علماء النفس يكشفون عن أسباب خجل الأطفال

علماء النفس يكشفون عن أسباب خجل الأطفال

محتويات

هل كنت طفلة خجولة وكبرتِ على ذلك؟ هل واجهتِ مشكلة في تكوين صداقات أو الاحتفاظ بها؟ وعندما ذهبت إلى مدرسة أو منزل جديد، هل استغرق الأمر وقتًا طويلاً في الشعور بالإنتماء إلى المكان؟

يُعد الخجل عند الأطفال من الأشياء الشائعة التي يمكنهم تعلم مهارات التأقلم للتعامل معها على مر السنين. يُطلق على الخجل القلق الاجتماعي؛ لكن علماء النفس يعتقدون أنّ الخجل يمكن أن يشير إلى مشكلة القلق أو الخوف الكامنة.

عندما نذكر القلق، يفكر معظم الناس في شخص بالغ يخشى تقديم عرض في العمل، أو شخص يميل إلى الذوبان في الخلفية بدلاً من أن يكون مركز الاهتمام. لكن القلق هو كل هذه الأشياء، ولكنه أيضًا أكثر بكثير مما تخيله حتى الخبراء. إذ تشير التقديرات إلى أنّ حوالى تسعة بالمائة من الأطفال يعانون من القلق الاجتماعي، أي واحد من كل عشرة أطفال تقريبًا. كما تشير الأرقام إلى أنها مشكلة متنامية تحتاج إلى معالجة. 

 

القلق الاجتماعي أم الخجل؟

خجل الأطفال

  • القلق الاجتماعي والخجل عند الأطفال يتحوّلان إلى اضطراب كامل بدون علاج، فيما المشاكل نفسها التي عانوا منها في شبابهم ستتبعهم حتى مرحلة البلوغ.
  • الطفل الذي لا يستطيع تكوين صداقات، سيكون الشخص البالغ الذي يجلس في المنزل بمفرده في ليلة الخميس أو الجمعة.
  • يمكن أن يكون للعائلة طفلان، وقد يكونان متضادان. قد يكون أحدهما منفتحًا، ويحب مقابلة أشخاص جدد، ويمكنه تكوين صداقات في كل مرة يختلطون فيها. ومع ذلك، قد يعاني الآخر، ويعتبر في قرارة نفسه أنّ الخروج لتناول الطعام أو الذهاب إلى الحديقة ليس بالمهمة الممتعة له، ومن هنا يتصاعد قلقه. 
  • لا يستطيع الطفل تفسير نوبة الهلع أو كثرة القلق مثل البالغين؛ ليس لديه القدرة على التعبير عن شعوره. فقد يعاني من الصداع، واضطراب المعدة، والتوتر، والدوخة، ويمكن أن يظهر ذلك على شكل نشاط مفرط.  
  • لذا، يحتاج الآباء إلى معرفة كيفية تربية الأطفال الذين يعانون من القلق الاجتماعي لأنه حتى رحلة السوبر ماركت المحلية يمكن أن تكون كابوس للشخص الخجول. 

 

الطبع يحدد سبب خجل الأطفال

خجل الأطفال

لماذا يخشى بعض الأطفال لدرجة الخوف في البيئات الجديدة والبعض الآخر منفتحين لدرجة أنهم لا يعرفون غريباً؟ الأطفال خجولون نعم، ويمكن للأطفال أن يكونوا ودودين، ولكن نظرًا لأن كل طفل مختلف، فإن أسباب استجابتهم لبيئتهم تنبع من مزاجهم أو طبعهم.

تبدأ مهارات التأقلم في وقت مبكر من الحياة

شخصيتكِ ومزاجكِ هما ما يوجهانك للرد على الضغوطات. افترضي أنّ لديكِ طفلين. للأسف، تتعرضين لحادث سيارة في طريقكِ إلى المنزل من المتجر. طفل واحد يبكي ويصرخ لأنه خائف مما يحدث، ولكن الآخر منزعج أكثر لأن العشاء متأخر.

