تضخم الكلى عند الأطفال
أضف إلى قائمتيمحتويات
في الفترة الأخيرة, أضحى اكتشاف الأمراض التي تتعلّق بالكلى عند الأطفال أكثر سهولة ووضوحاً حتّى أثناء الحمل بفضل اختبارات الموجات فوق الصوتية وخلافها من الفحوصات الدقيقة. من بينها, يبرز تضخم الكلى عند الأطفال ليكون خفيفاً لدى البعض, معتدلاً ومتقدّماً لدى البعض الآخر. لنتعرّف في هذا المقال على أسباب تضخم الكلى عند الأطفال, أعراضه وطرائق العلاج المتوافرة.
ما هو دور المسالك البوليّة ؟
الوظيفة الأساسية التي تعنى بها المسالك البوليّة هي إزالة الفضلات والسوائل التي لا يحتاجها الجسم إلى الخارج. فيما يتكوّن هذا الجهاز من 4 أجزاء هي : الكلى, الحالب, المثانة والإحليل, يتشكّل البول حين يتم تصفية الدم والتخلّص من الفضلات والسوائل الأخرى عن طريق الكلى.
يتجمّع البول في منطقة في الكلى تدعى " الحوض الكلوي " ومنها إلى المثانة عبر أنبوب ضيّق يسمّى الحالب. رويداً رويداً, تمتلئ المثانة بالبول ويتمّ إخلاؤها عن طريق أنبوب آخر هو الإحليل للخروج أخيراً إلى خارج الجسم.
أثناء الحمل, يسبح الجنين في السائل الأمنيوسي داخل رحم المرأة . هذا السائل عمليّاً يتألّف غالباً من البول الذي تصنعه المجاري البولية الخاصّة بالجنين. ما لم يتمّ إنتاج كمّية كافية وسليمة من البول, قد لا يكون هناك ما يكفي من السائل الامنيوسي للإحاطة بالطفل. فكيف اعرف أن ماء الجنين ناقص؟الأسباب :
يعاني الأطفال من التضخم في كلية واحدة أو كليهما حين تكون متمدّدة أو ممتلئة بشكل غير طبيعي بالبول. يتم تشخيص هذه المشكلة الصحّية مبكّراً قبل الولادة ويشفى منها ما لا يقل عن 50% من الحالات بصورة تلقائية مع التقدّم بالعمر. أمّا أسبابها فتتلخّص بما يلي :
1- الجزر المثاني الحالبي : Vesicoureteral reflux
يعتبر ارتجاع البول من المثانة إلى الكلى السبب الأساسي لظهور التضخّم. فالاتجاه الطبيعي لانتقال البول يتمثّل بالسفر من الكلى إلى المثانة.
2- انسداد في :
- مكان التقاء الكلية بالحالب .
- مكان التقاء الحالب بالمثانة .
- داخل مجرى البول وهو الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة إلى خارج الجسم ، موجود عند الذكور فقط.
- التعلق غير الصحيح للحالب بالمثانة كأن يكون الحالب خارج الرحم .
3- موه الكلية :
لم يتوصّل بعد الأطباء إلى سبب واضح له وعادة ما يزول من تلقاء نفسه قبل الولادة أو بعدها.
يمكن لكل هذه المشكلات أن تؤدّي إلى تورّم الكلى وتليّف على المدى الطويل.
أعراض تضخم الكلى عند الأطفال
نادراً ما يظهر الأطفال حديثي الولادة أعراضاً مرتبطة بتضخم الكلى. أمّا الأطفال الأكبر سنّاً, فيعانون من:
- وجع جانبي أو على مستوى البطن.
- دم في البول.
قد يعاني بعض الأطفال من التهابات المسالك البولية التي تترافق وما يلي من المظاهر :
- حاجة ملحّة دائمة إلى التبوّل.
- وجع في الجزء الأدنى من البطن خلال التبوّل.
- دم في البول أو بول عكر.
- وجع في الظهر أو أحد الجانبين.
- حمّى.
- استفراغ.
تشخيص تضخم الكلى عند الأطفال
يمكن اكتشاف تضخم الكلى عند الأطفال عن طريق فحص الموجات فوق الصوتية الروتيني خلال الثلث الثاني من الحمل. بعد الولادة, يطلب الطبيب المزيد من التحاليل لتأكيد حالة التضخّم , على سبيل المثال :
- اختبار الموجات فوق الصوتية الخاص بالكلى : لتقييم وظائف الكلى وما إذا كان تصريف البول يحدث بشكل طبيعي ومناسب. يتم اللجوء إلى هذا الاختبار في حالة التهاب المسالك البولية.
- الأشعة السنية للمثانة : للتحقّق من الجزر المثاني الحالبي .
العلاجات
على الرغم من أنّ الحالات الطفيفة تختفي آثارها تلقائياً دون تدخّل طبّي أو مشكلات صحّية خطرة , إلّا أنه ثمة 4 خيارات متوافرة لعلاج تضخّم الكلى لدى الأطفال وهي تختلف بحسب حدّة وتقدّم الحالة المرضيّة :
- المراقبة والمتابعة عن كثب : للحالات الخفيفة والمعتدلة الخطورة وتتضمّن اختبارات الموجات فوق الصوتية قبل وبعد الولادة.
- المضادات الحيويّة : تعطى للطفل حديث الولادة لتجنّب حدوث التهاب في حال كان أكثر عرضة له.
- الجراحة : هذا الحلّ مناسب للحالات الأكثر خطورة حيث يتم إصلاح أي انسداد في المجاري البولية.
- الجراحة قبل الولادة : وذلك لوضع أنبوب تصريف في مثانة الطفل في أكثر الحالات شدّة.
يذكر أنّه لا يجوز الاستخفاف بالحالات الصعبة أو التي تزيد صعوبة مع مرور الوقت, ويقع الاهتمام الأكبر على كيفية متابعتها عن قرب من جهة. ومن جهة أخرى, يستعان بالعلاجات الموجودة لتجنّب المشكلات الصحّيّة على المدى البعيد.
إقرئي أيضاً :
