الزوج البخيل على زوجته فقط
محتويات
متى أتينا على ذكر البخل عموماً, يتبادر إلى الذهن مباشرة البخل المادي, وهو ظاهرة يصعب تقبّلها والتكيّف معها خصوصاً بالنسبة لأسرة البخيل أي أولاده وزوجته. لكنّ البخل بحد ذاته ليس صفة من كان حريصاً على الماديات فحسب, بل يتعداها إلى البخل في العواطف, تخصيص الوقت, الاهتمام والشعور بالأمان. ثمة حالات غريبة وإنما موجودة بكثرة, يكون فيها الرجل بخيلاً على زوجته دون غيرها. فما السرّ في ذلك؟ وما هي الطرق المثلى للتعامل مع الزوج البخيل على زوجته فقط؟
كيف أعرف أنه بخيل عليّ؟
- يربط كل شيء بينكما بالمادة والمال: أي محادثة ستؤول إلى احتساب الكلفة وتقنيات التوفير, كأن تشكي له مثلاً أنك تتعبين في العمل, وتحتاجين لفترة من الراحة, فيقلب الحوار إلى أهميّة وجود المال في حياتكما أو في حياته هو على الأغلب.
- شراء أي غرض جديد تحتاجينه موضوع مرفوض ومستفزّ بالنسبة إليه : هذه المسألة تكاد تشكّل شرارة الحرب العالمية الثالثة ! إذا كنت من محبات الموضة والأزياء المتجدّدة والتسوّق, فأنت تعانين بدون شكّ !
- يحاول بكل قوّته استنزاف الأغراض قبل رميها وشراء بديل جديد لها : لا يرى الحاجة إلى استبدال ما هو قديم وغير مجدي بما هو جديد ومفيد. قد يحارب حتى الرمق الأخير لإصلاح مسكة الباب أو السيارة التي تقودينها وقد عفا عليها الزمن أو الهاتف الذي تحملينه منذ خمسة أعوام.
- تترددين في طلب المال عند الحاجة خوفاً من ردّة فعله. أما مع أولاده وأهله, فلا مشكلة : عندما يتعلّق الامر بالصحة والحياة والموت, فالانسان الطبيعي لا يفكّر بالمادة سوى كسبيل لحلّ مشكلته. أما الزوج البخيل على زوجته فقط, فلن يرى المسألة من وجهة النظر ذاتها. خاصة في حالات الطوارئ, حيث يكون واضحاً أنّ اهتمامه الكبير ينصب على المادة أكثر منه على صحتك أو مستلزمات الحياة.
- يتردّد برفقتك إلى أماكن رخيصة, وفيها ستشاهدين مساعيه الحثيثة لعدم تفويت أي فرصة للتوفير. وبالتالي, تجدين نفسك محرجة من بحثه المضني عن الاغراض الأقل كلفة أو دفعه مبلغاً زهيداً للنادل لقاء خدمته أو رفضه الدفع تماماً. وقد يغض الطرف عن خروجكما إلى المطعم لمناسبة عيد مولدك مثلاً بحجة أن لا داعي لتبذير المال كيفما كان. في حين أنه لا مانع لديه من دعوة أهله وأولاده إلى قضاء عطلة مليئة بالرفاهيّة.
العلاقة الزوجية من وجهة نظر البخيل
من أقاويل بعض النساء اللواتي تزوجن من بخيل :
- "أشعر كأنّ زوجي يخاف أن أبذر تعبه وأسيطر عليه مادّياً"
يرى الزوج البخيل على زوجته فقط, أن الزواج هو علاقة أحادية مبنية على وجود طرف مسيطر دون غيره ويحاول باستمرار استغلال الآخر مادّياَ ومعنوياً. في الواقع, الزواج الصحيح يخالف وجهة النظر هذه. إذ, يمكن تشبيهه بالعمل ضمن فريق, حيث يقوم كلّ طرف بدوره ويسعى إلى تنمية ذاته وقدراته ومشاركتها بمجّانية مع الآخر في سبيل إنجاح ما هو أسمى : علاقة الزواج. ففي تكاتف الزوج والزوجة معاً ينجح الثنائي في تذليل الصعوبات كافّة.
- "برأيه, المناصفة أساس في كل شيء"
يرتكز الزواج برأي البخيل على تقاسم "الغنائم" بعدل, وليس مشاركة الموارد بحبّ واندفاع وانفتاح. وعليه, فإن البخيل يبقي حسابات الربح والخسارة في باله دائماً, استباقاً لاحتمال أن يكون قد أعطى أكثر ممّا أخذ أو أعطى من دون مقابل. كألّا يرى أي ضرورة لتكبّد تكاليف على غرض تحتاجينه أنت, لا بل يوجّه إليك أصابع الاتهام في كونك غير منصفة بحقه.
منهجية التفكير هذه تؤدي حتماً إلى شعور البخيل بأنه مظلوم ومستغَلّ, وبالتالي قد تسبّب إفشال مؤسسة الزواج. والغرق في تفاصيل المال غالباً ما يشعل النزاعات السخيفة بحد ذاتها, لكن المريبة والمقلقة على المدى البعيد. فمن المفترض أن تكون العلاقة الزوجية مبنية أساساً على مبدأ تشارك الحياة بحلوها ومرّها دون حسبان مقدار العطاء, والتواصل التام لتحقيق الأهداف المشتركة.
كيف أتعامل معه؟
- تحدّثي وزوجك بصراحة كاملة وحاولي أن تشرحي له أولوياتك في الحياة. لا تكوني عدائية بل صوّبي الحديث إلى أنّ كثرة الاهتمام بالمال على هذا النحو مزعج لك وقد يدمّر علاقتكما.
- استشيرا معالجاً نفسياً معاً واطرحا المشكلة عليه. فالكلام قد يلقي الضوء على الاختلاف في اهتماماتكما وقد يسهم في تقديم تنازلات من قبله.
- أكّدي له أنك لست بصدد إفقاره أو سرقة ماله, بل أن وجود المال هي حاجة ماسة لحياة كريمة.
- ادّخرا معاً مبلغاً من المال يكون مخصصاً لشراء ما هو ليس من الكماليات. فقد يشعر بالحماس ويطلب أن تزيدا المبلغ.
إقرئي أيضاً: