساهمان في إمكان الترطيب على المدى القصير. كما يوفر كوب واحد من عصير البرتقال مصدراً ممتازاً لفيتامين C الداعم للمناعة، وهو ضروري للرياضيين، خاصة خلال فترات المجهود العالي، والتي قد تضع ضغطاً على صحة المناعة.
الفواكه والخضراوات
إن الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة، مثل الفواكه والخضراوات، تساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي الناجم عن ممارسة التمارين الرياضية المكثفة. فالفيتامينات C وE، بالإضافة إلى مركبات مثل الفلافونويد والبوليفينول الموجودة في الفواكه والخضراوات الملونة، تقلل الالتهاب وتلف العضلات، وتسريع عملية التعافي.
أحماض أوميغا 3
إن الأسماك الدهنية مثل السلمون والماكريل والسردين، إلى جانب بذور الكتان وبذور الشيا والجوز، كلها مصادر قوية لأوميغا-3 والتي يمكن دمجها في وجبات ما بعد ممارسة التمارين الرياضية الشاقة للمساعدة في تقليل الالتهاب وتعزيز تعافي العضلات.
وأخيراً، يوصي الخبراء بأهمية التنوع لترطيب الجسم، وبضرورة أخذ أيام راحة من التمارين الرياضية والحصول على قسط وافر من النوم كل ليلة، مؤكدين أن عضلات الجسم تحتاج إلى أيام الراحة والنوم الجيد للتعافي، لأنها تقوم بالفعل بإصلاح نفسها وتنمو عندما تكون في حالة راحة.