إضطراب في الصحة العقلية علامة ضعف.. خرافات منتشرة حول الصحة العقلية والنفسية

إضطراب في الصحة العقلية علامة ضعف.. خرافات منتشرة حول الصحة العقلية والنفسية

محتويات

نحتاج الآن أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى التوعية أكثر بأهمية الصحة العقلية والنفسية، وكسر كل الصور النمطية عن الأمراض العقلية التي يمكن أن تُصيب أيّ إنسان. بالتالي يكتسب فصل الخرافات عن الحقائق العلمية أهمية كبيرة في عصرنا هذا، الأمر الذي يساعد بالتأكيد على كسر الوصم المتعلق بالأمراض العقلية، وتشجيع الناس أكثر على التحدث بالموضوع وطلب المساعدة، فالأمر ليس عيباً على الإطلاق.

لذا كان من المهم التوقف هنا عند "دليل المعلم لسلسلة القصص المصورة للأبطال الخارقين مي المذهلة وأصدقاؤها‘" الصادر عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية، الذي يُشكّل مدخلاً مهماً لكسر هذه النمطية وتصويب التفكير نحو منطق سليم أكثر ينجح في مساعدة هؤلاء الأشخاص بدلاً من معاقبتهم ودفعهم إلى مزيد من الاضطرابات. لذا استناداً إلى هذا الدليل، نكشف اليوم أبرز الخرافات حول الصحة العقلية التي لا أساس لها من الصحة.

 

الخرافات المسيطرة في مجال الصحة العقلية

 

من يعاني من اعتلال بالصحة العقلية هو قليل الذكاء

من بين أكثر الخرافات المنتشرة هي التي تربط بين وجود اعتلال في الصحة العقلية وبين انخفاض نسبة الذكاء. لكن الحقيقة مغايرة تماماً، إذ يمكن للاعتلالات العقلية أن تؤثر على أي شخص بغض النظر عن  مستوى الذكاء، أو الطبقة الاجتماعية، أو مستوى الدخل.

 

لا يجب الاعتناء بالصحة العقلية إلا إذا كنا نعاني من مشكلة في الصحة العقلية

هذا الإعتقاد خاطئ جداً، إذ يمكن تحسين الصحة العقلية بخطوات مختلفة تماماً كما نفعل عندما نريد تحسين صحتنا عبر اتباع عادات صحية أكثر.

 

لا يُشكّل ضعف الصحة العقلية عند المراهقين أمراً مهماً لدى المراهقين

نسمع وينتشر كثيرا أنّ ما يعاني منه المراهقون هو مجرّد تقلبات في المزاج ناجمة عن التقلبات الهرمونية في هذه الفترة العمرية. وأنّ الكثير من تصرفاتهم ترجع إلى رغبتهم في لفت الانتباه والنظر.

لكن الحقيقة مُختلفة تماماً عن الواقع، فقد يمر المراهقون بالطبع بتقلبات مزاجية ولا تكون مرتبطة بصعوبات في الصحة العقلية. لكن يجب التنبه أيضاً للأرقام والدراسات، حيث يعاني 14% من المراهقين في العالم من اعتلالات في الصحة العقلية. كما يُشكل الإنتحار على المستوى العالمي أكبر سبب للوفاة بين اليافعين بسن 10–15 سنة، ورابع أكبر سبب للوفاة بين اليافعين بسن 15–19 سنة. مع العلم أنّ حوالى نصف اعتلالات الصحة العقلية بين الناس تبدأ عند بلوغ عمر الـ 14 سنة.

 

الاعتلال في الصحة العقلية علامة على الضعف

 من الاعتقادات الخاطئة جداً هي التي تربط الضعف بالاعتلالات العقلية، لكن لو كان الشخص قوياً فما كان سيعاني من أي مشكلة.

لكن الحقيقة تقول أنّ لا ارتباط بين الصحة العقلية وبين كون الشخص ضعيفاً أو مفتقراً للإرادة. فإنّ المشاكل العقلية ليست شيئاً في يد الأشخاص خيار أن يعانوا منها أو ألا يعانوا منها. مع العلم أنّ قبول حاجتنا للمساعدة ومعالجة المشكلة من الأمور التي تتطلب قوة وشجاعة لا يستهان بهما.

 

لا يمكن حماية الناس من المعاناة عند حصول اعتلالات في الصحة العقلية

على العكس تماماً، فهناك الكثير من العوامل التي يمكنها أن تحمي الناس من معاناة  اعتلالات الصحة العقلية. ونتحدث هنا عن تعزيز المهارات الاجتماعية والعاطفية، والسعي للحصول على دعم في مرحلة مبكرة، وتطوير علاقات أسرية داعمة ودافئة وقائمة على المحبة، ووجود بيئة مدرسية إيجابية، والالتزام بأنماط نوم صحية...

مع العلم أنّ التغلب وتخطي الصعوبات بقوم على مجموعة من عوامل الحماية. وليس بالضرورة أن تساهم الضغوط البيئية أو الفردية لوحدها إلى المعاناة من اعتلالات في الصحة العقلية. 

 

الأساليب السيئة في تنشئة الأطفال تسبب اعتلالات في الصحة العقلية عند المراهقين

هناك الكثير من العوامل التي تؤثر على الصحة النفسية والعقلية للمراهقين، بما في ذلك الفقر، والبطالة، والتعرض للعنف، والهجرة، وغير ذلك من الظروف والأحداث الصعبة. مع العلم بأنّه يمكن للمراهقين الذين يعيشون في جو منزلي مليء بالمحبة والدعم أن يعانوا من صعوبات في الصحة العقلية.

لكن يلعب الدعم من الأهل ومقدمي الرعاية دوراً في مساعدة المراهقين بعملية التغلب على المشاكل التي يعانون منها أو يمرون بها.

 

إقرئي أيضاً:

ما هي أسباب فقدان الذاكرة النفسي؟

scroll load icon