ترند الماتشا يجتاح العالم... هل حقاً هو مشروب صحي؟

الماتشا

خلال تصفّحك مواقع التواصل الاجتماعي، لعلّك شاهدت إعلاناً أو فيديو لمشروب أخضر، يعرض فوائده، ويقدَّم ربما كبديل للقهوة، تحت إسم "الماتشا".

فما هي الماتشا؟ ما هي فوائدها؟ كيف يتم إعدادها؟ وهل حقاً هي بديل صحّي عن القهوة؟

 

تاريخ الماتشا

يعود تاريخ الماتشا إلى الصين القديمة، حيث كان يُستخدم في الطقوس البوذية. في القرن الـ12، نُقلت بذور الشاي وطرق صنع الماتشا إلى اليابان بواسطة الرهبان البوذيين. في اليابان، تطورت طقوس تحضير وتناول الماتشا وأصبحت جزءًا من ثقافة الشاي اليابانية. اليوم، يُعتبر الماتشا جزءًا مهمًا من التقاليد اليابانية ويُستخدم في مختلف المناسبات والطقوس، بالإضافة إلى كونه مشروبًا شائعًا للصحة والطاقة.

 

طقوس تحضير الماتشا في اليابان

إنّ طقوس تحضير الماتشا في اليابان، المعروفة باسم "الشانويو" أو "طقوس الشاي"، هي عملية متقنة تعكس الجمالية والفلسفة اليابانية. تتضمن الخطوات التالية:

أولاً تنظيف أدوات الشاي بعناية قبل البدء. ثمّ يُسخّن الماء إلى درجة حرارة محددة. يُوضع مسحوق الماتشا في وعاء الشاي باستخدام ملعقة خاصة. يُضاف الماء الساخن إلى الماتشا. وباستخدام مخفقة من الخيزران، يُخفق المزيج حتى يصبح رغويًا. ويُقدم الشاي للضيوف بطريقة محددة ومهذبة.

هذه الطقوس لها دلالات رمزية وتعكس قيم مثل الاحترام، النقاء، والهدوء.

 

كيف تختارين الماتشا؟

في الأسواق أنواع وأسماء عديدة للماتشا. بعضها يتمتع بلون أخضر داكن، وبعضها الآخر لونه أخضر فاتح وأحياناً يميل الى الرمادي. فكيف تختارين نوع ماتشا ذات جودة عالية وذات فوائد عالية؟

أنصحك بالبحث عن الماتشا الذي يتميز بلونه الأخضر النابض بالحياة وملمسه الناعم ورائحته القوية. يجب أن تكون أوراق الشاي المستخدمة في الماتشا مزروعة في الظل ومطحونة بالحجر لإنتاج مسحوق ناعم. لذا تأكدي من التحقق من جودة الماتشا قبل الشراء لضمان حصولك على أفضل المنتجات.

 

فوائد الماتشا

بعد الحديث عن تاريخ الماتشا لعلّك تتساءلين عن فوائد هذه النبتة. شاي الماتشا يعزّز الطاقة واليقظة بسبب محتواه من الكافيين والثيانين. ياعد على التركيز وتقوية الذاكرة بسبب احتوائه على مادة الثيانين التي تساعد على الاسترخاء من دون الشعور بالنعاس. يعزز عملية الأيض وبالتالي يمكن أن يساعد في حرق الدهون. يحتوي على مضادات الأكسدة، وأبرزها مادة الكاتشينات، وهي مضادات أكسدة تساعد في مكافحة الجذور الحرة. كما يفيد صحة القلب من خلال مساهمته في خفض مستويات الكولسترول وضغط الدم.

 

"ترند" الماتشا

أصبح الماتشا ترند لأسباب عدة، أهمها بما يتمتع به من فوائد صحية. فالاهتمام المتزايد بالصحة والعافية جعل الناس يبحثون عن مشروبات بديلة للقهوة تحتوي على مضادات الأكسدة وتعزز الطاقة، الماتشا هو خيارهم المفضل.

كما أن استخدام الماتشا في البرامج التلفزيونية، والأفلام، ومن قبل المشاهير ساهم في زيادة شعبيته. بالإضافة الى استخدام الماتشا في مجموعة متنوعة من المنتجات مثل الآيس كريم، والحلويات، والمشروبات.

ناهيك عن لون الماتشا الأخضر الفريد وطقوس تحضيره تجذب الانتباه وتخلق تجارب ممتعة.

كل هذه العوامل ساهمت في جعل الماتشا شائعًا على نطاق واسع.

 

كمية الماتشا التي يمكن تناولها

الجرعة الموصى بها من الماتشا يمكن أن تختلف حسب الفرد والغرض من الاستهلاك. بشكل عام، يُنصح بتناول ما بين نصف إلى ملعقتين صغيرتين، أي 1-4 غرامات، من مسحوق الماتشا يوميًا. هذه الكمية كافية للحصول على فوائده الصحية من دون الإفراط في تناول الكافيين. من المهم ألا تتجاوز هذه الكمية، خاصة إذا كنت حساسًا للكافيين أو لديك قيود صحية أخرى.

 

أفضل وقت لتناول الماتشا

يعتمد أفضل وقت لتناول الماتشا على الأهداف الشخصية والروتين اليومي. بعض الناس يفضلون تناوله في الصباح للاستفادة من تأثيره المنشط وتعزيز التركيز خلال اليوم. البعض الآخر قد يختار تناوله قبل التمرين لزيادة مستويات الطاقة. ومن المهم تجنب تناول الماتشا قبل النوم مباشرةً بسبب محتواه من الكافيين.

 

هل الماتشا بديل القهوة؟

يمكن اعتبار الماتشا بديلًا للقهوة لأسباب عدة، أبرزها احتوائه على الكافيين، ولكن بكميات أقل مقارنة بالقهوة، مما يوفر طاقة مستدامة دون التأثيرات الجانبية مثل القلق أو التوتر.

بالإضافة الى غنى الماتشا بالأحماض الأمينية L-Theanine التي تعزز الاسترخاء وتحسن التركيز واليقظة الذهنية.

وكما ذكرنا، تحتوي الماتشا على مستويات عالية من مضادات الأكسدة التي تعود بالفائدة على الصحة العامة.

بفضل هذه الخصائص، يختار الكثير من الأشخاص الماتشا كبديل صحي للقهوة.

scroll load icon