ما هي أعراض نوبات الهلع الشديدة؟

الهلع هو أحد الاضطرابات النفسية التي قد تصيب الإنسان لعدة أسباب متراكمة، وهو حالة نفسية تنتج عن نوبات عصبية متكررة يصاب بها بسبب عامل أو عدّة عوامل في آن ٍ واحد. هو ليس مجرّد شعور، بل هو أحد الحالات التي تستدعي عناية خاصة. يتمثّل الهلع بنوبة مفاجئة من الخوف الشديد الذي يحفّز ردور الأفعال الجسمانية الشديدة في حين أنه لا يوجد خطر حقيقي على الشخص أو حتى سبب واضح للخوف. يمكن أن تكون نوبات الهلع مخيفة للغاية فقد تجعل الإنسان يشعر بأنه يفقد السيطرة، أو أنه يصاب بنوبة قلبية أو أنه يموت. وعلى الرغم من أن نوبات الهلع نفسها لا تهدد الحياة، إلا أنها قد تؤثر على جودة حياة الشخص المصاب بالهلع بشكل كبير، لكن عادةً ما يكون العلاج فعّالًا للغاية. وهناك مؤشرات تظهر على الشخص تدل أنه في حالة هلع ويعاني من نوبة حادة. فما هي أعراض نوبات الهلع الشديدة وكيف يمكن تمييزها عن مشاكل صحية مفاجئة أخرى؟

الهلع يختلف من شخص إلى آخر

إنّ نوبة الهلع شعور متصاعد من الخوف الشديد والإنزعاج يستمر مع المصاب لعدة دقائق إلى أن يتلاشى، بالإضافة إلى الأعراض الجسدية التي تظهر عليه، مثل تسارع نبضات القلب، صعوبة في التنفس، والتعرّق بكثرة. فالهلع هو نوبات متكررة من الخوف، وكما تشير الإحصائيات فإنّ نوبة الهلع غالبًا ما تصيب الشخص مرة أو مرتين بالأكثر في حياته وتزول المشكلة مع زوال العامل الذي حفّزها، أما المصابون باضطراب الهلع يعانون من نوبات متكررة بمعدّل مرة شهريًا. وعادةً ما يظهر اضطراب الهلع عند المصاب بين مرحلتي المراهقة والخامسة والعشرين من العمر. وأثناء نوبة الهلع تولّد كمية كبيرة من الخوف في داخل المصاب بدون سابق إنذار.

أعراض الهلع

على الرغم من أنّ علاج المرض تمامًا قد يكون أمرًا صعبًا، إلا أنه يساعد في السيطرة على النوبات المتكررة أثناء حدوثها إذا تمت مراقبة المصاب بالنوبة لمعرفة ما هي أعراض نوبات الهلع الشديدة التي تظهر عليه. وتستمر مدّة نوبة الهلع لما يتراوح ما بين 10 و 20 دقيقة، لكن أحيانًا قد تستمر نوبة الهلع مدة ساعة كاملة في بعض الحالات الحادة.

وعلمًا أن نوبة الهلع قد تختلف من شخصٍ لآخر، إلا أن أعراض نوبات الهلع الشديدة التي قد تظهر بوضوح على المصاب غالبًا ما تكون مشتركة بين جميع المصابين، ومنها:

        ·            تسارع في نبضات القلب

        ·            ضيق نفس

        ·            دوار شديد

        ·            تعرّق كثير

        ·            غثيان

        ·            شعور بالاختناق وألم في الصدر

        ·            تخدّر في الأطراف.

وفي الحالات الحادة يرافق الأعراض المذكورة هلوسات وشعور بالانفصال عن الجسد، بالإضافة إلى شعور بالموت بسبب الإختناق والألم في الصدر.

عوامل محفّزة لنوبات الهلع الشديدة

أحيانًا قد لا توجد محفّزات بارزة لنوبة الهلع الشديدة، بل تكون أسبابًا خفية تخطر في ذهن المصاب نتيجة عامل مرتبط بنوبة سابقة، وربما قد يؤدي الخوف من نوبة الهلع إلى تحفيز نوبة جديدة. ومع أنّ الأسباب الرئيسية لنوبات الهلع لا تزال غير معروفة حتى يومنا هذا، توجد عوامل معروفة تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة باضطراب الهلع:

        ·            الجينات والعوامل الوراثية

        ·            الضغوتات النفسية الناتجة عن مرور الشخص بما يتسبًب بقلقه وتوتره باستمرار

        ·            المرور بمراحل انتقالية لها وقع كبير على حياة الشخص، كالانتقال للدراسة في مدرسة جديدة أو إلى الجامعة، الزواج، انجاب الأطفال، العمل...

