ما هي أسباب ألم اليد اليسرى
أضف إلى قائمتيغالبًا ما تكون الأوجاع والآلام الصغيرة في الذراع اليسرى جزءًا طبيعيًا من الشيخوخة. ومع ذلك، قد يكون ألم الذراع الأيسر المفاجئ أو غير المعتاد علامة على مشكلة طبيّة أكثر خطورة. قد يكون أحد أعراض الإصابة التي تحتاج إلى علاج، أو في أسوأ الحالات، تأثير النوبة القلبية. فما هي أسباب ألم اليد اليسرى؟
إنّ إدراك أسباب ألم اليد اليسرى والخصائص المحتملة يمكن أن يساعد الشخص على التعرّف على ردّ فعل الجسم وتحديد متى يكون من الضروري إلتماس العناية الطبيّة.
في هذه المقالة سنشرح أسباب ألم الذراع اليسرى المحتملة. لكلّ من هذه الأسباب، سنصف الأعراض الأخرى التي يمكن أن تساعد الشخص على تحديد المشكلة الأساسية.
أسباب ألم اليد اليسرى
يعود الم اليد اليسرى إلى الأسباب التالية:
النوبة القلبية
تحدث النوبة القلبية عندما يتضرر جزء من عضلة القلب أو يتوقف عن العمل تمامًا بسبب نقص الأكسجين. تحدث معظم النوبات القلبية نتيجة تضيق الشرايين التاجية. تضيق الشرايين بسبب تراكم الترسبات. إذا إنفصلت قطعة من اللويحة عن جدار الشريان، يمكن أن تقطع تدفق الدم الغني بالأكسجين إلى القلب، مما قد يسبب نوبة قلبية.
يُعدّ ألم الذراع اليسرى أحد أكثر أعراض النوبة القلبية شيوعًا. ترسل الأعصاب التي تتفرّع من القلب وتلك القادمة من الذراع إشارات إلى خلايا الدماغ نفسها. نتيجة لذلك، لا يستطيع الدماغ عزل مصدر الألم.
تشرح هذه الظاهرة، المُسمّاة بالألم الرجعي، لماذا قد يشعر الشخص المُصاب بنوبة قلبية بألم في الذراع دون الشعور بألم في الصدر.
تنصح جمعية القلب الأمريكية بزيارة الطوارئ إذا تفاقم ألم الذراع الأيسر المفاجئ خلال بضع دقائق أو حدث جنبًا إلى جنب مع أيّ من الأعراض التالية:
- شعور بعدم الراحة في مركز الصدر يستمر لأكثر من بضع دقائق أو يزول ثمّ يعود.
- ألم أو تنميل أو إنزعاج غير عادي في الظهر أو الرقبة أو الفك أو أسفل البطن.
- ضيق التنفس مع أو بدون ألم في الصدر.
- عسر هضم.
- غثيان أو قيء.
- دوار.
- تعرّق بارد مُفاجئ أو إحمرار.
يُعدّ عدم الراحة في الصدر أكثر أعراض النوبات القلبية شيوعًا لدى الرجال والنساء. يأخذ شكل الضغط، والشدّ، والامتلاء، والحرق، أو الألم التدريجي.
ومع ذلك، فإنّ النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بأعراض أخرى عند الإصابة بنوبة قلبية، مثل ضيق التنفس والغثيان. قد ينسبون هذه الأعراض بشكل غير صحيح إلى فيروس أو عسر الهضم أو التوتر.
إذا عانى الشخص من أيّ مزيج مفاجئ من الغثيان والقيء وضيق التنفس أو الألم في أسفل البطن أو الظهر أو الفك، فعليه إلتماس العناية الطبيّة على الفور. تفقدي بالتفصيل ما هي أعراض النوبة القلبية.
الذبحة
يشعر الأشخاص الذين يعانون من الذبحة الصدرية بعدم الراحة أو الألم نتيجة حصول القلب على كمية أكسجين أقل مما يحتاجه. إلى جانب ألم الذراع الأيسر، قد تحدث الأعراض في الكتفَين أو الرقبة أو الظهر أو الفك. قد تشعرين أيضًا بالذبحة الصدريّة مثل عسر الهضم.
الذبحة الصدرية ليست نوبة قلبية. ومع ذلك، فهي علامة على وجود مشكلة في القلب. غالبًا ما تكون الشرايين التاجية المسدودة أو الضيقة هي سبب الذبحة الصدرية.
هناك نوعان رئيسيان من هذه الحالة:
أ) الذبحة الصدرية المستقرة:
الذبحة الصدرية المستقرة هي نوع من الذبحة الصدرية يمكن التنبؤ بها ويمكن التحكم فيها. تحدث باستمرار لمدّة شهرين على الأقل وفقط خلال أوقات الجهد البدني أو التوتر العاطفي.
تضع هذه الظروف ضغطًا إضافيًا على القلب، مما يعني أنه يحتاج إلى أكسجين أكثر مما تسمح به الشرايين الضيقة. الراحة يمكن أن تساعد الشخص في علاج الذبحة الصدرية المستقرة. إذا لزم الأمر، قد يصف الطبيب دواءً لتهدئة الشرايين يُسمّى النتروجليسرين.
ب) الذبحة الصدرية غير المستقرة:
هذا النوع من الذبحة الصدرية لا يمكن التنبؤ به وأكثر خطورة. يمكن أن يحدث حتى عندما يكون الشخص مستريحًا، مما يعني أنّ القلب لا يحصل باستمرار على كمية كافية من الأكسجين.
تُشير الذبحة الصدرية غير المستقرة إلى أنّ الشخص مُعرّض لخطر الإصابة بنوبة قلبية. يجب على الطبيب المُختص تقييم الأشخاص المُصابين بالذبحة الصدرية غير المستقرة في غرفة الطوارئ.
إصابة الهيكل العظمي العضلي
ربما لا يكون ألم الذراع اليسرى نتيجة لمشاكل في القلب إذا كان الشخص له الخصائص التالية:
- الألم له خاصية "الطعن" ويستمر بضع ثوانٍ فقط في كلّ مرة.
- الحركة أو اللمس يُسببان الألم.
- يحدث الألم فقط عبر منطقة صغيرة من الذراع.
- إستمرار الشعور بعدم الراحة دون أعراض أخرى لساعات أو أيام.
بدلاً من ذلك، يمكن أن يكون الإنزعاج من أعراض إصابة العظام أو الأنسجة في الذراع أو الكتف أو الكوع.
ومع ذلك، حتى مع الفهم الجيد لهذه الحالات الهيكلية العضلية المحتملة، قد يكون من الصعب معرفة ما إذا كان ألم الذراع الأيسر يحدث بسبب إصابة أو نوبة قلبية. تتداخل أيضًا عوامل خطر معينة لكليهما، مثل العمر والأنشطة البدنية.
لهذه الأسباب، من المهم عدم محاولة التشخيص الذاتي للإصابة أو إستبعاد مشكلة في القلب دون مساعدة طبيّة.
تشكل حالات الهيكل العظمي العضلي الشائعة التي قد تُسبب ألم الذراع ما يلي:
أ) إلتهاب كيسي:
الجراب عبارة عن كيس مملوء بالسوائل يعمل بمثابة وسادة بين العظم والأنسجة الرخوة المحيطة به. إلتهاب الكيس الزلالي هو إلتهاب الجراب.
قد يكون ألم الذراع اليسرى من أعراض إلتهاب كيسي الكتف، والذي ينتج عادة ً عن الإفراط في استخدام هذا المفصل. إذا تعرّض الجراب لصدمة مباشرة ً أو أُصيب بالعدوى، فقد يساهم ذلك أيضًا في ألم الذراع الأيسر.
ب) إلتهاب الأوتار:
إلتهاب الأوتار هو إلتهاب النسيج الضام بين العضلات والعظام. يتطوّر إلتهاب الأوتار غالبًا بسبب الاستخدام المُتكرر للمفاصل. لهذا السبب، غالبًا ما يُصاب لاعبو التنس والسباحون والموسيقيون بإلتهاب الأوتار.
يمكن أن يكون إلتهاب الأوتار في الكتف أو الكوع سببًا لألم الذراع اليسرى.
ج) الكفّة المُدوّرة:
الكفّة المدوّرة هي مجموعة من العضلات والأوتار التي تثبت الكتف في تجويفها وتساعد الشخص على تدوير الذراع ورفع الأشياء.
يمكن أن يكون التمزق في الأنسجة الرخوة للكفّة المدوّرة مؤلمًا للغاية. عادة ً ما ينتج عن الإفراط في الكتف أو الصدمة المباشرة. تؤدي الشيخوخة أيضًا إلى تدهور أنسجة الكتف، مما قد يزيد من خطر حدوث تمزق.
