الشاب غانم المفتاح يُلهم العالم وافتتاح المونديال في قطر لحظة تاريخية
انطلق كأس العالم في قطر بزخم بعد انتظار دام 12 عاماً، في أول بطولة لكأس العالم في المنطقة العربية. فأبرهت قطر العالم بلوحات استعراضية في حفل افتتاح كأس العالم 2022. وقد وُصف هذا الافتتاح باللحظات التاريخية التي لن ينساها العالم أجمع، فخطف الأنظار وأثار تفاعلا واسعاً.
عروض إستعراضية أبهرت الجميع
حضر نحو 60 ألف مشجع إلى مدرجات ملعب البيت في منطقة الخور. وانطلقت المنافسات بالمباراة الافتتاحية بين قطر والإكوادور. لكن سيطرت حالة من خيبة الأمل على مشجعي المنتخب القطري عقب الهزيمة أمام نظيره الإكوادور في المباراة الافتتاحية، ضمن الجولة الأولى من المجموعة الأولى. مع العلم أنّ البطولة التي تشهد إقامة 64 مباراة، تستمر حتّى 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل.
لقد تضمن حفل الافتتاح تقديم 7 لوحات إستعراضية أقل ما يُقال عنها عالمية، فأسرت عقول وقلوب كل من شاهدها. وعكست هذه اللوحات ثقافة البلاد وقيمها وأهمية احترام الآخر، وضرورة تغيير الصورة النمطية والمغلوطة عن العلام العربي.
عدسة #قنا ترصد لوحات استعراضية عالمية من حفل افتتاح #كأس_العالم FIFA #قطر2022 في #استاد_البيت #قنا #قطر2022 #QATAR2022#FIFAWorldCup pic.twitter.com/Q9RkoA2vdH
— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) November 20, 2022
وشهد حفل الافتتاح حضور عدد من الشخصيات البارزة، مثل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، والرئيس التركي رجب طيب إردوغان، ورئيس فلسطين محمود عباس أبو مازن، والملك عبد الله ملك الأردن... إلى جانب جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم.
العالم يحتفي بالشاب غانم المفتاح السفير الرسمي للمونديال
لقد ارتكزت لوحة "لتعارفوا" على 3 فقرات، الأولى "ليتني خيمة" التي تعرض نقطة نهاية صوت الهاون بخروج 3 سيدات قطريات، تليها أغنية قطرية بصوت المغنية القطرية دانا. ثمّ فقرة "الحوار" التي عالجت إشكالية المفاهيم المغلوطة وازدواجية المعايير وإطلاق الأحكام المتسرعة، في دعوة للحوار والتعارف والتعلم من الآخر رغم الاختلاف. أما الفقرة النهائية فبدأت بأغنية "هلا" للترحيب بالشعوب المختلفة.
شكّلت الفقرة الثانية درساً للكثيرين بكل ما للكلمة من معنى، فعبر عنها الممثل والنجم السينمائي الكبير مورغان فريمان والشاب القطري غانم المفتاح. فهما جيلان مختلفان بوجهات نظر مختلفة، يتناقشان ويتحاوران حتى يلتقيان، كتجسيد لالتقاء الشرق والغرب. وكدعوة لتقبل الاختلاف والتعايش واحترام الآخر.
غانم المفتاح يستهل افتتاح المونديال بآيات من القرآن الكريم بحضور الممثل الامريكي مورغان فريمان#قطر2022 #كاس_العالم_قطر_2022#قنوات_الكاس #Qatar2022#FIFAWorldCup pic.twitter.com/CUNmecrUum
— قنوات الكاس (@alkasschannel) November 20, 2022
وقد لقيت تلاوة الشاب القطري غانم المفتاح المُلقب "بالملهم" آيات من القرآن الكريم في حفل افتتاح كأس العالم، بتفاعل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي. فقرأ الشاب غانم المفتاح الآية الكريمة "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".
View this post on Instagram
ولد هذا الشاب عام 2002 في العاصمة القطرية الدوحة، ومنذ ولادته يعاني من متلازمة التراجع الذيلي، وهي حالة نادرة وعيب خلقي. ويصيب هذا المرض شخصا واحدا من بين 25 ألف حالة في العالم، وعليه فإن القطري غانم المفتاح عاش حياته بنصف جسد بعدما فقد جزءا كبيرا من عظامه، بسبب هذا المرض.
ويحتاج إلى كرسي متحرك للتمكن من الحركة. ويُطلق عليه لقب "الملهم القطري" الذي استحقه عن جدارة. فبالرغم من هذه الحالة التي يعيشها، يصر على التحرك باستعمال يديه بدون الكرسي المتحرك في أغلب الأوقات.
وقد أنشأ المفتاح جمعية خيرية لتوزيع الكراسي المتحرّكة على من يحتاجها ليتحول بعدها إلى أحد أهم الملهمين في قطر والخليج العربي. واكتسب شهرة كبيرة في منطقة الخليج بفضل إصراره على النجاح واختبار المغامرات.
فلم تمنعه حالته التي ولد بها من السعي وراء أحلامه وطموحاته والتصالح مع نفسه. فتصالح مع جسمه وشكله وتقبل وضعه بصبر وقوة وإيمان. ففي وقت يواصل "المفتاح" تعلميه الجامعي، نجده يمارس أصعب الرياضات. وبات من ألمع رواد الأعمال وأصغرهم في قطر، فأطلق شركة متخصصة في إنتاج الآيس كريم.
كما شغل منصب سفير النوايا الحسنة لدولة قطر، وله كتب ومنشورات تحفز على النجاح وتحدي الإعاقة والصعوبات، وهي ملهمة للجميع، فقد كتب في مقدمة كتابه "غانم الرابح دائما" الذي طبع بواسطة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر
قائلا فيه: "اسمي غانم، طفل قطري، ولدت في دوحة الخير، عاصمة قطر، وتنسّمت ربيع بلادي، في لغتي: يعني اسمي الرابح دوما، ولنقرأ ولنسمع حكايتي الجميلة".
وإلى جانب كل ما سبق، يتابع الغانم اليوم تخصصه الجامعي في العلوم السياسية، وهدفه الأسمى أن يصبح دبلوماسيًا. وتم إدراج قصة الفتى ضمن المناهج التعليمية القطرية ومنها منهاج الصف الأول ثانوي بمادة المهارات الحياتية المهنيّة. وقامت وزارة التربية والتعليم الكويتي بنفس الشيء وجعلت قصة غانم ضمن منهاج الصف الثامن إنجليزي.
لا شك أنّ رحلة "الملهم القطري" جعلته اليوم السفير الرسمي للمونديال.
إقرئي أيضاً: