كيف يسبب الأهل أمراضاً عقلية لأطفالهم؟

كيف يسبب الأهل أمراضاً عقلية لأطفالهم؟

محتويات

لا يوجد رابط أقرب من ذلك الذي يربط بين الوالدين وطفلهما. تعتبر الروابط البيولوجية والنفسية التي تربط الوالدين والأطفال أساسية لنمو الطفل البدني والعاطفي. وللأسف، الأبوة أو الأمومة ليست شاعرية كما هو موضح على وسائل التواصل الاجتماعي أو في صفحات المجلات اللامعة. فمستقبل الأطفال يتكوّن بحسب معاملة وتصرفات الوالدين- والتي غالباً ما تكون مؤذية بسبب العزلة الاجتماعية، أو المصاعب الاقتصادية، أو الطلاق أو المرض العقلي الحاد أو المزمن لأحد الوالدين- ونتيجة لذلك، قد يكون الأطفال عرضة للإصابة بالاضطرابات العقلية نفسها. في هذا المقال سنتناول مدى تأثير الاهل على صحة الأطفال النفسية.

 

اضطرابات الصحة العقلية الشائعة

وفقًا لإحصاءات عالمية تتعلّق بالأمراض العقلية، فإنّ 20٪ من البالغين في الولايات المتحدة و 17٪ من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 17 عامًا يعانون من مرض عقلي أو اضطراب في الصحة العقلية. الأكثر انتشارًا بين الوالدين والأطفال اليوم هي اضطرابات القلق (19٪) والاكتئاب (7٪)، يليها اضطراب ما بعد الصدمة (4٪). فيما اضطرابات القلق هي رقم واحد في جميع المجالات، لدى الآباء والأطفال.

 

انتقال المرض العقلي من الأهل إلى الأطفال

للأسف، عند انفصال الوالدين، يعيش العديد من الأطفال اليوم في رعاية أحد الوالدين، الذي في مرحلة ما، قد يعاني من درجة معينة من المرض العقلي، دون متابعة من شريكه في ما يتعلّق بالعلاقة مع الطفل . قد يكون هذا المرض خفيفًا مثل الاكتئاب المتقطع أو القلق، أو أكثر حدة، مثل الاضطراب ثنائي القطب أو الفصام؛ كما أن عدد الأسر التي يتعاطى أحد والديها المخدرات أو الكحول آخذ في الازدياد، ما يؤثر سلبًا على الأطفال. وفقًا للأكاديمية الأميركية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، فإن المرض العقلي للوالدين يزيد من خطر إصابة الطفل بمرض عقلي مقارنة بأقرانه، وعندما يكون كلا الوالدين مريضًا عقليًا، فمن المرجح أن يحذو الطفل حذوهما.

 

الأبوة السلطوية

تعريف جوهر الأبوة الاستبدادية هو عندما يضع الآباء مجموعة من القواعد والتوقعات التي يجب على الأطفال اتباعها بدقة دون سؤال. على سبيل المثال، إذا طلب أحد الوالدين من الطفل الذهاب إلى غرفته، فمن المتوقع أن يطيع الطفل بهدوء دون أن يسأل عن السبب. إذا رد الطفل الطلب، أو عصى الأمر، فسيتم التعامل مع هذا الإجراء بالعقاب، وهذه العقوبات قاسية جدًا.

في هذه الحالة، يتعيّن على الأطفال مواجهة قائمة مطالب الأهل أيضًا. إنهم يتوقعون منهم أن يحصلوا على درجات امتياز في الاختبار، وأن يكونوا جيدين في الرياضة، وألا يرتكبوا أي أخطاء على الإطلاق. بالإضافة إلى ذلك، فإن الوالدين يعطون القليل من التوجيهات عندما يخطئ الطفل. نتيجة لذلك، يُترك الطفل في الظلام حول كيفية تصحيحه أو التقدم من هناك فصاعدًا. وهذا ما يؤثر كثيراً على صحة الطفل العقلية.

 

الأبوة المتساهلة

بالمقابل، إنّ الآباء المتساهلين لا يتوقعون الكثير من أطفالهم. وعلى الرغم من أنهم قد يضعون مجموعة من القواعد، إلا أنهم نادرًا ما يطبقونها، وهم يأخذون دور صديق بدلاً من دور أحد الوالدين.

نظرًا لعدم وجود الكثير من الإشراف الأبوي، يعاني الأطفال من هذا النمط من الأبوة والأمومة من مشاكل مع السلطة والأداء السيئ في المدرسة. كما أنهم يحتلون مرتبة متدنية في السعادة ولديهم مشاكل في التنظيم الذاتي في المستقبل.

 

إقرئي أيضاً:

5 اتجاهات خطيرة في علم النفس تتصدّر محور اهتمام الخبراء

 

scroll load icon