هل الرز يسمن أو يساهم في خسارة الوزن

هل الرز يسمن أو يساهم في خسارة الوزن

محتويات

هل الرز يسمن

يتوفر الرز في أكثر من 40 ألف صنف، وهو غذاء أساسي لأكثر من نصف سكان العالم. قررت باحثات من كلية جوشيشا للنساء للفنون الليبرالية فيكيوتو، اليابان، إلقاء نظرة على العلاقة بين استهلاك الرز وانخفاض مستويات السمنة للإجابة على سؤال حيّر كثيرين وهو "هل الرز يسمن"؟ ثمّ قدّمن النتائج المثيرة للاهتمام خلال المؤتر الأوروبي للسمنة في غلاسكو، المملكة المتحدة.

بعد أخذ بيانات من 136 دولة، وجدت الباحثات أنّ البلدان التي يتناول فيها الأشخاص 150 غرامًا من الرز يوميًا كانت معدلات السمنة أقل بكثير من البلدان التي تناول فيها المواطنون أقل من المتوسط العالمي (أي 14 غرامًا).

قدّرت الباحثات أنّ زيادة تناول 50 غرامًا من الرز يوميًا للفرد (أيّ ما يعادل ربع كوب) يمكن أن يخفف السمنة العالمية بنسبة 1%. ولكن مع 40 ألف صنف، هل الرز يسمن؟ أو هل تساعد كافة أنواع الرز في تقليم منطقة الخصر؟ الجواب المختصر هو أنّ بعض الأنواع تفعل ذلك، والبعض الآخر كلا.

 

أنواع مختلفة من السعرات الحرارية للرز

تختلف أنواع السعرات الحرارية باختلاف أنواع الرز. يوجد في أسفل السلسة الرز البري مع 166 سعرة حرارية لكلّ كوب. وفي أعلى السلسة هناك الرز الأبيض ذي الحبة القصيرة الذي يحتوي على 242 سعرة حرارية لكلّ كوب. يحتوي الرز البني والرز الأبيض ذي الحبة الطويلة على 128 و205 سعرة حرارية لكلّ كوب على التوالي.

 

إنّ السعرات الحرارية هي عامل أساسي في ما إذا كان الطعام يجعلك تزيدين الوزن. وهو ليس طعامًا واحدًا، ولكن إجمالي الطعام الذي تتناولينه في يوم واحد. إذا كنت تستهلكين سعرات حرارية أكثر مما تحرقين في اليوم، فسيزيد وزنك حكمًا.

 

تحتاج الأنثى البالغة والمتوسطة النشاط إلى حوالى 2000 سعرة حرارية في اليوم. حجم الحصة الموصى به من الحبوب هو نصف كوب مطبوخ. سيوفر هذا الجزء من الرز البري حوالى 4% فقط من السعرات الحرارية لليوم على نظام غذائي يحتوي على 2000 سعرة حرارية، ونصف كوب من الرز الأبيض قصير الحبة سيوفر 6% من السعرات الحرارية اليومية.

 

في حين أنّ هذه السعرات الحرارية ليست مفرطة من طلقاء نفسها، فإنّ الناس لا يلتزمون في الغالب بأحجام الحصة الموصى بها وينتهي بهم المطاف بتناول المزيد من السعرات الحرارية من الرز. أي سعرة حرارية تأكلينها زائدة عمّا يحتاجه جسمك ستتحوّل إلى دهون وتتسبب في زيادة الوزن.

 

مصدر غني بالكربوهيدرات

إجمالًا يحتوي كوب الرز حوالى 80 إلى 90% من الكربوهيدرات، وهي المصدر الرئيسي للطاقة في الجسم. يوفر الرز البري 15.5 غرامًا من الكربوهيدرات لكلّ نصف كوب، بينما يوفر الرز الأبيض قصير الحبة ما يقارب 27 غرامًا. إنّ الكمية اليومية الموصى بها من الكربوهيدرات هي 45 إلى 65% من إجمالي السعرات الحرارية. إذا كنت تستهلكين ما معدله 2000 سعرة حرارية يوميًا، فهذا يعني حوالى 900 إلى 1300 سعرة حرارية من الكربوهيدرات، أو 225 إلى 325 غرامًا من الكربوهيدرات يوميًا.

 

يوفر نصف كوب من الرز الأبيض 70 سعرة حرارية، أو ما بين 5 و8% من احتياجاتك اليومية من الكربوهيدرات؛ نصف كوب من الرز الأبيض قصير الحبة يوفر 108 كربوهيدرات من السعرات الحرارية، أو ما بين 8 و12% من التوصية اليومية بالكربوهديرات.

