ما هو علاج الشرخ المزمن؟

يعاني معظم الناس من الشرخ المزمن، حيث يمكن أن تؤدي الصدمة أو الإصابة إلى شد القناة الشرجية وإنشاء تمزق في بطانة فتحة الشرج. عادة ما تأتي هذه التمزقات، المعروفة باسم الشق الشرجي، من إخراج البراز الكبير أو الصلب. يمكن أن تسبب التمزّقات الشرجية المزمنة الألم والنزيف أثناء وبعد حركات الأمعاء. ممّا يحتّم عملية علاج الشرخ المزمن بشكل فوري حتى لا تتعرّضي لمشاكل صحية بغنى عنها. إليكِ بالتفصيل علاج الشرخ المزمن، كما ستُبرز أهم التدابير التي يمكن أن تساعدكِ في تخفيف الألم الناتج عن الشرخ الشرجي المزمن.

تدابير المساعدة الذاتية في علاج الشرخ المزمن

غالبًا ما يلتئم الشق الشرجي من تلقاء نفسه في غضون أسابيع قليلة، مثله مثل الجروح أو التمزقات الصغيرة الأخرى في الجلد. ومع ذلك، يجب أن تري طبيبًا عامًا إذا كان لديكِ شق شرجي حيث يمكنه تقديم النصائح والأدوية للمساعدة في تخفيف الأعراض والسماح للشق بالشفاء بسرعة أكبر. تلتئم معظم الشقوق الشرجية بالعلاج، على الرغم من أنها يمكن أن تحدث مرة أخرى بسهولة، خاصة إذا لم تتبعِ نصائح المساعدة الذاتية. فهناك عدد من إجراءات المساعدة الذاتية التي قد يوصي بها الطبيب لتخفيف الإمساك وتقليل الألم الناجم عن الشقوق الشرجية. حيث يمكن أن يؤدي تخفيف الإمساك إلى التئام الشقوق الشرجية وتقليل فرصة حدوث المزيد من الشقوق في المستقبل. تشمل تدابير المساعدة الذاتية ما يلي:

• زيادة تناولكِ اليومي من الألياف عن طريق تضمين الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف في نظامكِ الغذائي، مثل الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة.
• تجنبي الجفاف بشرب الكثير من الماء.
• محاولة الحصول على مزيد من التمارين، على سبيل المثال، من خلال المشي أو الجري يوميًا.
• تمرني في مكان ووقت من اليوم حيث يمكنكِ قضاء الوقت بشكل مريح في المرحاض.
• عدم تأخير الذهاب إلى المرحاض عندما تشعرين بالحاجة.
• إذا كنتِ تستخدمين مناديل مبللة، فتجنبي المنتجات التي تحتوي على رائحة أو كحول لأن هذا قد يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة أو الحكة. إذا كنتِ تستخدمين ورق التواليت، فاستخدمي علامة تجارية ناعمة وتجنبي المسح بشدة.
• انقعي مؤخرتكِ في حمام دافئ عدة مرات في اليوم، خاصة بعد التبرز، لإرخاء العضلات في فتحة الشرج.

علاج الشرخ المزمن

الأدوية

هناك عدد من الأدوية المختلفة التي قد يوصي بها الطبيب للمساعدة في تقليل الأعراض والسماح للشرخ المزمن بالشفاء:

المسهلات

الملينات هي نوع من الأدوية التي يمكن أن تساعدكِ على التبرز بسهولة أكبر. عادة ما يتم وصف البالغين الذين يعانون من الشق الشرجي بأقراص أو حبيبات ملينة للتشكيل. يعمل هذا من خلال مساعدة برازكِ على الاحتفاظ بالسوائل، مما يجعله أكثر ليونة وأقل عرضة للجفاف. عادة ما يوصف للأطفال الذين يعانون من الشق الشرجي محلول ملين تناضحي عن طريق الفم. يعمل هذا النوع من الملينات عن طريق زيادة كمية السوائل في الأمعاء ممّا يحفز الجسم على التبرز. قد يوصي طبيبكِ ببدء العلاج بجرعة منخفضة وزيادته تدريجيًا كل بضعة أيام حتى تتمكنين من إخراج البراز الناعم كل يوم أو يومين.

المسكنات

إذا كنتِ تعانين من ألم حارق طويل بعد التبرز، فقد يوصي الطبيب بتناول مسكنات الألم الشائعة، مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، والتي يمكنكِ شراؤها من الصيدلية أو السوبر ماركت. إذا قررتِ تناول هذه الأدوية، فتأكدي من اتباع تعليمات الجرعة الموجودة في نشرة معلومات المريض أو العبوة.

غليسريل

إذا لم تتحسن الأعراض في غضون أسبوع أو أسبوعين، فقد يصف لكِ الطبيب دواءً يسمى جليسريل ثلاثي نترات، وهو مرهم يوضع على القناة الشرجية، عادة مرتين في اليوم. يعمل عن طريق توسيع الأوعية الدموية داخل وحول فتحة الشرج، مما يزيد من إمداد الدم إلى الشق ويساعده على الشفاء بشكل أسرع. يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل الضغط في القناة الشرجية، مما يخفف الألم. سيتعين عليكِ عادةً استخدام هذا المرهم لمدة 6 أسابيع على الأقل، أو حتى يلتئم الشق تمامًا. ستُشفى غالبية الشقوق الحادة (الموجودة لمدة تقل عن 6 أسابيع) باستخدام هذا العلاج. فحوالي 7 من كل 10 شقوق مزمنة تلتئم باستخدامه إذا تمّ استخدامه بشكل صحيح.

