تساقط الشعر ليس دائمًا بسبب الضعف.. الأسباب الهرمونية والنفسية التي لا تتوقعينها

هل لاحظتِ مؤخرًا أن شعركِ يتساقط بغزارة؟ أو أن خصلاتكِ لم تعد كما كانت من قبل؟ لا تقلقي، فالأمر لا يعني بالضرورة ضعف شعركِ أو سوء تغذيتكِ، فالتساقط قد يكون في أحيان كثيرة انعكاسًا لتغيرات أعمق في جسمكِ أو حالتكِ النفسية. من الهرمونات التي تضطرب دون أن نشعر، إلى الضغوط اليومية التي تثقلنا، كلها عوامل خفية قد تجعل شعركِ يصرخ طلبًا للراحة.

يكشف لكِ "يومياتي" الأسباب الهرمونية والنفسية التي تقف وراء تساقط الشعر، وكيف يمكنكِ التعامل معها بحكمة قبل أن تتحول إلى أزمة جمالية تؤثر على ثقتك بنفسك.

 

الشعر مرآة لصحتكِ الداخلية

الشعر ليس مجرد زينة، بل مؤشر دقيق يعكس توازن جسمكِ وصحتكِ النفسية والهرمونية. فكل شعرة تمر بدورة نمو طبيعية تتضمن مرحلة النمو، ثم الراحة، ثم التساقط. نحو 90% من شعركِ يكون في طور النمو، بينما تدخل النسبة المتبقية في مرحلة الراحة قبل أن تتساقط بشكل طبيعي. لكن حين يختل هذا التوازن، ويزداد التساقط عن المعدل الطبيعي (50 إلى 100 شعرة يوميًا)، فهنا تبدأ الإشارات التحذيرية.

 

عندما تكون الهرمونات السبب الخفي

الهرمونات هي المتحكم الخفي في جمال شعركِ. أي اضطراب في نسبها ينعكس فورًا على كثافته ولمعانه. ومن أبرز الأسباب الهرمونية التي تؤدي إلى تساقط الشعر:

 

1. اضطرابات الغدة الدرقية

سواء كانت الغدة تعمل ببطء أو بنشاط زائد، فالنتيجة واحدة: اضطراب في نمو الشعر. وقد تلاحظين تساقطًا منتشرًا على كامل فروة الرأس وليس في مناطق محددة، وهو ما يحدث كثيرًا لدى النساء في منتصف العمر.

 

2. الحمل والولادة

بعد الولادة، تمرين بتقلب هرموني كبير يؤدي لتساقط ملحوظ، خاصة مع انخفاض هرمون الإستروجين. ورغم أنه تساقط مؤقت، إلا أن مظهره قد يسبب لكِ القلق. لا تقلقي، فالشعر غالبًا ما يعود لطبيعته خلال أشهر قليلة.

 

3. سن اليأس وتراجع الإستروجين

انخفاض الإستروجين بعد انقطاع الطمث لا يؤثر فقط على المزاج والجلد، بل ينعكس أيضًا على الشعر الذي يفقد كثافته ويصبح أضعف، نتيجة لتغلب الهرمونات الذكرية.

 

4. متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

هذا الاضطراب الهرموني الشائع بين النساء في سن الإنجاب يؤدي إلى ارتفاع هرمونات الذكورة، ما يسبب زيادة الشعر في الوجه والجسم، في حين يتساقط شعر الرأس تدريجيًا.

 

5. اضطرابات الغدة  النخامية

أحيانًا يكون السبب في فرط إفراز هرمون التستوستيرون هو مشكلة في الغدة الكظرية أو النخامية، ما يؤدي لتساقط الشعر في مقدمة الرأس أو أعلى الجبهة، وهي مناطق تتأثر سريعًا بتغير الهرمونات.

 

الحالة النفسية وتأثيرها على الشعر

الشعر يشعر بما تشعرين به! التوتر والقلق والحزن ليست مجرد مشاعر، بل حالات جسدية حقيقية تُحدث خللاً في دورة نمو الشعر.

 

تساقط الشعر الكربي (Telogen Effluvium)

وهو أحد أكثر الأنواع شيوعًا بين النساء، يحدث عادة بعد التعرض لضغط نفسي كبير أو صدمة عاطفية أو حتى مرض قوي. في هذه الحالة، تدخل نسبة كبيرة من بصيلات الشعر مرحلة الراحة في وقت واحد، مما يؤدي لتساقط كثيف بعد شهرين إلى ثلاثة من الحدث المسبب.

الخبر الجيد أن هذا النوع مؤقت، وغالبًا ما يتوقف بعد عدة أشهر عندما يستعيد الجسم توازنه. لكن إذا استمر لأكثر من ستة أشهر، فقد يحتاج إلى تدخل غذائي أو علاجي بسيط.

 

الفرق بين التساقط الطبيعي والمرضي

من الطبيعي أن تفقدي ما يصل إلى 100 شعرة يوميًا. لكن إذا لاحظتِ كتلًا من الشعر في الفرشاة أو الوسادة، أو بدأتِ تشعرين بفراغات ظاهرة، فهنا ينبغي الانتباه.

علامات التساقط المَرَضي قد تشمل:

فقدان شعر الحاجبين أو الرموش.

هشاشة الأظافر والشعور بالتعب العام.

طفح جلدي أو ألم في المفاصل.

خمول، أو زيادة في الوزن دون سبب واضح.

كلها مؤشرات على أن الجسم يرسل نداء استغاثة، وأن السبب أعمق من مجرد “ضعف في الشعر”.

 

تغذيتكِ سر القوة

الشعر يحتاج إلى تغذية متوازنة مثل أي عضو آخر. نقص الحديد أو الزنك أو فيتامين B12 من أكثر الأسباب شيوعًا لتساقط الشعر عند النساء، خصوصًا مع الحميات القاسية أو فترات الدورة الشهرية الطويلة.

احرصي على تناول أطعمة غنية بالبروتين (كالبيض والعدس والسمك)، والخضروات الورقية، والمكسرات التي تحتوي على أحماض دهنية تعزز نمو الشعر.

 

لا تهملي فحوصاتكِ

حتى دون ظهور أعراض واضحة، يمكن أن تساعد الفحوص البسيطة على تحديد سبب التساقط بدقة. أهمها:

تحليل صورة الدم الكاملة (CBC) للكشف عن الأنيميا.

فحص الحديد والفيريتين لقياس مخزون الحديد في الجسم.

تحليل الغدة الدرقية (TSH وT4) للتأكد من انتظامها.

اختبار هرمونات الإستروجين والتستوستيرون والبروجسترون في حالة الاشتباه بخلل هرموني.

 

كيف تتعاملين مع تساقط الشعر؟

الوقاية دائمًا خير من العلاج. وهذه بعض النصائح التي تساعدك على الحد من التساقط واستعادة حيوية شعرك:

استخدمي منتجات لطيفة خالية من الكبريتات والكحول.

ابتعدي عن الماء الساخن أثناء الاستحمام.

دلّكي فروة رأسك يوميًا لتحفيز الدورة الدموية.

تجنبي تسريحات الشد القوي للشعر أو المكواة المتكررة.

احرصي على فترات نوم كافية وغذاء متوازن.

وإن كان التساقط ناتجًا عن اضطراب هرموني، فالعلاج يبدأ من تنظيم الهرمونات أولًا قبل اللجوء لأي منتجات أو وصفات تجميلية.

scroll load icon