سبب انتفاخ أعلى البطن تحت القفص الصدري الأيسر

سبب انتفاخ أعلى البطن تحت القفص الصدري الأيسر

محتويات

سبب انتفاخ أعلى البطن تحت القفص الصدري الأيسر

مع زيادة عدد المأكولات المعالجة بالكيماويات المضرّة والمنتجات الزراعية المعدّلة وراثياً، وإفراط الإنسان في استهلاك السكّر الاصطناعي الذي يُعتبر أحد أكثر المكوّنات تسبباً للأكسدة في الجسم، بدأت مشكلات صحة الإنسان تتفاقم وتنتقل وراثياً، منها الأمراض الهضمية والتهابات المعى وضعف الأنسجة الداخلية. ومن بين الحالات الصحية التي تتأثر بهذه المشكلات، انتفاخ البطن. وفي هذا المقال، سنتطرّق إلى سبب انتفاخ أعلى البطن تحت القفص الصدري الأيسر. وسنبدأ بتعداد مختلف المناطق البيولوجية التي يتكون منها الجزء الداخلي من أعلى البطن في جهته اليسرى. 

قد تشير عبارة "أعلى البطن" إلى ثلاث مناطق هي:

 

أعلى البطن تحت القفص الصدري الأيمن

أي المراق الأيمن، حيث نجد الكبد والأقنية الصفراوية، منها المرارة، والعفج أي الأمعاء الاثنا عشريّة، ورأس الغدة الحلوة التي تسمّى أيضاً بالبنكرياس، والزاوية اليمنى من القولون، والكلية اليمنى، وأسفل الرئة اليمنى.

 

أعلى البطن تحت القفص الصدري الأيسر

أي المراق الأيسر، حيث نجد ذيل الغدة الحلوة، والمعدة، والطحال، والكلية اليسرى، وأسفل الرئة اليسرى.

 

أعلى البطن تحت زاوية القص

أي الشرسوف، علماً أن القص هو العظم العمودي الذي يتّصل بأضلع القفص الصدري من الأمام. وتحت زاويته، نجد المعدة والمريء، وجسم الغدة الحلوة، ورباط الثرب، بالإضافة إلى الأقنية الصفراوية. أما القلب والغاشية فقريبان جداً من هذه المنطقة.

 

بعد معاينة الأعضاء والأنسجة الواقعة في أعلى البطن، سننتقل إلى الجهة اليسرى منه، ونفصّل سبب انتفاخ أعلى البطن تحت القفص الصدري الأيسر، الذي تتعدد أسبابه، ومنها:

 

تضخم الطحال

الطحال عضو مهم في جهاز المناعة، يشبه حبة الفول، يقع في الجزء العلوي الأيسر من تجويف البطن، تحت الحجاب الحاجز. تشمل وظائف الطحال التخلص من الكائنات الممرضة في الدم، وإنتاج الأجسام المضادة لدعم جهاز المناعة، وإزالة خلايا الدم غير الطبيعية. يمكن أن يتضخم الطحال عن طريق أداء وظائفه الطبيعية استجابة لحالة طبية ليست له علاقة مباشرة بها. ومن المسببات الشائعة لتضخم الطحال، نذكر الأمراض التي تصيب خلايا الدم، وزيادة تدفق الدم عبر الطحال، والأمراض التي تغزو الطحال. وتتراوح الحالات المرضية لتضخم الطحال بين الأورام الخبيثة أي السرطانات، والعدوى، وتسلل أمراض أخرى إلى الطحال، والالتهابات، وأمراض خلايا الدم الخبيثة، وقد تتطلب تدخلاً طبياً يحدده الطبيب المتخصص.

 

الفتق الشرسوفي

الفتق هو مصطلح عام يشير إلى خروج عضو أو جزء منه من المكان المخصص له، عبر جدار التجويف الذي يحتويه، وذلك بسبب ضعف في أنسجة الجدار. أما الفتق الشرسوفي فيظهر فوق السرة وأسفل عظمة القفص الصدري، وأحد مسبباته الخلقية هو عدم نمو الأنسجة في جدار البطن تماماً أثناء نمو الشخص. وأحد أهم مسببات هذه الحالة غير الخلقية هو حدوث ضغط في المنطقة التي تشكّل صلة الوصل بين جدار البطن عند الشرسوف والحجاب الحاجز أي الديافراغم. ويتكون الجزء الناتئ عادة من أنسجة دهنية، وقد يوصي الطبيب بالخضوع إلى عملية جراحية لتصحيح الحالة.

