لماذا نحزن بشدة على وفاة المشاهير؟ علم النفس يُفسّر السبب

في وقت يُمكن لوفاة شخصية مشهورة محبوبة أن تشكل صدمة لا يتوقعها الكثيرون، تميل نسبة من الأشخاص إلى الحزن بشدة على وفاة شخصية مشهورة تُحبها. فيقومون بردة فعل قوية ليست بالمتوقعة على الإطلاق. هذا الواقع يأخذنا للتعمق أكثر بالسبب الحقيقي وراء حزننا الشديد على موت أحد المشاهير، وتحول موته إلى مأساة فعلية للشخص. ماذا يقول علم النفس واختصاصيو الصحة العقلية عن هذه المسألة؟

لماذا نحزن بشدة على فقدان المشاهير؟

في حال شعرتِ من قبل بالحزن الشديد على أحد النجوم أو النجمات، فهذا الأمر شائع ولست وحدكِ من شعرتِ بهذا الأمر. إليكِ أبرز الأسباب بحسب مصادر أجنبية وخبراء في الصحة النفسية:

ارتباطات شخصية وخسارة جزء من ماضينا

تؤكد المرشدة الاكلينيكية في أوهايو، الدكتورة راتشيل أونيل أنّ "الشعور بالحزن بعد وفاة أحد المشاهير أمر شائع لأننا نشكل ارتباطات شخصية بالمشاهير. فعلى الرغم من أننا لا نعرف المشاهير شخصيًا، إلا أنهم يلعبون أدواراً مهمة في حياة كل واحد منا".

فهناك اتصال وتواصل بيننا وبين المشاهير على الرغم من عدم معرفتهم شخصياً. وتُكمل أونيل شرحها قائلة: "يمكن لهذا الشخص المشهور الذي نتأثر جداً لخسارته أو يكون جزءًا لا يتجزأ من طفولة الفرد بطريقة ما لأنّه مثلا لعب دور البطولة في برنامج تلفزيوني. أو ربما يراه الفرد كمثال له في الحياة... في هذه الحالات إذاً يشعر الشخص بأنّ موت الشخص المشهور بمثابة خسارة لذلك الجزء المحدد من ماضيه."

 إنّ أسباب الحزن الشديد على موت المشاهير لا تقتصر على اتصال بينهم وبين ماضينا. فتقول أخصائية العلاج النفسي في Talkspace في فرجينيا، سينثيا كاتشنغز أنّه "يمكن أن يكون المشاهير جزءاً كبيراً من حياة الأفراد اليومية. فهم من قاموا بإضحاكنا وترفيهنا والتخفيف عنا في أوقات حزننا وضعفنا". وتُضيف أنّ موت أحد المشاهير القريبين من قلبنا يجعلنا نشعر بأننا فقدنا شخصاً قريباً منا. وذلك يعود على حد قولها بأنه كان جزءًا لا يتجزأ من بعض أسعد اللحظات أو أكثرها حزناً.

من هنا، على الرغم من غرابة الحزن على شخص لم نكن نعرفه بالأصل، تؤكد كل من أونيل وكاتشنغز على طبيعية هذا النوع من ردات الفعل.  

بصمة إيجابية في أذهان وذكريات جمهورهم

بالإضافة إلى ما سبق، يمكن للمشاهير الممثلين والرياضيين والموسيقيين... ترك بصمة دائمة وقوية عند الناس كما يوضح الطبيب النفسي توم كيرستينج. فنحن على الرغم من أننا لا نعرف هؤلاء المشاهير بشكل شخصي، ولكن لا شك أن عملهم يمكن أن يترك بصمة إيجابية في أذهان وذكريات جمهورهم.

ويُجمع خبراء الصحة النفسية على أنّ المشاهير يصبحون عناصر دائمة وحقيقية في واقعنا الواعي. فإنّهم  يمثلون تلك المناعة التي نتمنى جميعًا أن نمتلكها. لذلك نراهم كشخصيات شبيهة بالآلهة ستعيش إلى الأبد. وهذا يعود بطبيعة الحال إلى الافتراضات التي نملكها في الأصل في عقولنا عنهم.

من هنا، عندما يموت أحد المشاهير، يختفي فجأة الرقم الذي توقعناه، مما يكسر بدوره افتراضاتنا لكيفية عمل العالم. لكنهم في المقابل يؤكدون أنّها فرصة لتعليم أنفسنا كيف نصبح أكثر مرونة ونتخلى عن افتراضات السلامة هذه التي نشكلها في أدمغتنا.

والجدير بالذكر أيضاً أنّ وفيات المشاهير تخلق بيننا شعورًا بالتضامن الاجتماعي. ومن المفارقات أن وفاتهم توفر فرصة نادرة للإجماع والتعاطف على مستوى المجتمع. 

إقرئي أيضاً:

كمراهقة كيف أفتح حديثاً حساساً مع أهلي؟