هل يجب ترك الطفل يبكي حتى ينام؟

هل يجب ترك الطفل يبكي حتى ينام؟

محتويات

معظم الأمهات يتبعن نظرية ترك الطفل يبكي حتى ينام..  ومما لا شك فيه أنّ هناك وجهتي نظر حول هذا الموضوع الذي يشغل اهتمام الكثيرين. فهناك النظرية التي تشجع على أهمية الإسراع لتهدئة الطفل لأسباب كثيرة، فيما يرفض آخرون هذا الأمر لمنع ترسيخ عادة البكاء لدى الطفل. إذاً ما الذي يجب أن تعرفيه عن فكرة ترك الطفل يبكي حتى ينام؟

 

ماذا عن فكرة ترك الطفل يبكي حتى ينام؟

أظهرت دراسة عملية نُشرت في مجلة Journal of Child Psychology and Psychiatry للباحثين Ayten Bilgin وDieter Wolke، أنّ ترك الأطفال يبكون ليس له تأثير على تطورهم السلوكي أو تعلُّقهم بأمهاتهم. وهذا الأمر قد يساعدهم على اكتساب مهارات ضبط النفس. بالتالي هذا الرأي يُظهر أنّ الأهل لا يجب أن يقلقوا حيال الطريقة التي يتبعونها. لكن ماذا عن تفاصيل هذه الدراسة؟

 

- تناول باحثون من جامعة ووريك متابعتهم 178 طفلاً وأمهاتهم في المملكة المتحدة منذ الولادة وحتى عُمر 18 شهراً.

- طُلِبَ من الأمهات ملء استبياناتٍ للإفادة بشأن عدد المرات الذي تركن فيها أطفالهن "يصرخون حتى يتوقفوا" في عدة نقاط زمنية:

  • بعد فترة قصيرة من الولادة.
  • بعد ثلاثة أشهر.
  • وبعد 6 أشهر وبعد 18 شهراً.

- كما سُئلت الأمهات عن عدد مرات ومدة بكاء أطفالهن خلال اليوم عندما كانوا حديثي الولادة وعندما كانوا في عمر 3 أشهر و18 شهراً.

- في عمر 3 أشهر، تمت دراسة مدى حساسية الأمهات تجاه أطفالهن الرُّضَّع، وذلك باستخدام التعاملات بين الأمهات وأطفالهن التي جرى تسجيلها بالفيديو.

- في عمر 18 شهراً أُجري تقييم للتطور السلوكي للأطفال والتعلق بأمهاتهم.

 

ماذا وجد باحثو هذه الدراسة إذاً؟

- نادراً ما تركت الأمهات أطفالهن يبكون عندما كانوا حديثي الولادة.

- لكن هذا السلوك أصبح عادياً بدرجة أكبر كلما يكبر الطفل، إذ إن قرابة ثلثي الأمهات، أحياناً أو كثيراً، يتركن أطفالهن يبكون في عمر 18 شهراً.

- مع العلم أنّ الأطفال الأكبر عمراً قد تركوا يبكون عدة مرات، بينما بكى حديثو الولادة لفترات أقصر في عمر 18 شهراً.

- تبين أن هذه الممارسة لا تسبب ضرراً للأطفال.

- لم يُلاحَظ وجود تأثير سلبي على مستوى العلاقة بين الأم والطفل، أي حساسية الأم تجاه طفلها أو التطور السلوكي للطفل في عمر 18 شهراً.

يضيف الباحثون أنه من الواضح أن ذلك يعود بالنفع. مع الإشارة إلى أنّ الأطفال الأكبر عمراً تُركوا يبكون عدة مرات، بينما بكى حديثو الولادة لفترات أقصر في عمر 18 شهراً.

 

وبالرغم من هذه النتائج للدراسة، هذا لا يعني أن يتجاهل الأهل الرضيع. كما لا يجب الإستجابة لبكائه فوراً. بالتالي لا تُشجع هذه الدراسة على تجاهل بكاء الرضع، خاصة في سن مبكرة. فيبقى البكاء الطريقة الوحيدة التي يمتلكها الرضع للتعبير.

فلا يضر أبداً ترك الطفل يبكي مثلاً لبضع دقائق أو وقت قليل. وبخاصة في حال لم يكن وقت الرضاعة أو يعاني من أي مشاكل صحية. مع العلم أنّ هذه الدراسة تُشجع على اتباع الأهل النهج الذي يناسبهم في تربية أطفالهم في هذا العمر.

 

ماذا عن الرأي الآخر؟

  • يُدافع أصحاب نظرية عدم ترك الطفل يبكي حتى ينام والإسراع إلى تهدئته على أهمية تعزيز الثقة والرابط بين الرضيع والوالدين. وإنّ ترك الرضع يبكون قد تكون له تداعيات كتدمير الرابطة بين الأبوين والطفل، بالإضافة إلى زيادة مستويات التوتر لدى الطفل.
  • ويتحدث بعض الخبراء عن أهمية استجابة الأهل لبكاء الطفل لتشجيعه على تنويع أساليب التعبير لديه. فبهذه الطريقة يتعلم المزيد من الحركات والأصوات والعبارات. فبالبكاء فقط لن يتعلم الطفل التفاعل بطريقة أخرى أفضل من البكاء.
  • وعند ترك الطفل يبكي سيفقد الشعور بالحماية والقرب والحنان من أهله. وهذا ما يحتاجه الطفل كثيراً للشعور بالاستقرار الداخلي. ولا يحصل النوم كامل الليل إلا في سن معينة، بالتالي لا يجب إجبار الطفل على هذا الأمر. فكل ما يحتاجه الطفل هو الحب والصبر والحنان والتعامل معه برقة.... وفتح المجال أمامه لاكتشاف العالم واستقلاليته. فتربية الرضيع بهذا النهج سيعزز ثقته بأمه ومحيطه وثقته بنفسه فيما بعد... كما له تأثيرات إيجابية كثيرة في عملية تفاعله مع الآخرين.

 

في الأخير، تبقى التربية خيار الأهل الخاص بهم. وحاولي دائماً أن تتحكمي بإحباطكِ وأعصابكِ عند بكاء طفلكِ لتبقى دائماً مصلحة طفلكِ هي الأولوية.

 

إقرئي أيضاً:

طفلي لا يشبع من الأكل ما السبب وماذا أفعل؟

scroll load icon