د) القرص الغضروفي:
عندما يتمزق أحد أقراص التخميد بين فقرات العمود الفقري، فإنّه يبرز بين عظام العمود الفقري ويدفع ضدّ الأعصاب المحيطة.
إذا ضغط القرص على الأعصاب التي تخدم الذراع، فقد يشعر الشخص بألم في الذراع أو تنميل أو ضعف. قد تشبه هذه الأعراض أعراض النوبة القلبية، لكن السبب مختلف.
السبب الشائع لفتق القرص هو الرفع الثقيل أو المُتكرر.
هـ) الكسر:
قد يكون ألم الذراع أيضًا أحد أعراض كسر العظم غير المكتشف.
علاج ألم اليد اليسرى
على الرغم من أنّ إصابات الذراع والكتف قد لا تكون مهددة للحياة، إلّا أنه لا يزال من المهم طلب التقييم الطبي من الطبيب. يمكن أن يساعد العلاج المبكر في شفاء الأنسجة أو العظام ومنع حدوث المزيد من الضرر.
ومع ذلك، فإنّ أهم عامل في العلاج المبكر لألم الذراع اليسرى هو إستبعاد الإصابة بنوبة قلبية.
إذا قرر أطباء الطوارئ أنّ ألم الذراع هو أحد أعراض النوبة القلبية أو إنسداد الشرايين، فسيتصرفون على الفور. أولاً، من المرجح أن يقوموا بإجراء مخطط كهربية القلب، وفحص الدم، والأشعة السينية للصدر، وربما تصوير الأوعية المقطعي المحسوب.
قد يستخدم الطبيب أيضًا إجراء تصوير يُسمّى قسطرة القلب. يسمح هذا الاختبار للأطباء بتقييم مدى الإنسداد عن طريق حقن صبغة في الشرايين.
بناءً على نتائج هذا الاختبار، قد يختار الأطباء العلاج غير الجراحي. على سبيل المثال، قد يصفون دواءً لتفتيت جلطات الدم.
قد تتطلّب الانسدادات الشديدة إجراء جراحة. هناك عدد من إجراءات القلب المختلفة، والعوامل التي تدخل في اختيار أنسبها معقدة. تتضمن بعض الخيارات المحتملة لاستعادة تدفق الدم إلى القلب ما يلي:
- زرع الدعامة: يقوم الجراح بإدخال أنبوب شبكي في الشريان الضيق لتوسيع الوعاء وتعزيز تدفق الدم. يُسمّى هذا الأنبوب الدعامة.
- القسطرة: يقوم الجراح بنفخ بالون صغير داخل الشريان المسدود، ويُعيد فتحه للسماح بتدفق الدم. قد يعلق أيضًا دعامة على البالون لتثبيته في مكانه.
- جراحة المجازة: يستخدم الجراح قسمًا صحيًا من الأوعية الدموية لتحويل تدفق الدم حول الإنسداد.
إذا تعرّض الشخص لنوبة قلبية أو ذبحة صدرية، فيجب عليه إجراء تغييرات في نمط الحياة لتجنب تكرارها. قد تشمل هذه:
- الإقلاع عن التدخين. للإقلاع عن التدخين جرّبي هذه الوصفات.
- الوصول إلى وزن صحي.
- بدء نظام التمرين.
- إتباع نظام غذائي صحي يشمل الكثير من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة واللحوم الخالية من الدهون، وكذلك منتجات الألبان قليلة الدسم.
قد يصف الأطباء أيضًا أدوية لخفض الكوليسترول أو منع تجلط الدم أو خفض ضغط الدم.
في حين أنّ ألم الذراع الأيسر ليس دائمًا علامة على نوبة قلبية أو ذبحة صدرية، فهذه هي أخطر أسباب هذا العارض. من الضروري إلتماس العناية الطبية الفورية إذا شعر صاحب ألم الذراع بضيق التنفس والغثيان وألم الصدر والدوخة.
يجب على الأشخاص الذين يعانون من علامات الإصابة بأمراض القلب إتخاذ تدابير لضمان تقليل مخاطر حدوث مضاعفات خطيرة، مثل السكتة الدماغية والنوبات القلبية.
تشمل هذه الإجراءات تغييرات في نمط الحياة وتناول الأدوية والجراحة إذا لزم الأمر.
قد يشعر إجراء هذه التغييرات بالإرهاق في البداية، لكنها يمكن أن تساعد في منع المزيد من تلف القلب والنوبات.
إقرئي أيضًا: ألم الظهر جهة اليسار من الأعلى
