علاقة سامّة جعلتني أدخل المجال وعملي يُشعرني بالفخر والرضا.. قصّة نجاح مدرّبة الحياة نور فيّاض في عالم اللايف كوتش
مع كل ما نواجهه في الحياة من صعوبات وتحديات ومشاكل نفسية وإجتماعية مختلفة أو حتى أمور إيجابية تحصل لنا، بات من الأفضل أن نلجأ إلى إختصاصي كي يساعدنا وينصحنا ويعطينا حافزاً كي نكمل في هذه الحياة ونتطلّع دائماً إلى الأفضل. من هنا، أصبح دور مدرّب الحياة أو اللايف كوتش أساسياً لأنه هو هذا الشخص الذي يمكننا اللجوء إليه.
نور فيّاض هي مدرّبة حياة إختصاصية في هذا المجال وصاحبة صفحة The Happy Stop التي تنشر من خلالها كل ما يتعلّق في اللايف كوتش، وأحببنا في مقابلة معها عبر موقع يومياتي أن نسلّط الضوء عليها وعلى مسيرتها وعملها والنصائح التي يمكن أن تقدّمها للمرأة، فإليكِ كل ما شاركتنا إيّاه نور من معلومات وتفاصيل.
كيف قررتِ أن تدخلي إلى عالم تدريب الحياة؟ ومتى بدأت فكرة تأسيس صفحتك الخاصة على السوشال ميديا؟
أتى القرار على مرحلتين: المرحلة الأولى هي أنني كنت أمر بفترة صعبة في حياتي وكنت قد خرجت من علاقة شخصيّة "سامّة" كثيراً، لكنني للمرّة الأولى لم أتساءل بيني وبين نفسي: "لماذا فعلت بي الحياة هكذا؟ لماذا حظي سيئاً هكذا؟" وغيرها من الأسئلة. بل تساءلت بيني وبين نفسي: "ماذا فعلت أنا كي أصل إلى هذه المرحلة؟ ما هي القرارات التي اتخذتها وأوصلتني إلى هذه النقطة؟" تحمّلت مسؤولية هذا الموضوع وهذا الأمر غيّر نظرتي للحياة. هنا لاحظت أنني أعيد نفسي، القرارات نفسها، علاقاتي الشخصية، الأمور نفسها في العمل.. فوجدت نفسي تائهة: "من أنا؟ ما هي القيم التي لا يمكن أن أتخلّى عنها؟ ما هو المسار الذي أريد أن أتبعه أو أفكّر به في الحياة؟ وجدت أنني لم أعمل على هذه النقاط المهمّة في حياتي، فقال لي أحد الأشخاص: "هل جرّبتِ أن تستشيري مدرّب حياة؟ من هنا دخلت في المرحلة الثانية وتعرّفت على فكرة تدريب الحياة، وهو تربية أو تعليم جديد أحببت أن أتعرف عليه أكثر. هذا المجال دفعني إلى أن أكون شخصاً هادئاً أكثر إن كان بالنسبة إلى قراراتي أو تواصلي مع غيري، وبذلك قررت أن أصبح لايف كوتش، درست في لندن في معهد مهم جداً وهو Co-Active Coaching. بعد أن حصلت على شهادتي، لاحظت كم أن هذا المجال يقوذي الشخص ويعود به إلى أصله ونقسه وأتمنى أن يتعرف الأشخاص أكثر على هذا المجال وأن يصبح متاحاً للجميع.
أسّست صفحة The Happy Stop أولى مراحل دراسة إختصاص تدريب الحياة منذ 5 سنوات. بدأت الصفحة كمذكرات شخصيّة، أنشر فيها صوراً تشبهني، مقولات لتمكين الناس أكثر.. ثم يدأت أتوسّع في هذا المجال وبدأت صفحتي تتوسّع أكثر، وتواصل معي العديد من الأشخاص من أجل إستشارات لايف كوتش خاصة، ومن هنا تحوّلت صفحتي إلى صفحة رسمية ومحترفة. بدأت بتحضير ورشات عمل لأفكار جديدة وعرّفت الناس أكثر على مجال تدريب الحياة لأنه من الصعب على الأشخاص أن يفهموا ما هو.
View this post on Instagram
ماذا كان اختصاصك في الجامعة وهل كان من أسباب دخولك هذا المجال؟
إختصاصي في الجامعة كان "التسويق" لكنه لم يكن أبداً سبب دخولي مجال تدريب الحياة. ساعدني طبعاً من ناحية السوشال ميديا وكيف يمكنني أن أعبّر عن نفسي، مذا أريد أن أقدّم للناس من ناحية الإتجاه والصور وطريقة التكلّم وغيرها...
مع من تتعاملين أو توجّهين تدريباتك أكثر: الكبار أو المراهقين؟
ما من عمر محدّد لزبائني، فقد تعاملت مع مختلف الأعمار، لكن إذا كان علي أن أحدد إجمالي العمر فهو الأشخاص بين الـ 30 والـ 40. هذه الفترة بالذات يتخذ فيها الناس قرارت مصيرية في حياتهم ومجال عملهم وعلاقاتهم وتصرفاتهم، لذلك وفي هذه الفترة هم بحاجة ماسّة إلى مدرّب حياة.
هل من قصّة معيّنة أثّرت فيكِ خلال جلسات الإستشارات التي تقومين بها؟
بصراحة، كل شخص شاركني قصّته أثّر بي، لأن أي شخص يخبرك قصّته إن كان تائهاً، قد نسي قيمة نفسه، غير واثقاً، قلبه مكسوراً، يريد أن يغيّر عمله، لا يعرف ما هو دوره في الحياة.. وألاحظ كيف يتطوّر معي وكيف يسترجع ثقته بنفسه تدريجياً ويحب نفسه أكثر وتصبح قراراته أصحّ.. عندها أقدّر هذا الشخص وأحترمه وأحترم كيف تعامل مع مشكلته ولم يخف من طلب المساعدة. الهدف دائماً هو أن يصبح هذا الشخص النموذج الأفضل من نفسه.
هناك قصّة معيّنة أثرت فيّ لأنه ومن بعد جلسات عديدة مع هذا الشخص، أخبرني أنه يعاني من مرض المناعة الذاتي وكان في خطر أن يموت في عمر مبكر مثل أبيه وأخيه قبله، لكنّه تمكّن من تخطّي هذا الأمر وهذا يُظهر لكِ قوّة تأثير تدريب الحياة وكيف يعطيكِ معنى أكبر للحياة كي تفصلي نفسك عن القلق والكآبة. الشخص الذي تكلّمت عنه أنا على تواصل معه اليوم وأنا سعيدة بأنه بخير وحياته أصبحت أفضل بعد جلسات التدريب القوية التي قمنا به وهو يعيش كل يوم كأنه آخر يوم، لذلك قصّته أثرت بي كثيراً.
View this post on Instagram
ما هو الهدف الذي تطمحين في الوصول إليه؟
إذا كنت أريد أن أكون عاطفيّة، فالهدف بالنسبة إلي هو أن أؤثر على الناس وحياتهم بقدر الإمكان، أن أجعلهم أقوى، أن يحققوا نمواً شخصياً في كل مجالات حياتهم وأن يتمكنوا من اتخاذ القرارات.
من الناحية المهنية، هدفي أكيد هو أن أكون موجودة في مختلف الأماكن، لأشجع الناس أن يزوروني ويستشيروني ويشاركوا في ورشات عملي.. لتصبح هذه الخطوة أمراً عادياً وجزءاً من حياتهم.
View this post on Instagram
هل لديك عيادة خاصة أم جميع إستشاراتك أونلاين؟
العمل الذي أقوم به هو أونلاين وعبر حسابي The Happy Stop الذي من خلاله يمكن للأشخاص أن يتواصلوا معي أونلاين. هذه الطريقة أفضل لأنه بإمكاني أن أصل إلى عدد أكبر من الناس، ولست ملتزمة بموقع عمل معيّن، وأساسيات وأهداف العمل هي نفسها حتى لو أونلاين.
في حال احتجتِ أنت يوماً إلى دعم معيّن، مع من تتكلّمين؟
أريد أن أوضّح أن مدرّب الحياة دائماً لديه مدرّب حياة خاص به أيضاً، ففي التدريبات التي قمت بها في لندن، تعرّفت على الكثير من الإختصاصيين الذين وجدتهم محترفين ولا زلت على تواصل معهم وأستشيرهم كل فترة كي أبقى مطّلعة وأقدّم الأفضل لنفسي كي أعطي الأفضل لغيري.