        ·            صدمة أو صدمات متكررة في الطفولة تركت أثرًا على المصاب

        ·            التعرّض لحادثة خطر صنعت محفّزًا جديدًا للهلع في ذهن المصاب

ويجدر الذكر بأنّ الجسم أحيانًا يقوم بافراز مادة الأدرينالين بدون محفّز حقيقي، وهذا من شأنه إدخال الشخص بنوبة هلع نظرًا لعدم وجود خطر فعلي يحتاج الجسم لاستعمال الأدرينالين فيه.

تشخيص الهلع

هناك تشابه بين أعراض نوبات الهلع الشديدة وتلك الخاصة بالنوبة القلبية، فأحيانًا يظن المصاب بنوبة هلع شديدة للمرة الأولى أنه يمر بأزمة قلبية تستدعي مساعدة طبية، لكن عندما يتوجه المصاب إلى غرفة الطوارئ يقوم الطبيب المعالج بإجراء الفحوصات اللازمة التي تساعد على تشخيص الحالة لتكون النتيجة أن المريض يعاني من نوبة هلع لا أثر لها على وضعه الصحي. عندها يُنصح المريض بالتوجد لمعالجٍ نفسيّ يقوم بوصف العلاج المناسب الذي يكون عادةً على هيئة جلسات علاج لإيجاد السبب الرئيسي لنوبة الهلع أو وصف دواء يساعد على التخفيف من حدّة المشكلة إذا كانت متكررة.

علاج الهلع

بعد الوصول للتشخيص المناسب والسبب الأساسي لنوبة الهلع واكتشاف أعراض نوبات الهلع الشديدة التي مرّ بها المصاب يتم إخضاع المريض للعلاج الملائم للتخفيف من حدّة الأعراض، وعادةً ما تشمل:

        ·            العلاج السلوكي المعرفي.

        ·            أدوية خاصة كمضادات الإكتئاب

        ·            إجرء تغييرات حياتية بسيطة من شأنها إزالة أي محفّز لنوبات الهلع، مثل الحفاظ على روتين يومي ثابت، ممارسة الرياضة بانتظام، الحصول على القسط الكافي من الراحة عند الحاجة والنوم ليلًا، أو الابتعاد عن الكافيين قدر الإمكان. 

نصائح لتخفيف نوبة الهلع

في حال شعر الشخص بأنه على وشك الإصابة بنوبة هلع يمكنه الاستعانة بالتقنيات الآتية للسيطرة على نوبة الهلع والتخلص منها سريعًا:

        ·            أخذ أنفاس عميقة ومحاولة عدّها

        ·            إغلاق العينان، فقد يكون الضوء الساطع أو الأغراض المحيطة بالمصاب سببًا لتفاقم حالته

        ·            التركيز في الذهن على أمر معين يبعث الراحة في نفس المصاب

        ·            تكرار جملة تحفيزية بصوتٍ عالٍ يتسنّى للمصاب سماع نفسه به

        ·            تخيّل مكانٍ عادةً ما يحلب السعادة للمصاب

الوقاية من الإصابة بالهلع

مع أنّ الوقاية من اضطراب الهلع قد يبدو صعبًا، إلا أنه بالإمكان التخفيف من فرص حصوله أو حتى ظهور النوبات عبر الإرشادات التالية:

        ·            تجنب الكافيين والمشروبات الكحولية تمامًا

        ·            تجنّب المواقف والظروف التي قد تسبّب القلق والتوتر

        ·            التحدّث مع معالج نفسي عن الضغوتات الحياتية التي قد يمرّ بها الشخص

مضاعفات محتملة للهلع

إن لم يتمكن المصاب باضطراب الهلع من السيطرة على حالة الهلع لديه ولم يحصل على العلاج الملائم لنوبات الهلع المتكررة، قد يتسبّب هذا بمضاعفات صحية وتعقيدات مختلفة، مثل:

        ·            اللجوء إلى تناول الكحول في محاولة للهرب من نوبات الهلع، ما يؤدي إلى إدمان حاد يصعب التخلّص منه

        ·            تعقيدات جسدية وخوف زائد من شأنهما توجيه المصاب للمشفى بكثرة وإفراط

        ·            ظهور أفكار انتحارية

        ·            أذية جسد المصاب كبديل عن نوبات هلع متكررة

        ·            فوبيا وخوف غير مبرّر من أمور عادية

        ·            الانعزال عن العائلة والأصدقاء والابتعاد عن المجتمع.

اضطراب الهلع داءٌ خطير له تداعيات يمكن أن تعقّد حياة المصاب ما لم يتم علاجه بجديّة، ويُفضّل المتابعة مع اختصاصي نفسي مع ظهور أولى أعراض اضطراب الهلع للسيطرة عليه مبكرًا.

اقرئي أيضًا:

معدل ضربات القلب الطبيعي لكبار السن

ما هو علاج الخوف وضيق التنفس وسرعة دقات القلب؟

هل خراج الأسنان يسبب التهاب الحلق؟