النساء في أولمبياد 2024... قصص ملهمة تكتب التاريخ
لأول مرة في تاريخ الألعاب الأولمبية، 50% من المشاركين هم من النساء، ليتساوى عدد الرجال والنساء في أولمبياد باريس 2024. وكل رياضية مشاركة، تحمل معها قصتها الفريدة، النابعة من المثابرة والإصرار. من هن هؤلاء النساء؟ وما هي أبرز قصصهن الملهمة؟
2024 البطلات العربيات في أولمبياد
يشهد أولمبياد باريس 2024 مشاركة لافتة للنساء من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك العديد من البطلات العربيات. وأبرزهن صفية الصايغ من الإمارات العربية المتحدة وهي أول عداءة نسائية تفوز ببطولة ركوب الدراجات في البلا. دنيا أبو طالب من المملكة العربية السعودية، أول لاعبة تايكوندو سعودية تحقق ميدالية لقارة آسيا. سلوى عيد ناصر من البحرين، عداءة متخصصة في سباقات الـ400 متر، وحاملة الرقم القياسي في هذه اللعبة. راي بسيل من لبنان، بطلة رماية التراب، ولها إنجازات ملفتة في هذا المجال.
ندى حافظ: اللعب وأنا حامل دليل على قوة
أثارت لاعبة منتخب مصر للسلاح ندى حافظ الجدل عندما كشفت عن حملها في الألعاب الأولمبية.
وفي التفاصيل، وبعدما ودعت اللاعبة منافسات دورة الألعاب الأولمبية من دور الـ16 خلال مشاركتها في منافسات سلاح السابر، وبعد خسارتها أمام لاعبة منتخب كوريا الجنوبية، فاجأت ندى حافظ الجميع عبر حسابها الشخصي عل إنستغرام، وكتبت: "بطلة أوليمبية حامل في الشهر السابع! ما ظهر لكم كاثنين من اللاعبين على منصة اللعب، كانا في الواقع ثلاثة! كنت أنا ومنافستي وطفلي الصغير الذي لم يولد بعد!". وأضافت: "لقد واجهت أنا وطفلي قدرًا لا بأس به من التحديات، سواء كانت جسدية أو عاطفية". وواصلت: "رحلة الحمل صعبة في حد ذاتها، لكن الاضطرار إلى القتال من أجل الحفاظ على التوازن بين الحياة والرياضة لم يكن أقل من شاق، على الرغم من أنه يستحق ذلك".
عرض هذا المنشور على Instagram
وفي حين وجّه البعض اللوم إليها والانتقادات، كتبت نحافظ منشوراً آخراً ردّت فيه كاتبةً: "حديثي عن اللعب وأنا حامل؛ دليل على قوة وقدرة المرأة المصرية على التحدي، والدليل نجاحي في الفوز على بطلة أميركا المصنفة سابع العالم. ولست السيدة الوحيدة التي تلعب وهي حامل". وتابعت ندى حافظ: "فالعديد من البطولات في دول أخرى تلعب وهي حامل ما دام لا يوجد ما يمنع طبيًّا.. وأنا طبيبة وأعلم ذلك جيدًا.. سعيدة بنيل تشريف بلدي في الأولمبياد".
إيمان خليف والجدل بشأن أهليتها الجنسية
إن إيمان خليف هي ممثلة الجزائر في أولمبياد باريس 2024، حائزة على ذهبية دورة أميركا المفتوحة للملاكمة 2024، وأوَّل جزائرية تصل إلى نهائي بطولة العالم للملاكمة النسائية 2022 بعد فوزها على الهولندية شلسي هايجن.
أحدثت الملاكمة الجزائرية إيمان خليف ضَجَّةً واسعةً على مواقع التواصل الاجتماعي، إثر إحياء الجدل بشأن أهليتها الجنسية، خاصّة وأنها أقصيت السنة الماضية في بطولة الملاكمة لارتفاع هرمون "التيستوستيرون" لديها. وأُعيد الجَدَلُ حول خليف خلال أولمبياد باريس 2024. حيث أثيرت تساؤلات، خاصة من الصحافة الإيطالية حول الملاكمة الجزائرية، وفيما إذا كانت تستوفي معايير الأهلية الجنسية.
غير أنَّ الرَّد جاء من طرف اللجنة الأولمبية الدولية التي فصلت في قضيتها من خلال إعطائها الضوء الأخضر بالمشاركة، على لسان المتحدّث باسم اللجنة مارك أدامز.
مع الإشارة الى أن خليف، أصبحت أول ملاكمة جزائرية تتأهل الى نصف النهائي في منافسات وزن 66 كيلوغراماً، وهي بذلك تكون قد ضمنت ميدالية أولمبية.
لاعبة جمباز تكتب التاريخ رغم النزيف وفقدان الوعي
سطرت نجمة الجمباز البرازيلية فلافيا سارافيا التاريخ في دور الألعاب الأولمبية 2024، بقيادة منتخب بلادها للفوز بالمركز الثالث في الدورة. وتوج منتخب البرازيل بالميدالية البرونزية في منافسات لعبة الجمباز، لتصبح تلك الميدالية الأولى في تاريخ أمريكا الجنوبية في تلك اللعبة.
وعانت سارافيا خلال تحقيق هذا الإنجاز الأولمبي التاريخي، الذي لم يأت فقط بالأداء الفني الرائع بل بالدماء أيضا، نتيجة تعرضها لجرح قطعي في حاجبها الأيمن أدى إلى نزف الدماء منها خلال التدرب على القضبان المختلفة الارتفاعات، ضمن تحضيراتها للمنافسة وهو ما أفقدها الوعي لفترة من الوقت.
وعلقت سارافيا على معاناتها من الإصابة: "لقد كنت أنزف، لم أتمكن من الرؤية، سألتهم "أين أنا؟"، ثم صحت "أنا أنزف"، ووضعت يدي على وجهي، لم أفهم أي شيء".
وعن سبب الإصابة، قالت فلافيا سارافيا: "اعتقد أن الإصابة قد جاءت عندما سقطت واصطدمت بركبتي، لكن هذه ليست أول مرة يحدث لي فيها هذا، إننا محاربات".
أليسا شميدت: الرياضية الأكثر جاذبية في الأولمبياد
خطفت العداءة الألمانية أليسا شميدت، المشاركة في الأولمبياد 2024، الأضواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لجمالها. وشاركت شميدت، البالغة 25 عاما، والتي وصفها الكثيرون بـ"الرياضية الأكثر جاذبية في الأولمبياد"، على المضمار في سباق التتابع 4×400 متر مختلط.
ونشرت الرياضية الألمانية مقاطع من الصور والفيديوهات خلال تواجدها في القرية الأولمبية، وفي غرفتها الخاصة، لمتابعيها على إنستغرام الذين يتحاوز عددهم الخمسة ملايين، معبرة عن سعادتها الكبيرة بتحقيق حلم الطفولة بالمشاركة في الأولمبياد.