إضطراب نفسي يجعل الشخص يزيّف مرضه ويجب أن تعرفي عنه
يقوم بعض الأشخاص بتزييف مرضهم أو حالاتهم الصحية أو العقلية، عادةً لتحقيق نوع من المكاسب الشخصية. وقد يفعلون ذلك لعدة أسباب، أبرزها الحصول على التعاطف والدعم، وتجنب العواقب المحتملة لعدم استكمال المدرسة أو مسؤوليات العمل، أو للحصول على مزايا مالية محتملة. اللافت أنّه لا يمكننا دائماً اكتشاف مدى صحة الحالة النفسية أو العقلية للشخص؛ وهذا أمر طبيعي، فنحن لسنا أطباء. في هذا المقال، سنتناول أبرز الحقائق حول تزييف الحالة النفسية، لكن في نهاية الأمر، الطبيب هو من يحدّد إذا كان الشخص فعلاً يعاني من أزمة نفسية، وليس نحن.
الإكتئاب المفتعل
هو نوع من الاضطراب العقلي الذي يتسبب فيه الشخص عمدًا في حدوث إصابة أو مرض في نفسه أو خلقه أو المبالغة به. كان يشار إلى هذه الحالة سابقًا باسم متلازمة مانشاوزن.
الأشخاص الذين يعيشون مع هذه الحالة يبالغون أو يختلقون أعراض الصحة الجسدية أو العقلية، غالبًا بدون سبب حقيقي للقيام بذلك. يبدو أن الدافع الرئيسي وراء اختلاق الأعراض يدور حول جعل الآخرين يلاحظون "المرض".
قد يقوم الشخص المصاب بالاكتئاب المصطنع بما يلي:
- يتحدث كثيرًا عن الأعراض التي تصيبه، غالبًا بطريقة مبالغ فيها.
- الإبلاغ عن الأعراض بشكل غير دقيق.
- رؤية العديد من المعالجين المختلفين.
- تجربة كل العلاجات المتاحة ولكن الإفادة عن فشلها جميعاً.
- من المهم أن نفهم أنه على الرغم من أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب المصطنع قد لا يعانون بالفعل من الاكتئاب، إلا أنهم فعلاً يعانون من حالة صحية عقلية.
- قد لا يعرفون ما الذي يدفعهم إلى تكوين الأعراض، وقد لا يجدون أنه من الممكن التوقف بمفردهم عن القيام بذلك.
اضطراب الأعراض الجسدية
علينا أن نراعي أنّ الشخص رغم أنّه يزيّف حالته الصحية، لكنه بالمقابل فعلاً يعاني من عوارض صحية واضطرابات جسدية، ولو تبدو لنا غير حقيقية.
اضطراب الأعراض الجسدية يظهر غالباً لدى المرضى الذين ليس لديهم سبب طبي واضح للمرض، أو قد يكونون يعانون من ضائقة وصعوبة كبيرة في الحياة اليومية، تجعلهم بحالة ألم دائم.
لا يشعر الكثير من المصابين بالاكتئاب، بالحزن دائمًا أو بمزاج متدني. قد يعانون بشكل أساسي من أعراض جسدية، مثل:
- آلام الجسم المزمنة
- صداع شديد
- مشاكل في الجهاز الهضمي
- التعب المستمر
كما لوحظ أعلاه، تشكّل هذه الأعراض أيضًا جزءًا من معايير التشخيص للاكتئاب.
مع اضطراب الأعراض الجسدية، تثير هذه المخاوف الجسدية أيضًا قلقًا وضيقًا شديدين، حتى بعد استبعاد المتخصصين في الرعاية الصحية للحالات الطبية الخطيرة.
يُعد القلق المفرط أو التركيز على هذه الأعراض بشكل عام جزءًا من التشخيص، ولكن ضعي في اعتبارك أن الأعراض غير المبررة يمكن، دون شك، أن تثير الكثير من الإحباط والقلق لدى المريض نفسه.
قد يواجه الأشخاص الذين يعانون من أعراض جسدية اتهامات بـ "التزييف" لأنهم قد لا يكون لديهم أعراض اكتئاب يمكن التعرّف عليها بوضوح، ولأن لا تفسير لأعراضهم الجسدية.
يعاني العديد من الأشخاص الذين يعانون من هذه الحالة أيضًا من الاكتئاب أو القلق، مما قد يؤدي إلى تعقيد التشخيص.
من هنا، نعود لنأكد أنّ الطبيب وحده يقرّر الحالة النفسية للشخص. والمطلوب منا الدعم وليس إطلاق الأحكام. في نهاية الأمر، من يدعي المرض لا شك يعاني من مرض نفسي قد نجهله.
إقرئي أيضاً: