زوجي عصبي... كيف أتعامل معه وأهدئه بشكل فعّال؟

زوج عصبي

إذا كان زوجك عصبياً، إعلمي أنك لست وحيدة، فزوجي عصبيّ أيضاً. وحتى أخفف المشاكل بيننا، حاولت أن أفهم أولاً سبب عصبيته، ومن ثمّ بحثت عن الطرق الفعّالة لتخفيف عصبيته ولمعرفة كيفية التعامل معه.

 

أسباب عصبية زوجي

إن عصبية زوجك تعود لأسباب عدّة، قد تستغربين بعضها، لأنها مرتبطة بطفولته ونشأته وتكوينه البيولوجي. 

التأثيرات النفسيّة من الطفولة

في معظم الأحيان، إن الأشخاص الذين يعانون من العصبيّة يكونون قد نشأوا في بيئات لم تكن تقبل النقد بسهولة أو كانت تفتقر إلى التواصل الصحّي بين أفراد الأسرة. وعندما يصبح هذا الشخص رجلاً ناضلاً، يفتقد للشعور بالأمان ممّا يجعله يرفض الاعتراف بالخطأ ويتجنّب النقد بأيّ ثمن. الأمر الذي قد يؤدّي، عند ارتباطه بعلاقة أو زواجه، إلى ظهور علامات الانفصال العاطفي بين الزوجين أي  فقدان التواصل والقرب العاطفي بينهما. فيشعر الزوجان بالعزلة والبعد عن بعضهما البعض، حتى وإن كانا يعيشان في نفس المنزل.

العوامل البيولوجيّة والهرمونيّة

هناك أسباب بيولوجيّة تساهم في التأثير على سلوك زوجك العصبي، فالتغيرات الهرمونيّة مثلًا قد تؤثّر بشكلٍ مباشر على المزاج والسلوك، وتجعل الشخص أكثر عرضة للشعور بالعصبيّة والانفعالات السريعة. بالإضافة إلى ذلك، إنّ المعاناة من بعض الاضطرابات الصحيّة مثل اضطرابات الغدّة الدرقيّة يمكن أن تؤدّي إلى تغيرات في المزاج وزيادة في العصبية.

الضغوط النفسيّة والإجهاد

من أبرز الأسباب التي قد تجعل زوجك يتصرّف بعصبيّة هو التعرّض للضغوط النفسيّة والإجهاد. فقد يكون معرّضًا لضغوط كبيرة في العمل أو مسؤوليّات الأسرة، ممّا يجعله يشعر بالإرهاق ويحرمه من القدرة على تحمّل المزيد من الضغط أو النقد. وهذا ما يمكن أن يجعله يفقد السيطرة على أعصابه بسهولة ويصبح أكثر عصبيّة تجاه الأمور التي قد تبدو بسيطة بالنسبة لك.

 

كيف يمكنني تهدئة زوجي بشكل فعّال؟

تهدئة الزوج العصبي يمكن أن تكون عملية حساسة، ولكن هناك بعض الاستراتيجيات التي قد تساعدك. 

البيئة الهادئة

حاولي خلق بيئة هادئة ومريحة في المنزل. فعند مجيئه من العمل، إستقبليه بابتسامة، وأخبريه أنك حضرت له طعامه المفضل مثلاً للعشاء. كما يمكن أن تساعد الإضاءة الخافتة والموسيقى الهادئة في تخفيف التوتر.

التواصل الهادئ

من الأكيد أن التحدّث بلغة هادئة ومحترمة يساهم في تهدئة الأمور. فإذا كان هو يمرّ بحالة عصبية حادة، قابليه بالهدوء. وتجنّبي استخدام الكلمات الجارحة أو الانتقادات المباشرة. بدلًا من ذلك، استخدمي "أنا" بدلًا من "أنت" للتعبير عن مشاعركِ، مثل قولي "أشعر بالحزن عندما يحدث هذا" بدلاً من "أنت دائمًا تفعل هذا"، فهذه الطريقة تجعل الزوج يشعر بأنكِ تتحدثين عن مشاعركِ وليس عن أخطائه.

اللمس اللطيف

أحيانًا كثيرة يمكن للمسة لطيفة على الكتف أو اليد أن تكون مهدئة لزوجك، لأنه يشعر عندها أنك تفهمين مشاعره.

الاستماع من دون مقاطعة

عندما يبدأ زوجك بالحديث لا تقاطعيه، بل دعيه يعبر عن مشاعره، لأن هذا الأمر يساعده على الشعور بأنه مسموع ومفهوم.

الأنشطة المهدئة

اقترحي عليه القيام بنشاط مهدئ مثل المشي في الطبيعة، ممارسة الرياضة، أو حتى مشاهدة فيلم مفضل.

التفهم والدعم

بدلًا من التركيز على الأخطاء، حاولي تقديم الدعم والتفهم، وأظهري له أنّكِ تقدّرين جهوده وتفهمين الضغوط التي يمرّ بها. يمكنكِ أن تقولي له أنكِ بجانبه للمساعدة وليس للانتقاد، فهذا يمكن أن يجعله يشعر بأنّه مدعوم ومحبوب، ممّا يقلّل من عصبيته.

اختيار الوقت المناسب للنقاش

من الضروريّ اختيار الوقت المناسب للتحدّث مع زوجك عن المواضيع الحسّاسة. لذا حاولي تجنّب مناقشة الأمور المهمة عندما يكون متوترًا أو مرهقًا. فاختيار اللحظة المناسبة يمكن أن يجعل النقاش أكثر هدوءًا ويقلّل من احتمال تصاعد الأمور.

الاستعانة بمختصّ نفسي عند الضرورة

إذا شعرتِ أنّ الوضع يزداد سوءًا ولا تجدين حلًا للمشكلة، فقد يكون من الضروريّ استشارة مختصّ نفسي، حيث يمكنه مساعدتكما على فهم الأسباب الجذريّة للسلوك وتقديم النصائح المناسبة للتعامل مع الأمر.

 

scroll load icon