ما هو تأثير إستخدام التهديد على طفلك؟
لا يستطيع أحد أن ينكر صعوبة تربية الأطفال وتعقيداتها. مع ذلك، يجب معرفة أن تربية الطفل تحتاج فقط إلى المحبة والتواصل العاطفي، لذلك يجب ألا تفقدي صبركِ عليهم أو تعتمدي أسلوب التهديد.
إستخدام التهديد في التربية هو دلالة ضعف من ناحية الأهل وإفتقارهم إلى الأدوات الناضجة والمناسبة لتربية أطفالهم. لذلك عليكِ معرفة أن التهديد له عواقب وليس فوائد.
عواقب التهديد للطفل
أكدت عالمة النفس السلوكي ماريسيلا أنالكو أن إعتماد التهديد في التربية هو أسلوب موروث وأن البالغين يعتمدون التهديد مع أبنائهم لأنهم تعرضو له في طفولتهم.
لا ينبغي أبداً إستخدام التهديد في التربية، حتى لو كان تهديد مضحك بالنسبة لكِ مثلاً، التهديد بالفأران، بالحيوانات، بالشرطة وذلك لأنه يسبب عواقب عديدة ومخيفة لطفلكِ خصوصاً في بناء شخصيته.
مهما كان الفعل الذي تريدين من طفلكِ أن ينفذه (ليسمع كلمتكِ، ليتأدب، ليكمل طعامه،... ) لا تهدديه، لأنه بحسب الدراسات تعرض الأطفال للتهديد يمكن أن يسبب لهم الخوف، التقليل من قدراتهم التعلمية وضعف في شخصيتهم. وبحسب دراسة أخرى أجرية في جامعة هارفارد يؤدي التهديد إلى مشاكل نفسية طويلة المدى. بشكل عام:
- يؤثر التهديد سلباً على كافة نواحي حياة طفلكِ في المستقبل. عندما يشعر طفلكِ أنه ضعيف وأنكِ مسيطرة على قراراته وآرائه جرّاء التهديدات، سيتمكن أصدقائه من التحكم به، سيخاف منك ومن وجوده بمفرده، يصبح عرضة للتحرش والإبتزاز لعدم قدرته على الدفاع عن نفسه.
- العدوانية والعناد هي أقل ما قد يقوم به الطفل للتعبير عن خوفه من التهديد الذي يتعرّض له في المنزل من والديه. لذلكِ إستخدام أسلوب التهديد مع طفلكِ ممكن أن يحوّله إلى شخاص مجرم في المستقبل.
- خوف طفلكِ من التهديد يؤثر سلبا على صحته. يسبب له القرحة، إضعاف المناعة في جسمه، سيكون عرضة لمرض السكري، لضغوطات في الدم ومشاكل في القلب.
- تؤثر هذه التهديدات على قدرة طفلكِ على الإنتباه والتركيز. فعندما يحين وقت نومه، سيقلق كثيرا وسيشعر بعدم الإرتياح. مما يسبب له أحلام مزعجة، وفي اليوم التالي يفقد طفلكِ قدرته على التركيز في دراساته.
- تتقلّص قدرة طفلكِ في الحفاظ على معلومات قد تلقاها، وبالتالي وعرضة لفقدان عمل الذاكرة.
- هذه نوبات الخوف سترافقه في كل مرحلة من مراحل حياته، مثلا لدى مشاهدته لفيلم رعب قد يصاب بالفزع ويبدأ بالصراخ فيخيف كل من حواليه. أي موقف مخيف في الحياة قد يضعه في هذا الموقف الذي، مع تقدم العمر سيكون محرجاً له.
- لن يتمكن طفلكِ من تقدير ذاته، سيشعر أنه غير قادر على إتخاذ القرار الصائب.
لا تعتقدي أن عزل طفلكِ في غرفة لوحده أو مقارنته بأطفال آخرين سيعلمه الرضوخ لكِ. هذا الأسلوب سيحطم قلبه وسيجعله ينظر إلى الحياة من ناحيتها السلبية. نعم، سيفكر طفلكِ أنه غير مرغوب به في المجتمع كيف لا وأهله يرفضوه. والأهم أن تهديداتكِ التي لا تنفذيها ستعمل فقط في المرة الأولى، وبعدها ستصبح غير فعالة بالنسبة لطفلكِ.
لذلك حاولي إعتماد أساليب ترتكز على المحبة.
اقرئي ايضاً: