دروس هامة تعلّمناها من عام 2021 ومن زمن الكورونا
محتويات
مرّت سنتان من عمرنا خلال جائحة كورونا غيّرت الكثير في نفوسنا، ونقلتنا إلى منعطف آخر في الحياة، أقلّها من ناحية إدراكنا لعدة أمور أو تحوّل جذري في مقاربة طرق العيش. كوفيد_19 لمس صحتنا البدنية والنفسية، اجتماعياتنا، عملنا، علاقتنا مع العائلة وغيرها من الأمور. بعض التأثيرات أتت سلبية، لكن يبقى لكل شيء عبرة، بل علينا أن نؤمن أن لا يحدث شيء على سبيل الصدفة؛ فهل كان مطلوباً هذا التغيير الجذري؟ وما أكثر تداعيات كورونا؟ وما الدروس التي تعلمناها منها من ومن عام2021؟
أهمية العائلة والصحة النفسية
وجد استطلاع KFF Health Tracking العالمي الذي أجري في منتصف أبريل (نيسان) 2020 أن 64٪ من الأسر قالت إن القلق والتوتر من فيروس كورونا تسببا لهم في تجربة تأثير سلبي على صحتهم العقلية ورفاههم، مثل الصعوبة في النوم أو الأكل، زيادة في استهلاك الكحول والمواد المخدرة.
كما كشفت دراسات أخرى عن مدى تاثير وفاة أفراد من العائلة على صحة الآخرين النفسية، كعدم القدرة في التواجد عند دفنهم، أو استقبال المعزين لمواساتهم، مما اضطرهم للمعاناة وحيدين؛ بالإضافة إلى انفصال وتشرذم العائلة نتيجة الإصابة، وعدم القدرة على العناية بالمريض داخل العائلة.
هذا ما زاد تمسك الكثيرين بعائلاتهم، وعزّز الروابط بين الأفراد، لا شك تحوّل كان ينقص الكثيرون.
أهمية الاعتماد على الذات
كان الوباء أمرًا لافتًا للنظر عندما يتعلّق الأمر بالإغلاق. لقد أدركنا مدى اعتمادنا دائمًا على أولئك الذين يرعوننا ويعتنون ببيوتنا وصحتنا. من تنظيف المنزل إلى غسيل الملابس والأطباق، أدركنا كم كنا نعتبر مساعدتنا المنزلية أمرًا عادياً. لقد أصاب فيروس كورونا العالم بالصميم، لكنه أظهر لنا قيمة التعاطف، الذي يقطع شوطًا طويلاً. بعد أكثر من عام من العزلة، تعلمنا بالتأكيد بعض المهارات وأصبحنا أكثر استقلالية من أي وقت مضى.
معجزات الطبيعة
كنا محظوظين للغاية لأننا رأينا كوكبنا يتعافى. كل سحابة لها جانب مضيء بالفعل. عندما عدنا إلى منازلنا، بدأت الحياة البرية في العودة إلى دورانها دون خوف من فقدان حياتهم. رأينا طيور الفلامنجو بأعداد كبيرة تعود إلى البحيرات. مع صفاء السماء، ظهرت سلاسل جبال الهيمالايا من القرى والبلدات في البنجاب بعد عقود. شوهدت الدلافين وعادت العصافير والعديد من الطيور المهاجرة وتضاعف عدد النمور والأسود. ليس هذا فقط، بسبب التلوث الضئيل، كان مؤشر جودة الهواء في مدن عديدة تحت السيطرة وتمكّن الناس أن يتنفسوا الهواء النقي. بالتالي، تعلمنا مدى ضرورة الانتباه إلى تداعيات المناخ، والمشاركة بأن نكون أصدقاء للبيئة، وهذا ما ظهر واضحاً في العديد من التحركات على صعيد العالم، وفي كافة المجالات.
العمل من المنزل
بسبب الجائحة، اجتمع كافة الموظفين في العالم عبر الإنترنت، وهذا ما وفّر تكاليف جمة على الموظف والشركة على حد سواء. كما وفّر بيئة صحية، حيث أصبح التعامل بين فريق العمل أكثر سلالة. خبراء في هذه الناحية أكدوا على تعاطف أرباب العمل مع الموظفين خاصة عند الإصابة بالفيروس، ممّا عمّق المشاعر الإنسانية أكثر.
أهمية التكنولوجيا
لولا العديد من التطورات التكنولوجية التي تم إحرازها خلال العقدين الماضيين، لما كان التعلم والعمل والتواصل بشكل عام قادرين على الاستمرار بنفس القدر طوال الوباء.
لقد كان وصولنا إلى موارد التعلم عن بُعد ومنصات العمل عبر الإنترنت وقنوات الاتصال يعتمد بالكامل على الإنترنت وعلى تطبيقات وبرامج محددة بداخله.
أهمية السفر
لقد جعلت القيود المفروضة على السفر التي اختبرناها جميعًا على مستوى العالم خلال العام الماضي، الكثير منا يدركون مدى الامتياز الذي يمكن أن نتمكن من زيارته أو الدراسة أو العيش في بلدان أخرى - حتى تلك التي تقع على بعد آلاف الأميال من منطقتنا. وأصبح التعطش للسفر والتجارب الجديدة أكبر من أي وقت مضى.
إقرئي أيضاً: