إكتئاب الأم يهدد أطفالها صحياً ونفسياً
إنّ الأمومة ليست بالمهمة السهلة على الإطلاق وبخاصة في حال لم تكن الأم بحالة نفسية وعقلية جيدة. وفي وقت تتعدد أسباب اكتئاب الأمهات، يكون اكتئابهن له تداعيات مباشرة وكبيرة على الأسرة ومحيطها وبشكل خاص على الأطفال. لكن للأسف يستخف المجتمع والأهل بكثير من الأحيان بأمراض ومشاكل الصحة النفسية وآثارها المباشرة والمدمرة على الأم والأب والأطفال خاصة. من هنا، ما هو أثر اكتئاب الأم على أطفالها وما هي أبرز الأمور التي يجب أن تعرفيها عن هذه الحالة؟ هذا ما سيتطرق إليه مقالنا اليوم.
تأثير اكتئاب الأم على الطفل
يُعتبر الاكتئاب اضطراب نفسي شائع، فتشير التقديرات إلى أن 5% من البالغين في العالم يعانون من الاكتئاب. وتصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرجال بحسب منظمة الصحة العالمية. كما من المهم أن تعرفي أنّ احتمال إصابة المرأة بالاكتئاب يبدأ مع لحظة ولادتها لطفلها، لترتفع خلال فترة مراهقته وفي مرحلة تأسيسه أسرة جديدة. إليكِ أبرز تأثيرات اكتئاب الأم على الطفل:
تأثر نمو الطفل
يؤثر اكتئاب الأم على نمو الطفل فيؤخر نمو عمل الدماغ الذي من شأنه أن يؤثر سلبياً على تطور قدراته العقلية والتعليمية وقدراته اللفظية. كما يُمكن أن يتراجع مستوى ذكاء الطفل وقدرته الاستيعابية والتفكير.
توتر وضعف في العلاقات
تتوتر العلاقة وتتراجع نوعيتها مع الطفل بسبب حالة الأم المكتئبة. فبسبب وضعها النفسي تصبح غير قادرة على التقرب منه وتقبل تصرفاته والتفاهم معه. بالإضافة إلى عدم قدرتها على تلبية احتياجاته الأمر الذي يؤدي إلى ظهور فجوة كبيرة بين الطرفين عوضاً عن علاقة طبيعية بين الأم وطفلها تكون قائمة على الحب والحنان والتفاهم والقرب.
تصرفات سلبية
إنّ ردات الفعل والتصرفات السلبية في فترة اكتئاب الأم تنعكس على الطفل وتولد لديه ردات فعل سلبية وعصبية تماماً كالأم. ومن هذه الاضطرابات السلوكية التي سيواجهونها: التردد الدائم وغياب القدرة لاتخاذ القرارات الصغيرة، التعبير عن الأفكار، الشعور بالخوف والقلق والتوتر المزمن والإنطوائية. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة قد تؤدي إلى إصابة الطفل بأمراض عضوية كفقدان الشهية، التبول اللاإرادي والتشنجات العصبية وغيرها الكثير.
ضعف قدرات التعلم
لقد حذّر الكثير من الباحثين على تأثير اكتئاب الأم على التطور العقلي للطفل وإضعاف قدرته على التعلم. والجدير بالذكر أنّ انخفاض مستويات التشجيع والدعم من الأم المكتئبة للطفل تؤثر بشكل مباشر على قدراته التعليمية. فالتشجيع اللفظي والدعم من أهم الركائز لإسعاد الطفل وتوسيع آفاقه وتعزيز قدراته وتشجيعه على رفع مستواه التعليمي. فيما إكتئاب الأم وحالتها النفسية تساهم بتدني مستوى الطفل التعليمي وعدم تعزيز قدراته.
طريقة عمل الدماغ
إنّ اكتئاب الأم قد يكون له تأثير ملحوظ على طريقة عمل أدمغة الأطفال بحسب دراسات عدة. فأن يكبر الطفل مع أم مكتئبة سيؤثر سلباً على قدرات جسده في التعامل مع التوتر وكذلك نظام المناعة. في المقابل إنّ هذا التأثير الجسماني قد يؤدي بدوره إلى مشكلات نفسية. فبرمجة نفسية الطفل على التفاعل مع مستوى عالٍ من الضغوط يمهد الطريق لحالة نفسية هشة.
التعلق بالأب
في حالة اكتئاب الأم وكل ما يخلقه هذا الاكتئاب من تباعد بين الأم طفلها وتوتر العلاقة. لذلك سيتعلّق الطفل بالأب ويُفضله، فيميل إلى التواجد معه دائماً.
تتطلب هذه المرحلة الصعبة منكِ الوعي والإدراك الكافيين باعتبارهما أهم مراحل العلاج. وقبل كل شيء من المهم إدراك المرض والاعتراف به واتخاذ من بعدها قرار العلاج وإدارة هذه المرحلة بعقلانية. وتذكري بأنّ لا يمكنكِ التعامل مع الاكتئاب بمفردكِ، فقد تحتاجين إلى علاج نفسي وطبي. الأمر الذي سيساعدكِ على العودة إلى طبيعتكِ والاهتمام مجدداً بطفلكِ وعائلتكِ كما يجب.
إقرئي أيضاً: