هل الدورة الشهرية تغيّر أدمغة النساء إلى الأفضل؟
تجتمع النساء حول العالم على معاناة الدورة الشهرية، هذه الفترة التي ترافقها أوجاع وآلام قد تكون مبرحة للعديد منا. لكن يبدو أن الدورة الشهرية التي نخاف منها تحسّن من أدمغتنا، فهل هذه المقولة صحيحة؟
الطرق التي يمكن أن تكون فيها المرأة ماهرة في فترة الدورة
من غير المعروف لغاية اليوم إذا ممكن أن تؤثر الدورة الشهرية على أدمغة النساء بطرق إيجابية، لكن اتضح أن النساء أكثر مهارة في أمور معينة، مثل الوعي.. حتى بعد اصابة النساء بالدورة الشهرية وخاصة بعد ثلاثة أسابيع، يصبحن أفضل في التواصل، كما أنه في جزء معين من الدورة الشهرية تصبح أدمغتهن أكبر في الواقع.
يبدو أن المصدر الرئيسي لهذه التغييرات هو المبيضان، حيث يطلقان هرمون الاستروجين والبروجسترون بكميات مختلفة على مدار الشهر. الهرمونات مهمتها في المقام الأول زيادة سماكة بطانة الرحم وتحديد موعد إطلاق البويضة. كما أن لها تأثيرات عميقة على أدمغة النساء وسلوكهن.
- وإذا لاحظنا فإن الطرق التي تختلف بها النساء هي أن لديهن مهارات اجتماعية فائقة. حيث تتمتع النساء بتعاطف أفضل ونظرية ذهنية أفضل، فالرجال قد يكون لديهم منظور مختلف عن منظورنا. كما أن النساء لديهن أيضا مهارات اتصال أفضل. لهذا السبب يعتقد بأن زيادة احتمال إصابة الأطفال الذكور بالتوحد أكبر بأربعة أضعاف من الفتيات اللواتي هن أفضل في إخفاء أعراضهن.
كما يؤكد الخبراء أن النساء يتحدثن مبكرًا أكثر من الرجال، كما أنهن يتحدثن بطلاقة أكثر من الرجال بالاضافة إلى أنهن أفضل في التهجئة منهم. فهل للهرمونات علاقة بذلك؟
في عام 2002، قام باحثون من مركز أبحاث علم الشيخوخة في بالتيمور، في معرفة كيف تؤثر مستويات هرمون الاستروجين المتقلبة على قدرات المرأة على مدار كل شهر. تم تقييم كل مشاركة مرتين: مرة بعد فترة الحيض مباشرة، عندما كانت مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون منخفضة، ومرة واحدة بعد حوالى اسبوع من الإباضة، عندما يكون هرمون الاستروجين والبروجسترون مرتفعين.
كانت دراسة صغيرة، شملت 16 امرأة طُلب منهن إكمال مجموعة من الاختبارات العقلية. لكن النتائج كانت ملحوظة وعلى الشكل التالي:
- خلال الأيام التي كان لدى المشاركات فيها الكثير من الهرمونات الأنثوية في أجسادهن، كنذ أسوأ بشكل ملحوظ في الأشياء التي عادة ما يجيدها الرجال (مثل الوعي) وأفضل بكثير في الأشياء التي تميل النساء إلى التميز فيها، لكن عندما انخفضت مستويات الهرمونات لديهن، استعدن وعيهن بشكل ملحوظ.
- إحدى القدرات التي تحسنت عندما كانت الهرمونات الأنثوية أعلى هي "التذكر الضمني"، والذي يصفه الخبراء بأنه نوع من الذاكرة اللاشعورية السهلة. ذاكرة الكلمات الضمنية هذه مهمة لتطوير مهارات الاتصال.
- نتيجة لذلك، يعتقد الخبراء أن هذه التغييرات الشهرية كانت مدفوعة في المقام الأول بالإستروجين. حيث يؤثر الهرمون على منطقتين متجاورتين من الدماغ. الأول هو الحصين على شكل فرس البحر، والذي يشارك في تخزين الذكريات. تتزايد الأدلة على أن الحُصين عنصر حيوي للقدرات الاجتماعية، لأن القدرة على تذكر تجاربك الخاصة يمكن أن تساعدك على فهم دوافع الآخرين. وتكبر المنطقة كل شهر عندما تطفو المزيد من الهرمونات الأنثوية.
- والثاني هو اللوزة التي تساعدنا على معالجة المشاعر وخاصة الخوف وقرار القتال أو الفرار. ومن المثير للاهتمام، أن اللوزة قد تكون ضرورية أيضًا لتجنب الأخطاء الاجتماعية، لأن فهم سبب خوف الشخص - وتحديد ما إذا كان يجب علينا أيضًا أن نكون كذلك - يتطلب منا رؤية العالم من منظورهم. بمجرد حصولك على هذه القدرة، يمكنك استخدامها لصالحك بطرق أخرى، مثل إصدار أحكام أخلاقية أو حتى قول الأكاذيب.
تبلغ ذروة قدرة المرأة على التعرف على الخوف مع مستويات هرمون الاستروجين كل شهر. إذا كان الهرمون مسؤولاً، فقد يساعد أيضًا في تفسير سبب ميل النساء إلى امتلاك مهارات اجتماعية أفضل بشكل عام. الفكرة مدعومة بحقيقة أن النساء اللاتي يفتقرن إلى القدرة على إنتاج هرمون الاستروجين لسن بارعات في التعرف على الخوف ويملن إلى امتلاك مهارات اجتماعية ضعيفة.
إقرئي أيضاً