علاج الخوف من المشاجرات
محتويات
الخوف من المشاجرات أحيانًا يصل مع بعض الأشخاص إلى فوبيا مع الوقت إذا ما تمّ علاجه مبكرًا. ينقسم الخوف من المشاجرات إلى نوعين، وهما الخوف العادي أو الطبيعي، و فوبيا الخوف من المشاجرات وفي هذه الحالة يكون الخوف مبالغ فيه، ولابد من العلاج حتى لا يتفاقم الأمر إلى مشكلة أكبر تؤثر سلبًا على الحياة اليومية للشخص. ينتج هذا الرهاب عن عدة أسباب، وجميعها تشكًل عقبة في الحياة الاجتماعية للمصاب. لذا يجب التعرف على طريقة علاج الخوف من المشاجرات.
أسباب الخوف من المشاجرات
توجد العديد من الأسباب للخوف الشديد من المشاجرات التي تنتج عنها فوبيا الخوف من المشاجرات، وغالبًا ما تكون الأسباب متعلّقة بالماضي. من أهمها ما يلي:
- المرور بطفولة غير طبيعية، مليئة بالمشاجرات على صعيد أفراد العائلة في المنزل والأصدقاء في المدرسة.
- العيش في بيئة تسودها المشاكل العائلية والتفكك الأسري الذي ينتج عنه خوف شديد من المشاجرات ومحاولة تجنبها قدر الإمكان.
- الشعور بالخجل الشديد بصورة مبالغة، إذ يتجنب المصاب بالخوف أي نوع من المواجهات الإجتماعية التي تشعره بالإحراج، وبالتالي قد تسبب مشاجرة في بعض الأحيان.
- التعرّض للكثير من الضغوطات النفسية الناتجة عن المدرسة، العمل، أو الحياة الاجتماعية بشكل عام، خاصةً مع عدم الحصول على الراحة بما يكفي. فالإرهاق الجسدي يصحبه إرهاق نفسي، والعكس صحيح. لذا يجب الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة للتخفيف عن الجسد والنفس في آنٍ واحد.
- العوامل الجينية والوراثية تلعب دورًا كبيرًا في الإصابة بفوبيا الخوف من المشاجرات في حال كان أحد الأقارب يعاني منها، فتخلق لدى المصاب المشكلة ذاتها حتى إذا ما كانت العوامل المذكورة سابقًا موجودة.
علاج الخوف من المشاجرات عبر المواجهة
يبدأ علاج الخوف من المشاجرات أولًا من خلال فحص الحالة التي يعاني منها المريض بدقّة، فتختلف درجة الفوبيا من شخص لآخر. ومن الطرق التي يمكن اتباعها في علاج الخوف من المشاجرات هي مواجهة الخوف بشكل مباشر. وعلى الرغم من أنّ الخلافات أمرًا سيئًا بغض النظر عن سببها، إلا أن موتجهة فوبيا الخوف من المشاجرات يمكن أن يتم عبر التدخّل في الشجار بشكلٍ بنّاء.
كما يمكن أيضًا العمل على اقتراح عددًا من الأفكار الإيجابية، فيتم بالتالي تحويل الشجار إلى حوار فعّال بدلًا من الخلاف الذي يؤدي إلى نتائج سلبية على جميع الأصعدة. ومن أهم الطرق المتبعة في علاج الخوف من المشاجرات تنمية الثقة بالنفس، والتي بدورها تمكّن الشخص من الانخراط في اي شجار مع تحويله إلى حوار بنّاء يُحلّ بالتفاهم.
أعراض الخوف من الدفاع عن النفس
لكي يتمكن الطبيب النفسي من تشخيص فوبيا الخوف من المشاجرات لمساعدة المريض في التغلّب عليها، فإنه يسأل المريض حول الأعراض التي يشعر بها، وعادةً ما يظهر الخوف بصورة تدريجية وليس بشكلٍ مفاجئ. وتتمثّل الأعراض الخاصة به في التالي:
- الشعور بالقلق والتوتر الشديدين، مع عدم القدرة على التركيز بالعمل الذي يقوم به.
- ضعف الأداء على صعيد الدراسة أو العمل أو حتى الأعمال المنزلية، نتيجةً لعارض القلق الذي يضعف التركيز.
- تجنّب الأصدقاء والآخرين خوفًا من اكتشافهم المخاوف التي توجد داخله، ما يؤدي إلى الانعزال بعيدًا عن أي مظهر من مظاهر الحياة الاجتماعية.
- الشعور الدائم بالخمول، فالخوف عادةً ما يصحبه تدني في مستوى الطاقة الجسدية والعقلية للقيام بأبسط الأعمال. في هذه الحالة يُتّهَم المريض بالكسل، لكن في الحقيقة يكون الخوف من المشاجرات هو العائق بينه وبين ممارسة أعماله بشكلٍ طبيعي.
- تجنّب التجمّعات التي تصحبها أعدادًا كبيرة من الناس محاولةً من المريض إخفاء الفوبيا التي يعاني منها.
- عدم القدرة على الانخراط في المناقشات خوفًا من تفاقمها وتحوّلها إلى شجار غير قادر على الخروج منه بعقلانية.
خطوات للتخلص من فوبيا المشاجرات
هناك بعض الخطوات التي يمكن اتباعها للمساعدة في علاج الخوف من المشاجرات أو أي نوع آخر من الفوبيا التي يعاني منها العديد من الأشخاص، فعدم علاج الفوبيا يؤدي إلى المزيد من التأثيرات السلبية في الحياة اليومية. وأهم الخطوات للعلاج هي:
-
الكتابة عن المخاوف
هذه الخطة يعتبرها البعض كأهم خطوة في مرحلة العلاج الأولي عندما يدرك المريض أن الخوف الذي يعاني منه يقوده نحو سلوكيات غير مرغوبة.
فيه هذه الخطوة يجب على المريض أن يقوم بتخصيص فترة تتراوح بين 5 و 10 دقائق يوميًا في المساء، لتدوين جميع المواقف أو الأشياء التي صادفها على مدار اليوم، والتي كانت مصدرًا للقلق أو الرهاب ودفعت بالمريض لنوبه هلع أو توتر. ومن بعدها يجب أن يسأل المريض نفسه لمَ كانت ردة الفعل لديه هي القلق بهذا القدر ، وإذا ما كان الموقف يستدعي بالفعل هذه الدرجة من الخوف. وبالتالي سوف يصبح قادرًا على التعامل مع هذه المواقف فيما بعد.
-
مواجهة المخاوف
تجنّب الأشياء التي يرهبها المصاب لا تعتبر حلًا للمشكلة، بل يكمن الحل عن طريق مواجهة المواقف التي تعتبر مصدرًا للخوف، ومع مرور الوقت سوف يتأقلم معها، وبالتالي يصبح بإمكانه التعامل مع هذه المواقف بدون الدخول في حالة من الخوف الشديد. إلا أن العلاج النهائي من هذا الخوف يكون تدريجيًا ويحتاج مدة من الوقت والثقة بالنفس أيضًا.
-
الإفصاح عن الخوف
يعتبر التحدث عن المخاوف التي يواجهها المريض جزءًا من العلاج والتخلص من المشكلة بشكلٍ نهائي، حيث يمكن استشارة طبيب نفسي والبدء بتلقي العلاج بجدية. وإذا لم يكن ذلك الخيار متاحًا فإنه من الممكن التحدث عن المخاوف وجميع الأشياء التي يشعر بها مع أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء الذين يثق بهم ويكون متيقنًا أنهم قادرين على إمداده بالمساعدة والنصح اللازم، فالحديث عن المخاوف بصوت مرتفع أحد أهم الخطوات العلاجية التي من شأنها المساعدة على وضع حد لفوبيا الخزف من المشاجرات وعواقبها.
-
البحث عن جذر المخاوف
قد يتمثّل العلاج بالبحث عن أصول المخاوف من خلال استشارة متخصص في العلاجات النفسية، كما بإمكان المريض ذاته أن ينظر في جذور الخوف الذي يعاني منه. وهذه الخطوة كفيلة بمساعدة المخ على التعامل مع المخاوف بعقلانية ووضوح.
باتّباع هذه الخطوات يمكن التخلص من الأفكار السلبية، بدلًا من الاستسلام للمخاوف والرهاب التي تشكّل سحابة سوداء على حياة المصاب بفوبيا الخوف من المشاجرات
في الختام، يجدر الإشارة إلى أن علاج الخوف من المشاجرات يحتاج إلى تدخّل الطبيب النفسي كي يتمكن من تحديد نوع العلاج المناسب للحالة. وبمجرّد التخلص من هذا الرهاب يمكن للمصاب أن يمارس حياته ومختلف الأنشطة بصورة طبيعية بدون العائق الذي كان يعاني منه.
اقرئي أيضًا: