هل يمكن أن يحصل انخفاض الضغط بسبب الزعل؟
محتويات
يمرّ الإنسان يومياً بالعديد من المواقف حيث تتأرجح مشاعره بين الفرح والحزن, الأمل والخيبة, الحماس والركود. وقد بات معلوماً أنّ الجسم يتفاعل بشكل نسبي مع كلّ هذه الأحاسيس ويترجمها على شكل صحّة جيّدة أو بنية بدينة أو أمراض متفرّقة. فهل ينطبق هذا الأمر أيضاً على انخفاض الضغط بسبب الزعل؟
ما هو انخفاض الضغط ؟
لا يعتبر انخفاض الضغط مسألة صحّية خطرة ما دام الفرد لا يعاني من مشاكل في القلب. ففي الحالة الطبيعية, يتأثّر ضغط الدم خلال النهار بالعوامل التالية:
- طبيعة الطعام وكمّيّته.
- كميّة السوائل.
- نوعية النشاط والحركة.
- الضغط العصبي.
- الحالة الفيزيائيّة.
- عمليّة التنفّس.
- تناول أدوية معيّنة.
قد تشمل أعراض انخفاض ضغط الدم ما يلي:
- رؤية مشوشة أو باهتة.
- الدوخة أو الدوار.
- إغماء.
- إعياء.
- صعوبة في التركيز.
- غثيان.
يعتبر ضغط الدم منخفضاً عند قياسه بمقياس الضغط وملاحظة الأرقام التالية :
- الانقباضي : أقل من 90 ملم من الزئبق للرقم العلوي.
- الانبساطي : أقل من 60 ملم زئبق للرقم السفلي.
أهم أسباب انخفاض ضغط الدم :
- الحمل.
- أمراض القلب وصمّامات القلب.
- المشاكل المرتبطة بالهرمونات.
- الجفاف.
- التعرّض لنزيف أو خسارة الدم.
- عدوى شديدة.
- ردّ فعل تحسّسي قويّ.
- نقص العناصر الغذائية بسبب سوء التغذية.
ما هو الزعل؟
- هو شعور سلبي ناتج عن أحداث تواجه الفرد ويقابلها هذا الأخير بالحزن والأسى والأحاسيس القويّة التي قد تبلغ حدّ الكآبة والاستسلام. على سبيل المثال, عندما ندرك أنّ أحدهم مقرّب به داء عضال أو نفقد شخصاً عزيزاً أو نواجه الفشل المتكرّر في الحياة الزوجية أو المهنيّة أو الدراسيّة...
- يؤثر الزعل الشديد على كافة أعضاء الجسم بما في ذلك الجهاز المناعي. فقد أثبتت الدراسات أنّ وظيفة الخلايا المناعية تنخفض بشكل كبير وتزداد الاستجابات الالتهابية لدى الأشخاص الذين يشعرون بالحزن. وقد يكون هذا السبب في أنّ بعض الناس يمرضون ويلجؤون إلى الأدوية وموارد الرعاية الصحّيّة خلال فترة الزعل.
- المشاعر القوية المرتبطة بالزعل هي مشاعر طبيعية. لكنّ الأبحاث تظهر أنّ بعض الناس لا يستطيعون الخروج من الزعل بسهولة فينجرفون إلى الكآبة. على سبيل المثال, 50% من الأرامل من النساء والرجال يعانون من أعراض الاكتئاب في الأشهر الأولى بعد وفاة الشريك وتعود تنخفض بعد حوالي عام إلى 10%.
- أعراض الكآبة عديدة ونختصرها ب:
- اليأس الشديد.
- الأرق.
- فقدان الشهيّة.
- الأفكار الانتحاريّة.
- الشعور بانعدام القيمة.
- الركود العقلي والجسدي بشكل ملحوظ.
- يميل المكتئبون إلى :
- عزل أنفسهم عن المجتمع والانسحاب من جميع العلاقات الاجتماعية.
- التوقّف عن الاهتمام بمظهرهم.
- التوقّف عن حضور مواعيد الطبيب.
- ترك الوظيفة.
- التوقّف عن أي نشاط بدني.
انخفاض الضغط بسبب الزعل : هل من علاقة بينهما؟
- قد لا يدرك الجميع وجود العلاقة العكسية بين كلّ من ضغط الدم والحالة النفسيّة كالزعل مثلاً. فكلّما زاد الشعور بالحزن أو الاكتئاب أو القلق, انخفض مستوى الضغط في الدم . على سبيل المثال, في تشخيص حالات القلق والضغط النفسي, يظهر انخفاض ضغط الدم في طليعة الأعراض, وذلك خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من نوبات الهلع والقلق.
- في الواقع , يبدوأن الضغط والزعل يرتبطان ارتباطاً وثيقاً بسبب عارض واحد بالغ الأهمية هو فرط التهوية أو ما يسمّى ب "Hyperventilation" :
- فرط التهوية هي حالة صحيّة يواجه فيها المريض صعوبة في التنفّس السليم. إذ, يأخذ نفساً عميقاً وسريعاً.
- وتحدث هذه الحالة عندما يتغيّر نمط التنفّس بحيث تنخفض كمّيّة ثاني أوكسيد الكربون في الدم. لتغطية هذا النقص في ثاني أوكسيد الكربون, يتعيّن على الجسم القيام بمجهود أكبر حتّى يتمكّن من العمل بالطريقة الطبيعيّة.
- عندها, تقع المسؤولية على الدم بأن يتحرّك بسرعة أكبر فتتمدّد الأوعية الدموية كنتيجة لذلك. هذا التمدّد يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم وهو عادة مؤقت.
- السبب الأكثر شيوعاً لها هي أثناء نوبات القلق والزعل الشديدة, حين يرسل دماغ المريض إشارة إلى الجسم بأنّه ثمّة نقص بالأوكسيجين – وهو أمر مخالف للواقع – فيحاول الالتقاط المزيد من الأنفاس بينما هذا يزيد الأمر سوءاً.
- عندما نمرّ بفترات من الزعل والحزن, يميل دماغنا إلى التفكير بالأمور تحت مسمّى "السناريو الأسوأ على الإطلاق". يُعتقد أنّ هذا النوع من التفكير من شأنه أن يجعلنا نصدّق أنّنا مرضى سواء جسديّاً أو نفسيّاً. بمعنى آخر, إذا عرضنا حالة انخفاض الضغط بسبب الزعل على الطبيب, قد يخلص إلى استنتاج أنّ المسألة ليست سوى مصادفة. أمّا بالنسبة لعقلنا القلق والمرتاب, فقد يصرّ أننا نعاني من مرضٍ ما.
بعد المرور بفترات من الزعل والكآبة, من الضروري أن نسعى بكامل إرادتنا إلى خلع رداء الحزن والعودة إلى الاستمتاع بالحياة. فالاستمرار بالتفكير بسلبية واسترجاع الذكريات المؤلمة لن يعود سوى بالمزيد من الأسى والآفات الصحّية. في هذا الإطار, من المستحسن اللجوء إلى طبيب نفسي والسماح له بإيصالنا إلى مرحلة الشفاء وبرّ الأمان.
إقرئي أيضاً :