 

ليست كلّ الكربوهيدرات متساوية

نصف كوب من الرز – بافتراض أنك تلتزمين بهذه الكمية – يتناسب مع التوصية اليومية. ومع ذلك، لا يعالج الجسم كافة الكربوهيدرات بنفس الطريقة، وقد يكون لبعض الكربوهيدرات تأثيرًا أكبر على فكرة هل الرز يسمن أو لا. يتعلّق الأمر بنوع الرز، وكذلك بكيفية معالجته.

 

رز الحبة الطويلة، مثل الرز البني طويل الحبة والرز البري، غير معالج. يحتوي على النخالة والجراثيم والسويداء. تمّ تكرير الرز الأبيض من أيّ نوع، مما يعني إزالة النخالة والجراثيم – بالإضافة إلى عدد من الفيتامينات والمعادن. ومع ذلك، توّفرالنخالة والجراثيم جزءًا كبيرًا من الألياف الغذائية، وهو نوع من الكربوهيدرات يؤثر على الهضم وهو مفتاح للصحة الجيدة.

 

مؤشر نسبة السكر في الدم

يستخدم مؤشر نسبة السكر في الدم لقياس مدى تأثير طعام معين على نسبة السكر في الدم بعد إستهلاكه. عادةً ما يتم هضم الأطعمة التي تحتوي على ألياف أقل بسرعة أكبر. يكسر الجسم الكربوهيدرات إلى أصغر جزيئاتها – السكريات – التي يتم امتصاصها على الفور في مجرى الدم. تبطئ الألياف هذه العملية، بحيث تدخل السكريات إلى مجرى الدم ببطء أكثر؛ بدلاً من الإندفاع السريع، ستحصلين على تيار ثابت من الطاقة على مدار بضع ساعات.

 

كلما ارتفع تصنيف مؤشر نسبة السكر في الدم، كلما زاد الطعام بسرعة وبشكل درامي نسبة السكر في الدم. لمعلوماتك، يحتوي السكر الأبيض على مؤشر نسبة السكر في الدم 100. مع ما يقرب من 2 غرام من الألياف لكلّ نصف كوب، الرز البني الكامل يملك مؤشر نسبة السكر في الدم حوالى 48. والرز الأبيض قصير الحبة لا يحتوي على الألياف ولديه تصنيف 76 نسبة السكر في الدم. أيّ طعام يحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم أكثر من 70 يعتبر من الأطعمة ذات مؤشر نسبة السكر في الدم مرتفع.

 

مشكلة الكربوهيدرات التي يتم هضمها وامتصاصها بسرعة كبيرة هي أنّها يمكن أن تُسبب إنخفاضات سكر الدم التي تؤدي إلى التعب والتغيرات المزاجية وشهية الطعام، وفقًا لتحليل عام 2015 في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية. بعد تناول كربوهيدرات بسيطة، مثل الرزالأبيض - قد تشعرين بالجوع بسرعة مرة أخرى، وقد يتوق جسمك للحصول على كربوهيدرات أكثر بساطة. هذا لا يساعدك على التحكم بشهيتك والحفاظ على وزنك.

 

تساعدك الحبوب الكاملة – مثل الرز البني والبري غير المكرر- على الشعور بالشبع لفترة أطول. كما تساعدك قيمة الشبع العالية على الحدّ من تناول السعرات الحرارية حتى تتمكني من الحفاظ على توازن السعرات الحرارية ومنع الرز من زيادة الوزن.

 

تناولي الرز بمسؤولية

إن كنت تسألين نفسك هل الرز يسمن، فنقول لك تناولي هذا الطعام بمسؤولية! للحفاظ على وزنك – ومستويات السكر في الدم – تجنبي الرز الأبيض المكرر قدر الإمكان. بدلاً من ذلك، إختاري أصناف الرز البني الغامق أو البري أو الأسود، والتزمي بنصف كوب. إذا كنت تأكلين الرز الأبيض، تناوليه مع الخضار، جربي مثلاً طريقة الأرز الصيني بالخضار، أو مصدر آخر للألياف، بالإضافة إلى البروتين كتحضير وصفة دجاج بالأرز، وكلاهما يمكن يساعدا في تخفيف آثار الرز الأبيض على سكر الدم ويساعدك على الشعور بالشبع لفترة أطول.

 

اقرئي أيضًا: هل زيت الزيتون يسمن أم لا

scroll load icon