مرض الخدار أو التغفيق… ما هو؟ وما هي أعراضه؟
مرض الخدار وهو يعرف أيضاً بالنوم القهري أو التغفيق، هو من الأمراض العصبية المزمنة يفقد فيها الدماغ قدرته على تنظيم دورات النوم والإستيقاظ بشكل طبيعي. تتمثّل أعراض هذا المرض بنعاس شديد لا يمكن السيطرة عليه، ممّا يؤدّي إلى دخول المريض فجأة في نوم عميق أثناء القيام بمحادثة أو في خلال اجتماع مهمّ أو حتى أثناء تناول الطعام.
يعاني الكثيرون من اضطرابات في النوم، فالبعض يعانون من نقصه والبعض الآخر من كثرته. ولكن حالة التغفيق تختلف كليّاً عن الإضطرابات العادية وهي تصيب شخصاً من كل ألفين في العالم.
في الحالات الطبيعية، تبدأ عملية النوم بمرحلة حركة العين غير السريعة وهي والمرحلة التي تكون فيها موجات الدماغ بطيئة، وبعد حوالى ساعة تبدأ مرحلة حركة العين السريعة حيث تتغير أنشطة الدماغ وتصبح في مرحلة الأحلام. ولكن في الحالات التي يكون فيها الشخص مصاباً بمرض الخدار، يدخل المريض فجأة بمرحلة حركة العين السريعة مهما كان الوقت سواءً في النهار أو في الليل من دون البدء بمرحلة حركة العين غير السريعة مما يؤدي إلى ضعف في العضلات وشلل في النوم.
تؤثّر حالة النوم القهري على حياة الإنسان إذ إنها تعرقل قدرته على التركيز والعمل على أنشطته اليومية وذلك بسبب النعاس المفرط الذي يشعر به في خلال النهار من دون سابق إنذار. ومن بين الأعراض الأكثر شيوعاً لهذا المرض هو "الجمدة" وهي حالة تصيب حوالى 70% من المصابين بمرض الخدار.
الجمدة هي حالة مفاجئة ولحظية تتّصف بفقدان وظيفة العضلات مثل الإرتخاء في الرقبة والركبة وتدلّي عضلات الوجه وتحدث غالباً نتيجة انفعالات مثل الضحك والبكاء والخوف. قد تستمرّ النوبة من ثوانٍ إلى عدّة دقائق ويكون الشخص فيها واعياً تماماً.
تشمل أعراض التغفيق أيضاً الهذيان والهلوسات والنوم التقطّع بالإضافة إلى شلل النوم حيث يصبح المريض غير قادر على الحركة والكلام لعدّة ثوان أو دقائق. وفي ما يخصّ تداعيات هذا المرض، فهو يشكّل خطراً كبيراً على حياة المريض المهنية والإجتماعية بالإضافة إلى أنه يزيد من نسبة الحوادث التي يمكن أن تحدث نتيجة النوم المفاجيء في المكان والوقت غير المناسبين.
أما عن أسبابه فغالباً ما تكون وراثية وهي تؤثّر على الرجال والنساء بالتساوي. ويمكن اللجوء إلى بعض الأدوية للسيطرة على النعاس المفرط ولكن ما من علاج نهائي لهذه الحالة.