كيف تحضّرون أطفالكم لتجربة التخييم؟

محتويات

    يستغل عدد كبير من السيّدات حلول فصل الربيع والصيف، حيث تتحسّن أحوال الطقس، خصوصاً في أيام العطل المدرسيّة وعطلة الصيف الطويلة، لإرسال أولادهنّ إلى المخيّمات الكشفية، لما لهذه التجربة من فوائد على الأطفال وصحّتهم الجسدية والنفسية. لكنّ تجربة المخيّم ليست سهلة، خصوصاً إذا كان الطفل يقوم بها للمرة الأولى، وذلك لأنّ معظم الأطفال الذاهبون الى المخيّمات يعانون من مشاكل في التأقلم الاجتماعي، بالإضافة إلى عدم التعوّد على الابتعاد عن الأهل وتحمّل مسؤولية الذات والشعور بالضغط خوفاً من الفشل في نشاطات المخيم. التخييم تجربة صعبة على الطفل لأنه يبتعد خلالها عن المنزل على مدى أيامٍ عدّة، لكنها في المقابل تجربة مهمّة جداً، فهي تسمح له ببناء صداقاتٍ، تصقل شخصيّته وتكسر روتين حياته. لذلك على الأهل الانتباه والتعامل مع الموضوع بحذر بهدف إنجاح تجربة التخييم، ويمكنهم في هذا الإطار القيام بخطوات عدّة من شأنها أن تساعد بدءاً من إجراء نقاشات شاملة مع الأطفال قبل الذهاب الى المخيم، تحضيرهم نفسياً، تشجيعهم، تبديد كل مخاوفهم والتركيز على نقاط قوّتهم. بالإضافة إلى ذلك، من المهم أن يمتلك الأهل والأطفال توقعاتٍ واقعية حول تجربة التخييم، فهي ككل شيء في الحياة، لها ايجابيات وسلبيات، فقد يواجه الأطفال خلال المخيم لحظاتٍ سعيدة وكذلك لحظات صعبة أو مضجرة.

     

    بعدها يتوجّب على الأهل معرفة الأشياء والأدوات التي يجب توضيبها في الحقيبة الخاصة بالمخيم، بالإضافة إلى وضع بعض الإرشادات الضرورية التي تسهّل نجاح تجربة التخييم على الأطفال.

     

    يمكن للأهل أيضاً مراجعة موقع المخيم الالكتروني قبل موعده، ما يساهم بمعرفة تفاصيل حول منشآت المخيم. على سبيل المثال، يمكن معرفة المسافة التي يجب على الطفل اجتيازها للوصول إلى الحمام خلال الليل، بعض الأطفال غير معتادين على الظلام الكلي، وهنا تبدو فكرة إرسال مصباح معهم فكرة ممتازة.

     

    كذلك يجب إشراك الأطفال في عملية التوضيب، لإعطائهم إحساساً أكبر بالمغامرة، وشرح الغاية من كل ما يتم توضيبه وطريقة استعماله في حال كان الطفل لا يفقه به، فضلاً عن شرح كيفية التعامل مع الثياب الوسخة والأحذية الملطّخة بالوحل.

     

    وفي هذا الإطار، يجب التركيز على شرح تجربة الحياة المشتركة للأطفال، فكثير منهم غير معتاد على مشاركة الغرفة والنوم مع الآخرين، وفي المخيم سيضطرون للنوم في غرفٍ مع عدد لا بأس به من الأطفال الآخرين.

     

    هذه بعض الخطوات التي يمكن للأهل القيام بها خلال عملية إعداد الأطفال، ويبقى أن يتنبّه الأهل لوجوب عدم إخبار أطفالهم بأنّهم سيشتاقوهم خلال فترة التخييم، فهذا لن يجعل من تجربة الذهاب إلى المخيم إلا أكثر صعوبةً وتعقيداً على الأطفال.

     

    scroll load icon