 

الإصابة بالغازات

تتشكّل الغازات في المعدة بشكل أساسي إثر ابتلاع الهواء عند تناول الطعام أو الشراب، ويخرج معظمها لدى التجشؤ. وتتكون الغازات داخل الجهاز الهضمي في القولون، حين تخمّر بكتيريا المعى الكربوهيدرات والألياف وبعض أنواع النشويات والسكريات التي لا تُهضم في الأمعاء الدقيقة. ومع أنّه يُنصح الناس المعرّضون أكثر من سواهم للإصابة بالغازات بالتخفيف من تناول البقوليات والثمار والخضار والحبوب الكاملة، وهي مأكولات غنية بالألياف، إلا أن الألياف ضرورية للحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتنظيم مستويات السكّر والكوليسترول في الدم. وهنا، يتعيّن التركيز على تخفيف المسببات الأخرى للغازات في الجهاز الهضمي، مثل المشروبات الغازية، وعادات الأكل السيئة كالأكل بسرعة فائقة أو التحدّث خلال المضغ، والإمساك الذي يسد مجرى إطلاق الرياح.

 

عسر الهضم الوظيفي

إن عسر الهضم الوظيفي هو حالة تتسم بالشبع المبكر والامتلاء، وقد يرافقه أيضاً الألم الشرسوفي أو الحرقة. يتم تشخيصه سريرياً ولكنه يتطلب استبعاد أمراض الجهاز الهضمي البنيوية. ومن مسبباته العدوى البكتيرية، ومسببات الحساسية، والتغير في الميكروبيوم المعوي، وزيادة نسبة الحمض في المعدة، والتهاب الجهاز الهضمي العلوي، والضغط العصبي. ولهذه الحالة خيارات علاج متاحة عدة، منها تعديل النظام الغذائي، وقمع الأحماض، وتناول العقاقير المحفزة للحركة المعوية، والعلاج النفسي.

 

القرحة الهضمية

هي قرحة مفتوحة تصيب الغشاء المبطن للمعدة والجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة، وبالتالي، هي أيضاً سبب انتفاخ أعلى البطن تحت القفص الصدري الأيسر. وأكثر الأعراض شيوعاً للقرحة الهضمية هي الشعور بألم في المعدة. ومن مسبباتها، العدوى ببكتيريا الملوية البوابية، والاستخدام المستمر للأسبرين وبعض مسكنات الألم، ما قد يؤدي إلى حرقان في المعدة. وقد يصاحب هذه المشكلة بعض الأعراض الأخرى مثل الشعور بالامتلاء، والتجشؤ، والشعور بالغثيان، وعدم تحمّل تناول الأطعمة الدهنية. يمكن تشخيصها بالفحوص المخبرية، ويعتمد علاجها على سببها، ويشمل القضاء على بكتيريا الملوية البوابية، أو التخفيف من استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.

 

خزل المعدة

هي مشكلة تؤثر في الحركة الطبيعية التلقائية لعضلات المعدة. فتبطأ حركة المعدة وقد تتوقف تماماً، ما يحول دون تفريغها محتوياتها على نحو صحيح. قد يعود خزل المعدة إلى مضاعفات داء السكري، أو نتيجة لعملية جراحية، أو تلف العصب المبهم الذي يضيّق عضلات المعدة للمساعدة على تحريك الطعام عبرها. كما أن تناول بعض الأدوية مثل المسكنات الأفيونية أو بعض مضادات الاكتئاب، أو أدوية ارتفاع ضغط الدم، أو أدوية الحساسية قد تسبب خزل المعدة. ويشعر المصابون به بحرقة المعدة والغثيان والقيء والانتفاخ بعد تناول الطعام. أما علاجه فيعتمد على سببه، وقد يكون بالسيطرة على داء السكري، أو بتغيير النظام الغذائي مثل تناول الثمار والخضار المطبوخة بدلاً من النيئة واختيار الأطعمة قليلة الدسم، وتناول وجبات أصغر بشكل متكرر.

 

اقرئي أيضاً:

اعراض حساسية الجلوتين وعلاجها

ما هي حساسية اللاكتوز والقولون وكيف يمكنك تشخيصها

scroll load icon