هل الشمندر يغير لون البول
أضف إلى قائمتيمحتويات
الشمندر هو نوع من الخضار ذو فوائد عديدة منها غناه بالفيتامين سي و الألياف والبوتاسيوم, وتعزيز صحّة الدماغ وتحصين الجهاز المناعي. إذا كنت من عشّاق الشمندر, ستلاحظين أنّ بعد تناوله يتحوّل لون البول إلى أحمر أو مائل إلى الزهري. فهل الشمندر يغير لون البول ؟ وهل هذا اللون مدعاة للقلق أم أنه يدلّ على حالة صحّيّة معيّنة؟
هل الشمندر يغير لون البول ؟
يتغيّر لون البول إلى أحمر أو زهري في حالة تعرف باسم Beeturia وهو ناتجة عن استهلاك جذر الشمندر أو الأطعمة الأخرى التي تم تلوينها بمستخلصات جذر الشمندر أو أصباغ الشمندر.
يعود السبب في تلوّن البول بلون الشمندر إلى مادّة صبغيّة موجودة فيه تدعى Betanin و هي تنتمي إلى عائلة Betalain حيث تتحلل أصباغ البيتالين ويتمّ إفرازها عن طريق الجهاز البولي.
البيتالين بحدّ ذاته هو مضاد للأكسدة يحارب الموادّ المضرّة للصحة, لذلك يُنصح بإدراج الشمندر في الأنظمة الغذائية التي تهدف إلى المحافظة على جسم سليم .
من الناحية البيولوجيّة, تظهر الدراسات أنّ السبب يتأرجح بين تقلّبات امتصاص الحديد و حساسية ضدّ اختلال توازن حمض المعدة (pH level) . لذا, إذا كان معدّل حموضة المعدة لديك منخفض, قد تكونين أكثر عرضة لاختبار حالة Beeturia : إذ, من المرجّح ألّا يقدر جسمك أن يقوم بعملية التمثيل الغذائي واستيعاب أصباغ جذر الشمندر بشكل صحيح.
قد تتفاوت درجات تغيّر وتصبّغ البول أو البراز من شخص إلى آخر وذلك بحسب الحالة الصحّية للفرد. فهل الشمندر يغير لون البول؟ في الواقع, تبعاً لطريقة استهلاك الشمندر وتحضيره. مثلاً إذا تناولته مطبوخاً يكون اللون أقلّ حدّة. في المقابل, إذا تناولته نيئاً فيميل اللون إلى الأحمر القاتم.
تشخيص Beeturia :
إذا كان تغيّر لون البول يعاودك باستمرار بعد استهلاك الشمندر, لا بدّ من استشارة الطبيب. وهو سينصحك بإجراء الفحوصات التالية لتشخيص ما إذا كان التصبّغ ناتجاً عن مشكلة صحّية ام لا :
- تعداد الدم الكامل (CBC) : يسمح هذا الاختبار لطبيبك بفحص عدد خلايا الدم الحمراء لتأكيد أو استبعاد فقر الدم.
- تحليل البول : يمكن استخدام هذا الاختبار لفحص وظائف الكلى عن طريق فحص البول بحثًا عن آثار للدم والبكتيريا.
- تحليل البراز : يتم فحص عينة من البراز لاستبعاد احتمال وجود دم في البراز.
- اختبار هايدلبرغ : وظيفة هذا الاختبار تتمثّل بفحص مستوى حمض المعدة.
ويشخّص الطبيب بعد كل هذه الاختبارات أنك تعانين من Beeturia في حال كان فحص الدم سليماً ولا وجود لدم في البراز أو البول.
هل تغيّر لون البول مدعاة للقلق ؟
تعتبر هذه الظاهرة قليلة الشيوع بنسبة تتراوح بين 4 و14% من سكان العالم.
إجمالاً, لا يعدّ تحوّل البول إلى أحمر الناتج عن تناول الشمندر أمراً مقلقاً لكنّه مزعج من الناحية النفسية. فقد يسبّب نوعاً من القلق الشديد عند المرضى وعائلاتهم ويستنفذ الكثير من الموارد الماليّة لاكتشاف السبب.
أمّا من الناحية الصحّيّة, فالتركيز ينصبّ على صحّة المعدة والأمعاء والجهاز الهضمي بشكل عام من جهة و الجهاز المناعي من جهة أخرى. قد يكون تغيّر لون البول دليلاً على اختلال في معدل حموضة المعدة, أو اضطراب في عمل الكلى أو حالات حصى الكلى. كذلك, يظهر بشكل جليّ لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص حادّ في الحديد, خاصّة الذين لا يتلقّون العلاج المناسب لفقر الدم بنسبة 80%, وبمعدّل أقل أي 45% لدى المرضى الذين يتناولون مكمّلات الحديد. من أبرز أعراض نقص الحديد هي خسارة الشعر, التعب, ضيق التنفّس, تشنّجات الساقين, انخفاض حرارة الجسم وتقلبات المزاج.
هل من مواد غذائية أخرى تغيّر لون البول ؟
كما الشمندر, يحوّل التوت الأسود والراوند مؤقتاً لون البول إلى زهري أو أحمر. الراوند يقوم بصبغ البول أحياناً بما يشبه لون الشاي أو البني القاتم.
كذلك, يؤدّي الجزر وعصير الجزر والفيتامين سي الموجود فيهما إلى إعطاء البول الصبغة البرتقالية بينما تساهم المأكولات الغنية بالفيتامين بي بأن يميل اللون إلى مزيج بين الأصفر والأخضر.
والهليون ليس استثناءً أيضاً, فهو يعطي لوناً أخضر بالاضافة إلى رائحة مميّزة وفريدة تشبه الملفوف المتعفّن.
يمكن للأدوية أن يكون لها تأثير على لون البول . نذكر منها عقار Tagamet الشائع في مجال تقليل حموضة المعدة الذي يقوم بتحويل اللون إلى الأزرق.
بهدف التخلص من صبغة لون البول, يمكن الاكثار من شرب الماء ممّا يزيد الحاجة إلى التبوّل ويسرّع عمليّة عودة اللون إلى ما هو معتاد.
إقرئي أيضاً:
