أعراض القلق وأسبابه تكشفها لنا المعالجة النفسية إليان حداد أبي راشد

محتويات

في حديث خاص مع يومياتي، المعالجة النفسية د. إليان حداد أبي راشد في مستشفى Bellevue Medical Center تجيب عن أسئلة خاصة بمشكلة القلق والإضطراب النفسي التي قد تصيب الكبار والصغار.

 

ما الأعراض التي نلحظها بحال اصابتنا بالاضطراب والقلق؟

أول الأعراض هي مشاكل في النوم وعدم التركيز بالإضافة إلى نسيان الأمور. سيخاف المريض من وجود أسباب أخرى لكن كل ذلك يكون نتيجة حالة الإضطراب والقلق. كما أن الشخص المضطرب يبدأ بتبرير كل تصرّفاته بسبب القلق الدائم فيفقد الثقة بالأمور التي يقوم بها أو يتحدث عنها. يحصل أيضاً إضطراباً عدوانياً ويتصرّف الشخص بعدوانية على الفور من دون تفكير مسبق. وبالتالي، نعتبر أن هذا الشخص مضطرباً وغير قادراً على التركيز حتى على تصرّفاته.

 

بالنسبة إلى الأعراض الفيزيولوجية، تكون على الشكل التالي:

  • دقات قلب سريعة
  • تشنجات في العضلات
  • الإرهاق والتعب الشديد

 

ما الأسباب التي تؤدي إلى إصابتنا بهذا النوع من الاضطراب النفسي؟

السبب الأساسي هو التراكمات الناتجة عن عدم حل كل مشكلة أو ظرف مقلق مرّ به الشخص وأثر عليه سلبياً. يمكن أن تبدأ هذه التراكمات عن عمرٍ صغير وتؤثر على النمو العاطفي. لينمو الأخير بطريقة صحيحة، عليه أن يكون خالياً من الإضطرابات أو الصدمات الهلعية التي تخوّل الولد أو المراهق أو الراشد أن يتعامل مع المشكلة بطريقة صحيحة لأنها أتت بطريقة دراماتيكية. عندها يصبح عاجزاً وتتراكم المشاكل فيصل إلى مرحلة يصبح غير قادراً على حلّها.

 

ما بين الادوية وجلسات المعالجة أيهما الأفضل؟

عادةً، لا يمكننا تجنّب الأدوية لأنها الحل الجذري والسريع على المدى القصير،  بينما الجلسات المعالجة النفسية تكون على فترة أطول وتساعد على تفريغ القلق وفهم أسبابه ووظيفته في حياة الإنسان ليتمكن من التعامل معه. أحياناً نعرف السبب لكن ليس نسبة القلق الشديد التي يصل إليها. لذلك يتصرّف الشخص بطريقة انفعالية وعندما يفكّر بها ويستوعب أنها لا تتطلّب كل هذا التصرّف، وتكون وظيفة القلق أدّت إلى مشكلة عدم التعامل معه بشكل صحيح. 



هل قد تؤدي هذه الإصابة إلى الإنتحار؟

القلق الناتج عن الإضطراب بالمزاج يؤدي إلى الإنتحار أي يكون عند الشخص المصاب بالكآبة ولا يمكنه التعامل مع الحياة بهذه الحالة، فتراوده فكرة الإنتحار.

وفي حالة الإضطراب الثنائي القطب، يصبح الشخص غير قادراً على التعامل مع قلقه وبالتالي يؤدي ذلك إلى تحفيز الشخص المصاب على أذية الذات.



هل يمكن أن يكون هذا النوع من الإصابات مؤقتاً أو يلازم الشخص؟

عادةً يتفرّع القلق إلى نوعين: 

  • القلق الحاد: هو القلق الموجود والمبرّر في حياتنا ونعلم أنه موجود ولا يمكننا أن نتعامل معه
  • القلق المزمن: هو القلق المصحوب مع حياتنا من الماضي ولا يمكننا أن نحل مشاكله ونحاول الهروب منه وتجنبه ولكن في نهاية المطاف لا نجد له حلاً.

