العلاقة بين نقص الزنك والاكتئاب
محتويات
يُعتبر الزنك عنصرًا من العناصر الأساسية والمهمة التي يحتاجها جسم الإنسان كي يتمكن من أداء العديد من الوظائف والعمليات المختلفة وأبرزها: بناء البروتينات والحمض النووي، تقوية المناعة، القيام بالتفاعلات الأنزيمية، المساعدة في النمو، والتئام الجروح….
ومن المهم معرفة أن الجسم لا ينتج الزنك طبيعيًا من تلقاء نفسه، بل من الضروري الحصول عليه عبر المصادر الغذائية الغنية به، أو عبر تناول المكملات الغذائية.
حيث أن نقص الزنك يعرض جسم الإنسان إلى مخاطر وأضرار عديدة، فهل الإكتئاب واحدًا منها؟ وهل هناك علاقة بين نقص الزنك والإكتئاب؟
العلاقة بين نقص الزنك والإكتئاب
في الحقيقة، للزنك تأثير كبير على عدد من الأمراض الجسدية والنفسية والاكتئاب واحدًا منها.
إن نقص الزنك من شأنه أن يؤدي إلى الاكتئاب، زيادة القلق والتوتر، عدم الإستقرار العاطفي، وتغيير في السلوك الإجتماعي.
يعزز الزنك من مفعول الأدوية المضادة الاكتئاب ويحسن من مفعولها ومن نتائجها خصوصًا عند تناوله إلى جانب الأدوية المضادة للاكتئاب، كونه يقلّل من مستوى الاكتئاب عند الأشخاص المصابين به.
كما أن إعطاء الزنك للأشخاص المصابين بالتصلب اللويحي المتعدد يساعدهم في التقليل من أعراض الاكتئاب التي تحدث كعارض جانبي للتصلب اللويحي المتعدد.
لذلك فإن الزنك يقلل من أعراض الاكتئاب ويحسن المزاج ومن الحالة النفسية على وجه الخصوص عند الأشخاص الذين يعانون من السمنة أو الوزن الزائد.
فهناك علاقة طردية بين مستوى الزنك في الدم والاكتئاب مما يدل على أن الزنك يعتبر بمثابة محفز للجسم كي يستجيب لعلاج الاكتئاب.
دراسات بينت العلاقة بين نقص الزنك والاكتئاب
لقد أظهرت العديد من الدراسات العلاقة بين نقص الزنك والاكتئاب، وأكدت على أن الأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب هم كذلك لديهم مستويات منخفضة من الزنك في الدم.
في دراسةٍ سريرية أُجريت على الحيوانات، قد بينت أن الحيوانات التي تلقت جرعات من مكملات الزنك كانت أقل عرضةً لأعراض شبيهة بأعراض الاكتئاب ولعبت هذه المكملات دورًا مماثلًا للأدوية المضادة للإكتئاب.
دراساتٌ أخرى وجدت أيضًا أن نقص الزنك قد يكون مرتبطًا بالقلق والاكتئاب، حيث أشارت إلى أن تناول مكملات الزنك لا سيما عند المراهقين المصابين بفقدان الشهية العصبي، أدى إلى تقليل مستويات الاكتئاب والقلق مع التأكيد أن هذه الخلاصة تسري على جميع الأعمار.
ووفقًا للدراسات العلمية التي أجريت عن العلاقة بين نقص الزنك والاكتئاب فإن الأشخاص المصابين بالاكتئاب لديهم مستويات أقل من الزنك في الدم مقارنةً مع الأشخاص الأصحاء، ومع البدء بعلاج الاكتئاب يبدأ الزنك بالارتفاع.
أخيرًا، توصلت دراسة أجريت على الفئران إلى أن حرمانها من الزنك لفترات تتراوح ما بين أسبوعين إلى عشرة أسابيع، تظهر لديها تغيرات في الشخصية وأعراض الاكتئاب والقلق.
يينت دراسة أجريت على مجموعة من المرضى المصابين بالاكتئاب أن إضافة الزنك للمريض الذي يعاني من اكتئاب ولا يستجيب للأدوية المضادة للاكتئاب يحسّن ويسرّع من استجابة الجسم للأدوية، مما يعطي أملًا في علاج الاكتئاب المقاوم للأدوية التي توصف عادًة للاكتئاب.
نقص الزنك والاضطرابات النفسية والعصبية
هذه العلاقة بين الزنك والاكتئاب هي موجودةٌ كذلك بين الزنك وعددٌ من الاضطرابات النفسية والعصبية الأخرى، أبرزها:
الزهايمر
إن عدم انتظام مستوى الزنك في الجسم مرتبطٌ ببداية ظهور أو تطور مرض الزهايمر، كما أن نقص الزنك له تأثير على عملية التعلم وعلى الذاكرة، وأيضًا يؤثر على فقدان التشابك بين الخلايا العصبية، وبالتالي موت الخلايا.
اضطراب ثنائي القطب
يختلف مستوى الزنك في الجسم باختلاف مراحل اضطراب ثنائي القطب، قد يكون منخفضًا في الطور الاكتئابي من المرض لكنه لا يختلف أبدًا عن الأشخاص الأصحاء في مرحلة التعافي منه.
القلق
هناك علاقة بين انخفاض مستوى الزنك في الجسم عند كبار السن والمسنين وبين إصابتهم بالقلق.
مصادر الزنك
مصادر غذائية:
المحار: ويعد من أغنى الأطعمة بالزنك إذ أن حوالي 85 غرام من المحار يحتوي على ما يقارب 74 ملليغرام من الزنك أي ما يعادل أكثر من 6 أضعاف الاحتياج اليومي للزنك.
اللحم البقري: ويحتوي كل 85 غرام من اللحم على ما يقارب 7 ملليغرام من الزنك.
السلطعون: ويحتوي كل 85 غرام منه على ما يقارب 6.5 ملليغرام من الزنك.
الحبوب: تحتوي الحبوب على نسبة جيدة من الزنك، لاسيما الفاصولياء الخضراء والحمراء، الحمص، البازلاء.
بعض الأطعمة الأخرى: الدجاج، الحليب ومشتاقته.
مصادر إضافية:
المكملات الغذائية: يمكن تناول المكملات الغذائية الخاصة بالزنك وفقًا للمعدل الذي يحتاجه كل جسم ولا يجب تناوله بطريقة عشوائية لما له من أعراض جانبية في حال تعدي حاجة الجسم منه
إقرئي أيضًا: