هل الرجفان الأذيني خطير؟

هل الرجفان الأذيني خطير؟

محتويات

يعتبر الرجفان الأذيني من أكثر أمراض اضطرابات نبض القلب شيوعًا، وهو من اشكال عدم انتظام ضربات القلب حيث تصبح سريعة وغير منتظمة. لكن هل الرجفان الأذيني خطير أم لا؟

القلب يتكون من غرفتين علويتين (الأذينات) وغرفتين سفليتين (البطينات)، فعندما يصبح التنسيق بين الأذينات والبطينات غير منتظم حيث تدق الأذينات بسرعة أعلى، يحدث ما يعرف بالرجفان الأذيني. وقد تستمر نوبات الرجفان الأذيني لبضع الدقائق أو لساعات عدة، إلا أن مع مرور الوقت قد يصبح هذا الإضطراب مزمناً.

 

هل الرجفان الأذيني خطير

القلب معروف بدوره الأساسي في الجسم فإنه العضلة الأكثر أهمية التي إذا توقفت يموت الإنسان، وهو يقوم بضخ الدم الى كل أعضاء الجسم بشكلٍ مستمر. لكن هل يشكل أي اضطراب يتعرض له القلب خطراً على حياة الإنسان؟ و هل الرجفان الأذيني خطير؟

لا يعتبر الرجفان الأذيني عادةً من الإضطرابات المهددة للحياة، إلا أنه بالتأكيد حالة طبية خطيرة كونه يعد من الأسباب الرئيسية للسكتات الدماغية وفشل القلب ومضاعفات القلب الأخرى التي تحتاج إلى التدخل الطبي لعلاجها بشكلٍ عاجل. على الرغم من أن غالبية المرضى المصابين بالرجفان الأذيني غير مدركين لخطورته لأنه يختفي في بعض الأحيان من تلقاء نفسه، إلا أن تركه من دون أي علاج هو بالأمر الخاطىء كون مضاعفاته خطيرة جداً ومهددة للحياة.

 

أنواع الرجفان الأذيني

للرجفان الأذيني 4 أنواع رئيسية هي:

 

الرجفان الأذيني الإنتيابي

ويعرف بنوع الرجفان الأذيني المتقطع وهو عبارة عن الإصابة بنوبات قصيرة حيث قد تظهر وتختفي الأعراض، في هذه الحالة إما تمر النوبة من دون أعراض أو قد تصاحبها أعراضًا قوية. وتبقى أعراض النوبة لدقائق أو لساعات، وأحيانًا تستمر لمدة أسبوع إلا أنها عادةً ما تتوقف خلال أقل من 24 ساعة. وقد تزول الأعراض في بعض الحالات من تلقاء نفسها من دون اللجوء لأي علاج، أما بعض الحالات الأخرى تتطلب علاجاً.


الرجفان الأذيني المستمر

يستمر اضطراب ضربات القلب لأكثر من أسبوع في هذه الحالة. وقد تتوقف الأعراض من تلقاء نفسها، لكن في غالبية الأحيان سيحتاج المريض إلى العلاج إما بالأدوية أو من خلال الصدمات الكهربائية لإستعادة نظام القلب.

 

الرجفان الأذيني طويل الأمد

يستمر اضطراب ضربات القلب لأكثر من عام من دون توقف. وهذه الحالة تتطلب التدخل الطبي لاستعادة نظام القلب الطبيعي من خلال تقويم نظام القلب الكهربائي.


الرجفان الأذيني المستديم

وهو اضطراب ضربات القلب الذي يتحول الى حالة صحية مزمنة عندما لا يستجيب الجسم للعلاج، فيضطر المريض اللجوء الى أدوية علاجية دائمة لتجنب مضاعفات الرجفان الأذيني والتحكم في معدل ضربات القلب والوقاية من تكوين جلطات الدم.

 

اسباب الرجفان الأذيني

هناك عدة أسباب وراء حدوث الرجفان الأذيني نذكر منها:

  • الفشل الكلوي المزمن
  • الإصابة بمرض السكري
  • الوزن الزائد
  • ارتفاع ضغط الدم
  • الخضوع لعمليات في القلب
  • أمراض القلب كمرض الشريان التاجي وإلتهاب التامور واعتلال عضلة القلب والنوبات القلبية ومشاكل صمامات القلب وعيوب القلب الخلقية
  • أمراض الرئة كمرض الانسداد الرئوي المزمن والانصمام الرئوي
  • اضطرابات الغدة الدرقية كفرط نشاط الغدة الدرقية وإختلالات أيضية أخرى
  • العدوى الفيروسية
  • الإجهاد النفسي كالتعرض لنوبات هلع والقلق أو الجسدي من جراء الخضوع لعملية جراحية أو الإصابة بأمراض كإلتهاب الرئة
  • إستهلاك المنبهات بشكل مفرط مثل الكافيين وبعض الأدوية
  • انقطاع النفس النومي
  • العامل الوراثي ووجود تاريخ عائلي من الإصابة بالرجفان الأذيني
  • التقدم في العمر، فمن هم فوق 65 عاماً أكثر عرضة للإصابة بالرجفان الأذيني
  • ممارسة بعض أنواع الرياضة التي تتطلب مجهودًا بدنيًا كبيرًا

 

أعراض الرجفان الأذيني

قد لا يدرك بعض الأشخاص إنهم مصابون بالرجفان الأذيني حيث لا تظهر عليهم أي أعراض، كإصابتهم ب:

  • عدم انتظام ضربات القلب وزيادة سرعة الدقات عن المعدل الطبيعي
  • صعوبة في التنفس خاصة عند الإستلقاء وأثناء القيام بأي نشاط بدني
  • الشعور بضغط أو ألم في الصدر خاصة ناحية القلب 
  • انخفاض ضغط الدم
  • الشعور بالدوخة والدوار وفقدان التوازن
  • الإغماء
  • زيادة التعرق
  • الإحساس بالإرهاق والضعف العام وعدم الرغبة بالحركة
  • الشعور بالارتباك ونقص القدرة على القيام بأي أنشطة أو مهام روتينية
  • عدم القدرة على ممارسة التمارين الرياضية

 

تشخيص الرجفان الأذيني

يعتمد الطبيب على التاريخ الطبي والعائلي للمريض لتشخيص الرجفان الأذيني، فيقوم بإجراء فحوصات عدة لتشخيص الحالة أو لإستبعاد الحالات الأخرى التي قد تسبب أعراضًا مشابهة. وطرق التشخيص تتضمن أولاَ:

إجراء الفحص السريري الذي يشمل:

  • فحص المؤشرات الحيوية من خلال قياس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومعدل التنفس، بالإضافة الى التأكد من عدم وجود تورم في القدمين أو أي علامات تدل على زيادة انتاج هرمون الغدة الدرقية.
  • الفحص البدني للإستماع لنبضات القلب وصوت الرئتين

هذا الى جانب الخضوع الى فحوصات اخرى تشمل:

  • الفحوصات المخبرية كتحاليل الدم لمعرفة ما إذا كانت الغدة الدرقية أو نسبة بعض المعادن في الدم هي السبب وراء الإصابة بالرجفان الأذيني
  • تصوير الصدر بالأشعة السينية للإطلاع على حالة القلب والرئتين
  • اختبار الإجهاد القلبي أو ما يعرف ايضاَ بإختبار التمارين الرياضية، الذي يقوم على إجراء اختبارات للقلب وذلك أثناء بذل نشاط بدني من خلال المشي على جهاز خاص أو ركوب دراجة ثابتة
  • تخطيط صدى القلب الذي يستخدم الموجات الصوتية لتكوين صورة لحجم عضلة القلب وبنيته وحركته
  • تخطيط صدى القلب عبر المريء حيث يتم التقاط صور للقلب من خلال المريء للكشف عن تكوّن الجلطات
  • التصوير المقطعي المحوسب للتحقق من أي اضطرابات في القلب
  • تخطيط كهربية القلب والذي هو الفحص الرئيسي لتشخيص الرجفان الأذيني لمعرفة إذا كان هناك خلل في سرعة القلب أي إذا كان ينبض بسرعة أو ببطء

وفي حال لم يساعد تخطيط كهربية القلب في تحديد المشكلة بالضبط، سيستعين الطبيب بأجهزة مراقبة القلب لفترة زمنية معينة مثل:

  • جهاز هولتر الذي هو عبارة عن جهاز صغير محمول يرتديه الشخص لبضعة أيام أثناء القيام بالأنشطة اليومية العادية لتخطيط كهربية القلب وتسجيل بيانات على مدار الساعة وذلك لإكتشاف علامات قد تساعد الطبيب بتشخيص الرجفان الأذيني
  • جهاز مسجل الأحداث يشبه الهولتر ولكن يرتديه الشخص لفترة أطول من فترة ارتداء جهاز هولتر تقريباَ حوالي 30 يومًا، حيث يسجل في أوقات معينة لبضع دقائق كل مرة أو عندما يضغط الشخص على زر لدى الشعور بأعراض
  • جهاز قابل للزرع والذي هو شاشة صغيرة قابلة للزرع تحت الجلد وتساهم في اكتشاف الإصابة بالرجفان الأذيني النادر أو متقطع الحدوث
  • الساعات الذكية وتطبيقات الهاتف المحمول التي تستعمل يومياً لمتابعة نظم القلب

 

علاج الرجفان الأذيني

قد يتوقف الرجفان الأذيني من تلقاء نفسه في بعض الأحيان، ولكن تبقى هناك حالات تستوجب التدخل الطبي للحد من الأعراض التي تظهر والمضاعفات التي ممكن أن تشكل خطرًا على الحياة. ولتحديد نوع العلاج يعتمد الطبيب على معرفة نوع الرجفان الأذيني الذي يعاني منه الشخص ومدة الإصابة به والأسباب والأعراض، بالإضافة الى عوامل عدة كقدرة المريض على تناول الأدوية وإن كان يعاني من مشاكل في القلب، ومن اساليب العلاج المتبعة:

 

تناول الأدوية وتشمل:

  • الأدوية المميّعة للدم مثل الهيبارين والوارفرين التي تساعد على التحكم بضربات القلب وتمنع تكوّن الجلطات والحد من خطر الإصابة بسكتة دماغية
  • الأدوية التي تعمل على إبطاء معدل ضربات القلب مثل حاصرات بيتا كميتوبرولول وكونكور وحاصرات قنوات الكالسيوم كديلتيازيم وفيراباميل
  • دواء ديغوكسين الذي يتحكم في معدل ضربات القلب أثناء الراحة

 

تقويم نظام القلب إما عن طريق:

  • استخدام أدوية لإعادة ضبط نظام القلب مثل السوتالول وأميودارون
  • تقويم نظام القلب الكهربائي وهو إجراء جراحي يخضع له المريض تحت التخدير العام. يتم عبر استخدام جهاز الصدمات الكهربائية لإرسال صدمات كهربائية إلى القلب عن طريق لصيقات جلدية توضع على الصدر، لإعادة ضبط الإيقاع غير المنتظم إلى إيقاع منتظم. ولكن قبل المباشرة بهذا الإجراء قد يصف الطبيب دواءًا مضادًا لتخثر الدم في حال وجود جلطات لعلاجها لعدة أسابيع، ومن ثم إجراء تقويم نظام القلب بالصدمة الكهربائية.و بعد الانتهاء من هذا الإجراء قد يتم وصف الأدوية المضادة لاضطراب النظم لمنع حدوث نوبات الرجفان الأذيني مع الوقت.

 

اجراء العمليات الجراحية مثل:

  • زراعة جهاز تنظيم ضربات القلب لمساعدة القلب على النبض بانتظام. تتم زراعة هذا الجهاز عندما يترافق الرجفان مع نوع آخر من اضطراب نظام القلب. كما ويستخدم الجهاز للأشخاص المصابين بالرجفان الأذيني المتقطع.
  • جراحة المتاهة حيث ينشىء الجراح مسارًا من النسيج الندبي على جزء القلب الذي ينقل الإشارات الكهربائية التي تتحكم بضربات القلب، فتعترض المتاهة نبضات القلب غير المنتظمة التي تسبب الرجفان الأذيني.
  • جراحة الإستئصال القلبي التي تقوم على تدمير الأنسجة التي تسبب عدم انتظام ضربات القلب

ملاحظة: إذا كانت الأسباب وراء الرجفان الأذيني مرتبطة بمشاكل صحية أخرى، فيجب علاج هذه المشاكل الى جانب علاج عدم انتظام ضربات القلب

 

الوقاية من الرجفان الأذيني

للوقاية من الإصابة بالرجفان الأذيني يجب اتباع نمط حياة صحي للتقليل من مخاطره عبر التقيد بهذه النصائح:

  • اتباع نظام غذائي صحي من خلال الإبتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة وتناول كميات كبيرة من الخضار والفاكهة
  • الحد من تناول الملح بكثرة لأنه يسبب احتباس السوائل في الجسم وبالتالي ارتفاع ضغط الدم
  • شرب السوائل بانتظام لتجنب الإصابة بالجفاف
  • تجنب أو التقليل من استهلاك الكافيين
  • الحفاظ على مستوى طبيعي للكولستيرول والسكر في الدم
  • الحفاظ على المعدل الطبيعي لضغط الدم
  • زيادة النشاط البدني من خلال ممارسة الرياضة لتعزيز الدورة الدموية والحفاظ على وزن صحي
  • تجنب التوتر لأنه قد يسبب زيادة في ضربات القلب، ويمكن السيطرة عليه بالقيام بتمارين التنفس واليوغا
  • الحذر من تناول الأدوية التي تصرف بدون وصفة طبية كأدوية البرد والسعال التي تحتوي على منشطات قد تؤدي إلى ضربات قلب سريعة

 

مضاعفات الرجفان الأذيني

عدم معالجة الرجفان الأذيني قد يؤدي الى حدوث مضاعفات خطيرة تهدد حياة المريض منها:

  • جلطات الدم التي قد تنتقل الى أعضاء أخرى كالرئتين والكلى والطحال
  • سكتة دماغية قد تسببها الجلطات
  • فشل القلب وعدم قدرته على ضخ الكمية اللازمة من الدم للجسم
  • نوبة قلبية
  • سكتة قلبية
  • ارتفاع ضغط الدم
  • السكري
  • مرض الزهايمر

 

إقرئي أيضاً:

ما هو الفرق بين القولون العصبي والهضمي؟

ما الفرق بين سكر الدم وسكر البول؟

scroll load icon