بالتالي، إذا تمكنا من التعامل مع القلق الحاد يمكن أن نتخلّص منه بينما إذا كان مزمناً هو يرافقنا ولا يمكننا التخلّص منه.

 

بعد الشفاء كيف يتابع الشخص حياته؟

الشخص يصبح قادراً على فهم حياته بشكلٍ أفضل ويتعاطى معها بشكل مختلف خاصة مع الأمور التي كانت تسبب له الخوف والقلق. يكون قد تصالح مع "الأنا" التي كانت تسيطر عليه ولم يتمكن في وقتها من حل مشاكله . كعلاج نفسي، لا يمكننا أن نمنع أي شيء لكن نقول "إن الشخص قد شفي من مشاكل في الماضي لم يعرف التعامل معها" لكن لا يمكننا أن توقع إذا كان سيتعرّض لقلق آخر في المستقبل. هنا دور الشخص في معرفة كيفية التعامل مع المشكلة وعلاجها.

 

هل اعراض القلق والاكتئاب تصيب الأطفال؟

بالطبع يمكن أن تصيب الأطفال والسبب عاملان: الوراثي أو المجتمعي. يكون الأخير من تأثير بيئة الولد حوله نذكر منها طريقة التربية وكيف ينقل الأهل القلق إلى أولادهم من دون أن يشعروا بذلك.

 

 في أي عمر قد يُصاب الولد بالقلق؟

ما من عمر محدّد، فيكون من أوّل علاقة بين الطفل وأمّه وهي العلاقة الخطيّة أي عندما يولد الطفل وحتى عمر الثلاث سنوات. الأم تلبّي حاجات طفلها وترافقه من خلال العاطفة والإهتمام. في هذه الحالة إذا كانت الأم تعيش حياة قلقة فسيؤثر ذلك تلقائياً على الولد. ثم يصبح الأب داخل العلاقة، فتكون أهليّة وتؤثر على الولد سلبياً خاصة إذا كانت علاقة الثنائي غير مستقرة ومقلقة. حتى طريقة التعايش بين الأخوة قد تؤدّي إلى القلق وعندما لا يعرف الأهل كيف يتعاملان معها، مثلاً في حال فضّلا ولداً عن الولد الآخر. 

 

ما دور الأهل في عملية العلاج؟ 

جميع الأهل معرّضون إلى القلق في الحياة ومن المهم أن يحافظوا على الأدوار والمواقع ضمن العائلة. لا يجب عليهم أن ينقلوا إلى الطفل الهموم التي يعيشونها وعلى عملية التواصل أن تكون سليمة بين جميع أفراد العائلة والأهم الإعتراف بالخطأ والعمل على حلّه.

 

كيف تتعاملين مع القلق ضمن حياتك اليومية كمعالجة نفسية؟

من بعد التجربة وعملي كمعالجة نفسية، أعمل على تنظيم حياتي. هذا لا يعني أنني لا أتعرّض إلى القلق لكنني أعالج دائماً المشكلة بطريقة منظمة ومن خلال البحث عن طريقة أرضي بها نفسي. هذا ما أعلّمه للذين يستشيرونني: أن يرضوا أنفسهم ربّما بأمور سطحية أو تعني لهم وليس لغيرهم. من المهم جداً أن نعرف كيف نكافئ أنفسنا. بالإضافة إلى ذلك، أنصح دائماً بعدم الهروب من المشاكل فالخبرة علّمتني كيفية التعامل مع المشكلة حتى أتوقف عن اعتبارها "مشكلة" لأننا لا يمكننا أن نتخلّص منها كليّاً في حياتنا.

 

اقرئي أيضاً

اسماء الامراض النفسية الغريبة

scroll load icon