الصداع هو أحد الآثار الجانبية الشائعة لمرهم جليسيريل ثلاثي نترات، ويؤثر على ما يصل إلى نصف الأشخاص الذين يستخدمونه. يشعر بعض الناس أيضًا بالدوار أو الدوخة بعد استخدام المرهم. كما أنه غير مناسب للأطفال أو النساء الحوامل أو المرضعات. فإذا كان الصداع يمثل مشكلة، فإن تقليل كمية المرهم التي تستخدميها لبضعة أيام يمكن أن يساعد. غالبًا ما يكون استخدام كمية بحجم حبة البازلاء من المرهم 5 أو 6 مرات يوميًا أفضل من استخدام كمية أكبر مرتين يوميًا.

التخدير الموضعي

إذا كنتِ تعانين من ألم شديد في الشرج بشكل خاص، فقد يصف لكِ الطبيب مخدرًا موضعيًا لتخدير فتحة الشرج قبل التبرز. فالتخديرالموضعي هو الدواء الذي يتم فركه مباشرة في المنطقة المصابة. لن يساعد في التئام الشقوق، لكنه يمكن أن يساعد في تخفيف الألم. الليدوكائين هو المخدر الموضعي الأكثر شيوعًا للشرخ الشرجي. يأتي على شكل جل أو مرهم، وعادة ما يستخدم فقط لفترة قصيرة (بضعة أيام).

حاصرات قنوات الكالسيوم

حاصرات قنوات الكالسيوم، مثل الديلتيازيم، هي نوع من الأدوية تستخدم عادة لعلاج ارتفاع ضغط الدم. ومع ذلك، فقد أثبتت حاصرات قنوات الكالسيوم الموضعية التي يتم تطبيقها مباشرة على فتحة الشرج أنها مفيدة أيضًا في علاج بعض الأشخاص الذين يعانون من الشقوق الشرجية. حيث تعمل حاصرات قنوات الكالسيوم الموضعية عن طريق إرخاء العضلة العاصرة وزيادة تدفق الدم إلى الشق.

يمكن أن تشمل الآثار الجانبية الصداع، والدوخة، والحكة أو حرقان في الموقع عند استخدام الدواء. يجب أن تختفي أي آثار جانبية في غضون أيام قليلة بمجرد أن يعتاد جسمكِ على الدواء. يُعتقد أن حاصرات قنوات الكالسيوم الموضعية فعّالة مثل مرهم جليسريل في علاج الشقوق الشرجية، ويمكن التوصية بها إذا لم تساعد الأدوية الأخرى. كما هو الحال مع مرهم جليسريل، سيتعين عليكِ عادةً استخدام حاصرات قنوات الكالسيوم لمدة 6 أسابيع على الأقل، أو حتى يلتئم الشق تمامًا.

حقن توكسين البوتولينوم

توكسين البوتولينوم هو علاج جديد نسبيًا للشقوق الشرجية. يتم استخدامه عادة إذا لم تساعد الأدوية في فعل ذلك.

الجراحة

قد يوصى بالجراحة إذا لم تنجح العلاجات الأخرى. حيث يُعتبر بشكل عام العلاج الأكثر فعالية للشرخ الشرجي، حيث يحصل أكثر من 9 من كل 10 أشخاص على نتائج جيدة على المدى الطويل. ومع ذلك، فإنه ينطوي على مخاطر صغيرة من حدوث مضاعفات. هناك عدد من التقنيات الجراحية المختلفة التي يمكن استخدامها لعلاج الشق الشرجي.

بضع العضلة العاصرة الجانبية

يتضمن بضع المصرة الجانبي إجراء قطع صغير في الحلقة العضلية المحيطة بالعضلة العاصرة للمساعدة في تقليل التوتر في القناة الشرجية. هذا يسمح للشق الشرجي بالشفاء ويقلل من فرصتكِ في تطوير المزيد من الشقوق. إنها عملية قصيرة ومباشرة نسبيًا يتم إجراؤها عادةً تحت التخدير العام على أساس المريض اليومي. هذا يعني أنكِ ستكونين نائمة أثناء إجراء العملية، لكن لن تضطري عادةً إلى قضاء الليل في المستشفى. يُعتبر بضع العضلة العاصرة الجانبي من أكثر العلاجات فعالية للشقوق الشرجية، وله سجل حافل بالنجاح. سيشفى معظم الناس تمامًا في غضون 2 إلى 4 أسابيع. أقل من 1 من كل 20 شخصًا ممن أجروا هذا النوع من الجراحة سيعانون من فقدان مؤقت للتحكم في الأمعاء (سلس الأمعاء) بعد ذلك نتيجة لتلف عضلات الشرج. ومع ذلك، عادة ما يكون هذا نوعًا خفيفًا من سلس البول حيث لا يستطيع الشخص منع إخراج الغازات، وعادة ما يستمر لبضعة أسابيع فقط.

السدائل الشرجية المتقدمة

تتضمن السدائل الشرجية المتقدمة أخذ أنسجة صحية من جزء آخر من الجسم واستخدامها لإصلاح الشق وتحسين تدفق الدم إلى موقع الشق. قد يُوصى بهذا الإجراء لعلاج الشق الشرجي طويل الأمد (المزمن) الناتج عن الحمل، أو إصابة القناة الشرجية.

إقرئي أيضًا:

هل يمكن علاج حكة المهبل بالملح؟

ما هي فوائد اكل الخيار على الريق؟