نظرًا لأن كل طفل لديه شخصيات مختلفة، ينظر الأطفال إلى الأشياء من خلال عدسات مختلفة. يرى أحدهم الحادث على أنه مصدر إزعاج لعشائهم، بينما يشعر الآخر بالرعب من الموت والأذى. يجب أن تريحي كلا الطفلين، لكن الأساليب التي تستخدمينها ستكون مختلفة بناءً على مزاجهما.

 

هل يمكن لعلماء النفس تحديد الطفل الخجول في عمر الـ 4 أشهر؟

الخجل عند الأطفال

سيطوّر طفلك طرقًا للاستجابة لما يحدث في بيئته. يؤكد علماء النفس أن هذه الأنماط تتشكل منذ أربعة أشهر من العمر. يمكن إجراء اختبار للمساعدة في مزاج الرضيع باستخدام جهاز محمول معلّق فوق سرير الأطفال.

هل يمكن القول إن الأطفال خجولون من المهد إلى اللحد؟

في عمر الـ 4 أشهر، قد يحب الطفل الهاتف المحمول فوق سريره أو يكرهه. ومع ذلك، فإن الأطفال الذين يشعرون بالضيق التام من الحركات والأصوات القادمة من هذه اللعبة هم دائمًا من يواجهون مشكلات في الشعور بالخجل أثناء نموهم؛ ذلك لأن الأطفال حساسون لبيئتهم.

 

وقد لوحظ أيضًا أن هؤلاء الأطفال هم الذين ينزعجون بشكل رهيب ويحزنون إذا تعطل روتينهم. حتى شيء صغير مثل رنين جرس الباب يمكن أن يرسلهم إلى حالة من الانقلاب.

 

هل الخجل بيولوجي أو وراثي؟

الطفل الخجول

درست إحدى الدراسات الإشارات الكهربائية لأدمغة الأطفال الصغار لمعرفة سبب خجلهم. من خلال النظر إلى دماغ الطفل الخجول مقابل الخارج، لاحظوا اختلافات واضحة. هل يمكن أن يكون الأطفال خجولين لأن هناك أساسًا بيولوجيًا لذلك؟ علماء النفس مالوا إلى تصديق وتبني هذه النظرية.

  • لكن هناك أيضًا دليل آخر على أن الشخصية تتشكل منذ الولادة. إذا نظرتِ إلى هذه النظرية، فستستنتجين أن البيئة ليس لها تأثير على شخصية الطفل لأنها شيء يولد به. لكن، تشير الأبحاث إلى أن مزاج الطفل يشير إلى الشكل الذي ستبدو عليه شخصيته البالغة.
  • كما تشير الدراسات إلى أن الأطفال خجولون لأنه جزء من شخصيتهم. تجدر الإشارة إلى أنه ليس كل الأشخاص المتحفظين أو الصامتين يعانون من القلق الاجتماعي أو رهاب آخر.
  • التغييرات لا مفر منها يلعب كل من المزاج والعوامل البيولوجية دوراً في شخصية الطفل. ومع ذلك، فهذا لا يعني أن شخصيتهم في الطفولة ستكون هي نفسها في سن 25. بالتأكيد، هناك احتمال قوي، لكنه ليس ثابتًا؛ إذ يحتاج بعض الأطفال إلى الخروج من قوقعتهم.
  • الجدير بالذكر أنّ الناس، وخاصة الأطفال، يتغيرون مع تقدمهم في العمر. يمكن أن تتغير ردود الفعل السلبية التي يتعرض لها الطفل في عمر أربعة أشهر على الهاتف المحمول ببطء.
  • وتتغير ردود الفعل تجاه الضغوطات مع تغير الجسم ونموه. بالإضافة إلى أن الخجل ليس دائمًا أمرًا سيئًا؛ إذ يحتاج بعض الناس إلى القليل من الوقت للتكيّف قبل أن يتمكنوا من القفز.
  • كونكِ خجولة بعض الشيء لن يؤثر عليكِ في قدرتكِ على القيام بعمل جيد، أو لن يغير قدراتكِ لتكوني أماً أو أباً صالحين. المهم التصالح مع النفس ومحاولة التكيّف قدر الإمكان مع المتغيّرات لحياة هانئة وسليمة.

 

إقرئي أيضاً:

أسباب تأخر النطق عند طفلك وحلول لتفادي هذه المشكلة

scroll load icon