ماذا لو تخلينا عن اللحوم بشكل نهائي؟
يشيد الطب بالنظام الغذائي النباتي، ويعدّه خلاصاً من أمراض كثيرة قد تهدّد جسم الانسان، بسبب الإفراط في تناول اللحوم والدهون الحيوانية. البعض يعتمدون النظام الغذائي النباتي كأسلوب حياة صحي أكثر، في حين يعتمده آخرون لأسباب بيئية منها تخفيف مستوى انبعاث الكربون، والحفاظ على الحيوانات.
لكن ماذا لو تخلت كل البشرية عن تناول اللحوم؟ ماذا سيحصل؟
أشارت نتائج بعض الدراسات إلى أنه بفضل التخلي عن استهلاك اللحوم الحمراء، فإن انبعاثات الغازات قد تنخفض بنسبة 60 في المئة تقريباً، بحسب "بي بي سي".
في المقابل، ستتأثر مهن كثيرة سلباً، خصوصاً من العاملين في مجال تصنيع اللحوم، ما قد يتسبّب بمشاكل بطالة كبيرة، ويحدث اضطراباً اجتماعيّاً، خصوصاً في المناطق الريفية. وحتى أولئك الذين لا تعتمد معيشتهم كلياً على الثروة الحيوانية سيعانون. فاللحم جزء مهم من التاريخ، والتقاليد، والهوية الثقافية أيضاً، في عدد من البلدان.
لكن على الصعيد الصحّي، وإذا تحوّل جميع البشر إلى نباتيين بحلول العام 2050، سنشهد انخفاضاً عالمياً في نسبة الوفيات يتراوح بين 6 و10 في المئة، بفضل خفض أمراض القلب والشريان التاجي والجلطة ومرض السكري وبعض أنواع السرطان. وذلك طبيعي، لأن الناس سيستغنون عن استهلاك اللحوم الحمراء، ويتناولون المزيد من الفاكهة، والخضار. ذلك سيقلل أيضاً من فواتير العلاج على صعيد عالمي، لكنه سيسبب مشاكل في الدول النامية إن لم توفّر بدائل غذائية ملائمة.
تغيير النظام الغذائي على صعيد عالمي، يحتاج إلى سنوات طويلة. لكن، على صعيد فردي، لا ضير أبداً من تخفيف كمية اللحوم، والإكثار من الخضار والفاكهة، لتفادي الأمراض المرتبطة الناتجة عن الإفراط في اللحوم الحمراء.