View this post on Instagram
ما الفرق بين اللايف كوتش والمعالج النفسي؟
هذان المجالات متشابهان، فقد أُطلق مؤخراً على تدريب الحياة لقب "علم النفس الإيجابي" الذي يمكنه في وقت سريع أن يساعدك في تخطّي الكآبة أو أي مشكلة تواجهينها وبذلك تلاحظين نتائج أسرع. تدريب الحياة يجعلك تنظرين إلى الأمور من زاوية مختلفة، ويقدّم لكِ تمارين يمكنك القيام به لتقويتك كي تصلي إلى مرحلة أخرى، وعلم النفس يقدّم الأمور المذكورة نفسها. لكن الفرق الأكبر هو أنه في جلسات العلاج النفسي، تعود المعالجة النفسية إلى ماضيكِ وتحاول أن تفهم ما النقطة التي أثرت فيكِ وجعلتك تعلقين في الماضي وأمور لا تناسب حياتك في الوقت الحاضر. العلاج النفسي يساعدك في التخلّص من "الصدمات" ويعود بكِ إلى الماضي.. أمّا اللايف كوتش، فهو يمر على هذه الأمور لكن سريعاً ولا يتكلّم أبداً عن الماضي. يؤمن اللايف كوتش بأن كل ما يقوم به الشخص الآن يمكنه أن يحصل بغض النظر عن الماضي. لذلك الشخص الذي يعاني من صدمات ومن مشاكل نفسيّة كبيرة، لا يستشير مدرّب حياة، بل معالج نفسي. أمّا الشخص الذي لديه أهداف معيّنة يريد أن يصل إليها ولا يعاني من مشاكل نفسية، فيمكنه أن يستشير لايف كوتش.
هل تشعرين أنك حقاً تغيّرين في حياة غيرك؟ وهل تسمعين كلمات الشكر والامتنان من أشخاص حول هذا الموضوع؟
ليس لدي أي شك أنني حقاً أساعد الناس، وألاحظ ذلك حتى في طريقة جلوسهم أثناء جلسات التدريب وكيف تكون التعابير على وجوههم وحتى القرارات التي يتخذونها تصبح تشبههم وتشبه حياتهم أكثر ويصلون إلى أهداف وضعوها لأنفسهم. وعند التغيير والتأثير في حياة الآخرين، لا يقولون لي فقط "شكراً"، فبعض الأشخاص يكتبون لي قصائد شعر أو البعض الآخر يحلمون بي ويبقون على تواصل معي ويكملون جلسات تدريب الحياة. أشعر بالكثير من الفخر والإمتنان في عملي وهو أمر مكافئ ويجلب لي الكثير من الرضا والسعادة والراحة.
View this post on Instagram
بماذا تنصحين المرأة التي تمر بمصاعب اليوم، عن كيفية تخطي مشقات الحياة، خاصة المرأة المتزوجة والأم العاملة؟
النساء المتزوجات والأمهات العاملات هنّ نساء لديهن الكثير من المجالات التي عليهن أن ينتبهن إليها في حياتهن، من ناحية تطوير الذات والإهتمام بالعائلة والمحافظة على الجسم والصحة النفسية وغيرها. النصيحة التي أقدمها لهنّ: "لا تعتقدي أنّك كلّما أعطيتِ أكثر، كلّما كانت الأمور أفضل" تربّينا على هذا الأمر في مجتمعاتنا العربية.. من الطبيعي أن نعطي كنساء وأمهات وزوجات، لكن ليس من الضروري أن نعطي أكثر من اللازم.. سنصل إلى مكان ننسى فيه أن نعطي أنفسنا وسنتعب كثيراً وسنعيش بعضاً من النفور تجاه الآخرين. أنصح المرأة بأن تنتبه لنفسها أكثر وتخصّص بعض الوقت لتمارس الرياضة أو التأمّل وغيرها من النشاطات. هذا الأمر ببساطة فلسفة الحياة، علينا أن نفكّر أننا نريد تطوير أنفسنا، نريد أن نصل إلى أماكن معيّنة إيجابية في الحياة، وعندما يصل الشخص إلى مركز جيّد في حياته، كل شيء من حوله سيصبح أفضل.
View this post on Instagram
اقرئي أيضاً
نصائحي لكِ كي تتعاملي مع تعليقات الأهل والأصدقاء السلبيّة عن وزنك وجسمك