هل الخيانة دليل على عدم الحب ؟

هل الخيانة دليل على عدم الحب

محتويات

تكاد الخيانة تكون أبشع أنواع الافعال التي قد يقدم عليها أي شخص. وعلى عكس كلّ ما يقال عن الخيانة، أي عبر حصرها بالفعل الجسدي فحسب، إعرفي إذاً أنّ للخيانة وجوه عديدة لكنّ السؤال واحد : هل الخيانة دليل على عدم الحب ؟

 

هل الخيانة دليل على عدم الحب ؟

بيّنت دراسة أجريت على يد معالج علاقات على ما يقارب 500 شخصاً، أنّ هناك نمطاً شبه موحّد يفسّر لم يقوم الأفراد بخيانة أحبأئهم ويوضح هل الخيانة دليل على عدم الحب. والسبب هو فعلاً عدم الحب، عدم الثقة بالنفس،الشعور بعدم الأمان المرتبط بالتعلّق والإهمال.

 

الشعور بالوحدة واليأس

في معظم الحالات، يبرّر الشخص خيانته بأنّ شريكه لم يستطع تلبية حاجاته العاطفية، ممّا جعله يشعر بالوحدة والعزلة والحاجة إلى تلبيتها في مكان آخر، بعيداً عن الشريك أو الزوج.

 

تجنّب التعبير عن المشاعر لتجنّب النزاعات

يتجنّب الخائن أحياناً التعبير عن مشاعره والخوض في خلاف ساحق لأنه يفضّل عدم أذية الشريك بالكلام، وبالأكثر لأنه ومن الناحية السيكولوجية، كلّما عمد إلى الاقتراب والتعبير عن المشاعر، زادت فرص التعلّق من جديد والتوتّر المصاحب له.

 

الابتعاد لحماية الذات من الرفض

في حالات أخرى، يكون "الخائن" خائفاً من إظهار تعلّقه بسبب خشيته من مقابلة مشاعره بالرفض . فيبتعد شيئاً فشيئاً عن شريكه دون مواجهة خطر التعرّض للأذى منه.

  يبدو هذا الشخص بارداً كالحجر، بعيداً عن الشريك ومنغلقاً على ذاته كجزء من علامات عدم راحة الزوج مع زوجته.

 

الحاجة الملحّة إلى الحب وتلبية الحاجات العاطفية

وقد تكون الخيانة نوعاً منالتعويض عن حاجات لم تتم تلبيتها في مرحلة الطفولة، وتمّت إزاحتها جانباً ممّا أدى إلى الشعور بالفراغ أو خيبة الأمل عندما لا يتمكّن الشريك من تلبية هذه الاحتياجات. ونعني بهذه الاحتياجات تلك العاطفية كالحب والحنان والشوق والاهتمام وما إلى هنالك...

 

إلقاء اللوم على الآخر

تقنية غالباً ما يستخدمها الخائن، هي إلقاء كرة النار على شريكه،واتهامه بأنه المقصّر! يفعل هذا كردّ فعل عكسي عن مشاعره الحقيقية التي تظهر باطنيّاً أنّه ليس في تناغم مع ذاته ويفضّل مهاجمة الطرف الآخر بدل الاعتراف بنصيبه من الملامة.

 

هل يمكن لعلاقة الحب أن تستمرّ بعد الخيانة ؟

على الرغم من أنّ العديد من الثنائيات تحاول إصلاح الأمور في ما بينها بعد وقوع الخيانة، وبعضها ينجح في إعادة إحياء العلاقة، إلّا أنّ ثمة فرقاً كبيراً بين الحفاظ على علاقة قائمة وبين الالتزام ببناء علاقة جديدة من بين الرّكام.

إذ، إنّ الألم والحزن اللذين يرافقان فقدان الثقة يشكّلان جرحاً من الصعب أن يلتئم بسهولة. وهنا، ينبغي على كلا الشريكين الالتزام تماماً بكل الخطوات الآيلة إلى تخطّي ما حدث في الماضي والتعلّم منه للتوجّه نحو مستقبل اكثر إيجابيّةً.

 

العودة بدافع الخوف من المجتمع

حتى عندما يكون يتولّد شعور قوي بالذنب، الخوف، الغضب، الأذى، انعدام الأمان، والشك بالذات ، والإذلال، قد يظل لدى العديد من الشركاء رابطاُ لا يريدون إنهاؤه. قد لا تزال علاقتهم مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالأصدقاء والعائلة والمثل الدينية والاستقرار المالي وتاريخهم المتبادل والمهم. قد يكرهون أيضًا مواجهة الأحكام الاجتماعية التي يمكن أن تمتد من الدعم إلى الخزي. لذا،يكافح كلا الشريكين لتحقيق التوازن بين استمرار العلاقة المحاصرة وتجربة حزن الانفصال.

 

من جهة الرجل

لا يقتصر شعور الرجل على الخيانة إذا حصلت فحسب، بل يشعر وكأنه تعرّض للسرقة من قبل أحدهم، وأخذ منه ما هو حقّ شرعي لهم. وعلى الرغم من محاولة تفكيره بأنّه قد تم استغلال امرأته على يد رجل آخر، إلّا أنه يدرك في النهاية أنّ زوجته أو شريكته هي المخادعة وأنّ الخيانة لم تكن لتحصل لم تكن بقرار شخصي منها. والوصول إلى هذه القناعة يجعل من الصعب على الرجل مسامحة المرأة على فعلتها.

 

من جهة المرأة

الشعور الاول الذي يراود المرأة بعد معرفتها بتعرّضها للخيانة من زوجها أو شريكها هو المسؤولية. وهو شعور اعتدنا عليه في مجتمعاتنا الشرقية، حيث لا تنفكّ الأديان والاعراف تلقّن النساء أنّ تقصيرهنّ تجاه أزواجهنّ هو السبب في بحثهم الدائم عن تعويض خارج إطار مؤسسة الزواج.

تعتقد المرأة إذاً أنها لم تكن مرضية جنسيّاً أو أنّ الخيانة أمر طبيعي بحيث أنّه يصعب على الرجال الالتزام برجل واحد على عكسها هي أو أنها ارتكبت خطأً ما في يوم ما. وتنطلي عليها للأسف مخاوف خسارة الشريك و الغضب والحزن، لكنّها نادراً ما تقف مدافعةً عن حقّها بالاعتذار. وترضخ للأمر الواقع وتعود إلى زوجها خوفاً من الأقاويل وأحكام المجتمع.

 

لكن في كثير من الأحيان، تتشابه أنماط ردّات الفعل بين المرأة والرجل في مواجهة الخيانة، كتقديم التضحيات ومحاولة تصديق الشريك بأنّه يريد تحسين الأوضاع وفتح صفحة جديدة. لكن مع الوقت، تضعف إرادة الذي تعرّض للخيانة، بعد تراكم الوعود غير المعمول بها، واقتناعه بأنّه غير قادر على التنافس مع ما يجذب شريكه بعيداً.

 

إقرئي أيضاً:

كيف اتعامل مع الشمالي الشرقي في الفراش؟

scroll load icon