كيف تربين طفلاً ذات شخصية قوية؟
جميعنا كأمهات نحب أن يتمتع طفلنا بشخصية قوية. ولكن تربية طفل ذات شخصية قوية يتطلب المعرفة في تربية الأطفال والاهتمام بجوانب عدة.
ومن خلال يومياتي، سأعرفك على العديد من الطرق والأساليب التي يمكنك اتباعها لبناء شخصية قوية لطفلك.
إكتشفي شخصية طفلك الفريدة
عليك أن تدركي أن شخصية طفلك لا تشبه إخوته، ولا تشبهك. فشخصيته فريدية ومميزة. لذا عليك كأم معرفة شخصية طفلك، وتوجيهها نحو الأفضل. فلا تطلبي منه أن يكون نسخةً عنك أو عن والده أو أشقائه.
الإصغاء الى الطفل
من المهم جداً أن تستمعي لطفلك جيدًا، وتهتمي بما يقوله، وتعطيه المساحة الكافية للتعبير عن نفسه وآرائه. ما يحعله يشعر بالأمان والثقة بك وبنفسه، الأمر الذي يساعده على بناء شخصيته المستقلة.
عدم إطلاق الألقاب السلبية أو التنمر
كوني على يقين أن كل كلمة تقولينها لطفلك ستؤثر على شخصيته. فلا تتوجهي له بالألقاب والصفات السلبية. فعندما تقولي له "أنت غبي"، سيصدق ذلك مع مرور الوقت، وسيفقد الأمان والثقة بنفسه. على العكس شجعيه وكوني بجانبه ليثق بقدراته ومهاراته.
طفلك ليس مثالياً!
عليك أن تتقبلي فكرة أن طفلك ليس مثالياً؛ فهو سيخطئ أحياناً كثيرة، وهنا تكمن أهمية وجودك بقربه. لذا عندما تقتنعين بهذه الفكرة، ستكونين الى جانبه في كل مرة يقع فيها، الأمر الذي سينعكس عليه تماماً. وبدل شعوره بالحزن والفشل والخسارة، سيبدأ بالمحاولة من جديد، ويستطيع التغلب على الانتقادات السلبية، والمواقف الصعبة التي قد يتعرضها لها.
طفلك يقلّدك... فكوني له القدوة الحسنة
إن الأهل هم المعلم الأول للطفل، لذا يجب عليك أن تكون قدوة لطفلك. فهو يراقب كلامك وتصرفاتك، فإذا أردت طفلاً قوياً، عليك أن تكوني قوية، وأن تتصرفي صح أمامه. من هنا أهمية أن تعرفي نفسك، وأن تقوي شخصيتك، ليكون طفلك قوياً أيضاً.
عدم المبالغة بالحماية
من تصرفات الأم العاطفية، أنها تريد حماية طفلها دائماً. ولكن الدراسات أثبتت أن الحماية المفرطة لطفلك، تؤذي شخصيته وتحولها الى شخصية ضعيفة، جبانة، واتكالية. لذا إتركي طفلك يواجه بعض الأخطاء والمخاطر البسيطة، لأن هذه التجارب تعلمه المرونة، والشجاعة، والثقة بالنفس، والإيمان بقدراته. وتعليم الطفل أن يكون قويًّا يتطلب التدريب والممارسة ووضعه في مواقف يحتاج فيها إلى الاعتماد على ذاته.
الحديث الذاتي الإيجابي
علّمي طفلك أن يتحدث الى نفسه بإيجابية. فقولي له أنه ذكي ومحب وجميل، وكل الصفات الايجابية التي يتمتع بها ردّديها على مسمعه دائماً، حتى يقولها هو لنفسه. وبهذه الطريقة تشجعينه على التفكير بشكل إيجابي وإعادة صياغة الأفكار السلبية التي قد يسمعها من المحيط.
التعامل مع مشاعره
الذكاء العاطفي، هو من أهم الأمور التي يجب أن يتعلّمها طفلك. فعليه معرفة كيفية التعامل مع مشاعره بشكل صحيح. وعليه معرفة أن المشاعر الحزينة مهمة مثل المشاعر السعيدة. فلا يجب أن يتجاهلها. وهذا أمر شائع في بلداننا العربية، إذ نطلب من الصبي عدم البكاء. الأمر الذي ينعكس سلباً على شخصيته، فيكبت كل مشاعره السلبية بداخله، وعندما يكبر يكون البكاء بالنسبة له دليل ضعف! علينا أن نعلم أطفالاً أن المشاعر التي نمر بها طبيعية، وأن التعبير عنها أمر طبيعي أيضاً، وإلا ينعكس سلباً على شخصيتنا وصحتنا.
وضع القوانين والالتزام بالنظام
منذ نعومة أظافره، على طفلك أن يدرك أن هناك قوانين يجب الالتزام بها، مثل وضع قواعد للنوم والأكل واللعب، الامير الذي سيكسبه القدرة على الالتزام. فيتعلم تنظيم وقته وتجنّب الفوضى.
مشاركة الطفل اهتماماته
من أكثر الأمور التي تنمي شخصية طفلك أن تشاركيه اهتماماته باللعب وتجربة الأنشطة التي يحبها مثل الرياضة والرقص والاستماع الى الموسيقى. فهذه المشاركة تقوي علاقتكما، وتساهم في نموه النفسي بشكل صحي.
السماح باللعب الحر
إن اللعب الحر للطفل ومن دون قيود، أمر بالغ الأهمية لتنمية شخصيته. لذا أتركيه يختار اللعبة أو الرياضة التي يرغب بها، واسمحي له باللعب مع الأطفال الآخرين في الحدائق والمنتزهات. هذه الأفعال تنمي قدرته على المشاركة، وامتلاكه المرونة اللازمة لتعلم مهارات جديدة ومشاركتها مع الآخرين.
تحديد وقت لاستخدام الأدوات التكنولوجية
أصبحنا في عصر لا يمكن الاستغناء عن الأدوات التكنولوجية. غير أن استخدامها بشكل عشوائي يؤثر سلباً على نمو الطفل، ويحد من قدرات طفلك العقلية ونشاطاته الاجتماعية، كما يتسبب بتقليل تركيزه وانتباهه والتأثير على جودة نومه. لذا يجب تحديد وقت لاستخدام الأدوات التكنولوجية، لمشاهدة الرسوم الكرتونية على شاشة التلفاز، أو اللعب على الهواتف والأجهزة الذكية.
وأخيراً، نصيحتي لك أن تثقّفي نفسك، بقراءة كتب التربية، وتصفح المواقع الإلكترونية الموثوقة، ومشاهدة البرامج التربوية، وزيارة المختصين، فهذه الخطوة مهمة جدًّا لتربية طفل قوي. وكوني أكيدة أنك تقومين بعمل رائع في تربية طفلك.