الطريقة الأفضل لخسارة الوزن: انسي السعرات الحراريّة

الطريقة الأفضل لخسارة الوزن: انسي السعرات الحراريّة

محتويات

    قد تكون الطريقة التقليديّة، الطريقة الأسرع لخسارة الوزن: حرق السعرات الحراريّة بواسطة الحركة والرياضة، مقابل ما يدخل جسمنا من سعرات عبر الطعام، لتفادي تراكم الدهون. هذه طريقة ناجعة، وستجعلك تخسرين بعض الوزن، ولكن فقط على المدى القصير. ولكن، كلّ الحميات القائمة على التقليل من السعرات الحراريّة، مصيرها الفشل في النهاية، بحسب بحسب أخصائيي التغذية المتمرّسين، وبعض الدراسات العلميّة الحديثة والمعمّقة.

     

    في معظم الحالات، تصل الحميات القائمة على الحدّ من السعرات الحراريّة فقط، إلى نتيحة واحدة: استعادة الوزن من جديد. في حديث لمجلّة "تايم" الأميركيّة، يقول الطبيب المتخصّص بأمراض الغدد وأستاذ التغذية في جامعة هارفرد دايفد لودفيغ، إنّ معدّلات النجاح في علاج السمنة سيّئة جدّاً، بالرغم من كلّ الدراسات العلميّة في المجال، وبالرغم من العلاجات الكثيرة المنتشرة.

     

    في كتابه الصادر حديثاً "جوع دائم؟"، يناقش الطبيب لودفيغ الاعتقادات السائدة عن كون تناول القليل من الطعام، هو المفتاح الحقيقي لخسارة الوزن. يرى لودفيغ أنّه عندما نخفّف استهلاكنا للسعرات الحراريّة، يحاول الجسم أن "يدافع" عن نفسه، بطرق عدّة، أبرزها مضاعفة الاحساس بالجوع. فالجوع شعور بدائي جدّاً، وقويّ جدّاً، ومتجذّر في بنيتنا البيولوجيّة. لذا يمكننا تجاهل الجوع لأيّام أو أسابيع، أو خداعه من خلال شرب الماء، ولكن من الصعب تجاهله لوقت طويل، لأنّ الجسم سيتعامل مع الأمر كخطر كبير، أو كأنّه يواجه مجاعة حقيقيّة.

     

    عند الاحساس بالجوع على المدى الطويل، يخفّض الجسم تلقائيّاً معدّل الأيض، للحفاظ على طاقته، ما يعني أنّه يحرق سعرات حراريّة أقلّ، وبالتالي ستصير خسارة الوزن بطيئة أو مستحيلة. أبعد من ذلك، سيعطي الدماغ أمراً للجسم لتخزين أيّ سعرة حراريّة تصله، وتحويلها إلى دهون، وذلك ما يجب تفاديه في الأساس. لذلك، وبحسب كتاب لودفيغ، فإنّ الحميات التقليديّة تعمل عكس الجسم، وعكس حاجاته البيولوجيّة البدائيّة.

     

    ما هي الطريقة الأمثل لخسارة الوزن إذاً؟ بحسب لودفيغ، فإنّ الحلّ ليس بالكميّة، بل بنوعيّة الطعام الذي يدخل جسمنا. لذلك، يجب أن نبحث عن المصادر الصحيّة للدون مثل زيت الزيتون، والأجبان، والجوز، واللوز، والشوكولا السوداء. في المقابل، يجب الابتعاد أن الأطعمة التي تحفّز الجسم على تخزين الدهون مثل النشويات على أنواعها، خصوصاً رقائق البطاطا، والمعجنات، والحلويات. يمكن الاستعاضة عن كلّ ذلك بأطعمة تعطي الشعور بالشبع، مثل الحبوب، واللحوم، والفاكهة، والـأسماك، ويمكن تناولها على الوجبات بكميّات كافية لكي لا نشعر بالجوع خلال النهار.

     

    ماذا عن الرياضة إذاً؟ بحسب مجلّة "تايم"، تظهر الدراسات الحديثة أنّ الرياضة وحدها لن تكون كافية، إن لم تترافق مع تغيّرات فعليّة في النظام الغذائي. لكن الرياضة تبقى الداعم الحقيقي للجسم لكي يحافظ على لياقته، ونشاطه، وللحصول على صحّة متوازنة لفترة طويلة.

    scroll load icon