ما هي متلازمة المحتال وما أعراضها؟

متلازمة المحتال او ظاهرة المحتال، هي نمط نفسي يشعر فيه الشخص انه غير مؤهل للقيام بأي عمل، ويرى ان ما يحققه من إنجازات غير مستحق، ويعتقد نفسه أقل كفاءة من الآخرين، ويرى ايضاً ان وصوله للنجاح حصل عن طريق الحظ او بمساعدة الآخرين، مع انه تمّ بمجهوده وقدراته.

ويعاني الشخص المصاب بمتلازمة المحتال بالشك الذاتي، ويصف نفسه بأنه لا يستحق النجاح ولا المكانة التي بلغها، كما انه لا يثق بقدراته ومهاراته الشخصية، يشعر الشخص المصاب بأنه محتال، وقد إستطاع ان يخدع الناس بأنه يمتلك كفاءة عالية.

 

عانى من متلازمة المحتال مشاهير وسياسيون بارزون، مثل: الممثلة إيما وانستون، زوجة الرئيس الأمريكي السابق ميشيل أوباما، الممثلة كيت وينسليت، الكاتبة مايا أنجيلو.

 

الى غاية الآن لم يتم تصنيف متلازمة المحتال على انها مرض نفسي له، ولم يتم ربطها بالكآبة والتوتر، وقد يصاب أي شخص بهذه للمتلازمة، سواءً كان ذو إنجازات عالية، او إنجازات متوسطة وبسيطة.

 

يصنف الأشخاص الذين يصابون بهذه المتلازمة الى ٥ مجموعات، وهي:

 

المجموعة الأولى: وتضم هذه المجموعة الأشخاص الذي يسعون الى الكمال والمثالية، والذين يبذلون مجهوداً كبيراً لإنجاز أعمالهم بأفضل صورة وعلى أكمل وجه، ولأن الكمال أمر قد يكون صعب الوصول اليه دائماً، فغالباً ما نجد هؤلاء الأشخاص ينتقدون نفسهم عند إرتكابهم أصغر الأخطاء او عند قيامهم بأبسط تقصير.

 

المجموعة الثانية: تشمل هذه المجموعة الأشخاص العباقرة، والذين يتعلمون دائماً مهارات جديدة، حيث يعتقدون انه من الضروري ان يتقنوا جميع المهارات بسرعة وبدون تعب، ويعتقدون بأنهم يمكنهم التعامل مع أي شيء بسهولة، وعند مواجهة أي صعوبة في تعلم مهارة جديدة او صعوبة في التذكر مثلاً، فسيشعرون بالذنب وبأنهم لا يستحقون هذا المكان الذين هم فيه.

المجموعة الثالثة: تضم المجموعة الثالثة الأشخاص المتفردين والذي يتجهون نحو تنفيذ أمورهم بأنفسهم وبدون طلب مساعدة خارجية من أحد، وفي حال لم يستطيعوا تنفيذ مهام معينة او فشلوا في أمر ما، سيشعرون بالفشل.

المجموعة الرابعة: ينتمي الى هذه المجموعة الأشخاص الخبراء، والذين يسعون دائماً الى معرفة التفاصيل، والذين يقضون وقتاً طويلاً للحصول على كافة المعلومات والإجابات، والذين يهتمون بمعرفة الجزيئات الدقيقة في تنفيذ المهام الموكلّة اليهم، وعندها سينشغلون بذلك عن تنفيذ مهامهم الرئيسية.

المجموعة الخامسة: تشمل هذه المجموعة فئة الأبطال الخارقين، والذين يحمّلون نفسهم أموراً لا طاقة لهم بحملها، كما انه ينتظرون من أنفسهم النجاح في جميع أمور حياتهن، وعندما يفشلون في تحقيق أي مهمّة، سيشعرون بالفشل.

 

يتّصف الشخص المصاب بمتلازمة المحتال ببعض الخصائص التي تميزه، وهي:

 

• عدم الثقة بالنفس.

• عدم إحترام الذات.

• الشعور المستمر بالإحباط والقلق.

• التشكيك بمجهود الشخص النفسي.

• تحديد أهداف صعبة، والشعور بخيبة أمل عند التقصير.

• إسناد النجاح الشخصي الى عوامل خارجية او أشخاص آخرين.

• تخريب النجاح.

• الشعور بخيبة أمل عند التقصير في تحقيق المهام.

• تأجيل العمل.

 

لا يوجد سبب واضح ومحدد للإصابة بمتلازمة المحتال، اذ يوجد مجموعة من العوامل التي تجتمع مع بعضها وتؤثر على الفرد، منها:

 

• التنشئة الاجتماعية الخاطئة، كالمقارنة بالآخرين، وإنتقاد الأخطاء بشدّة، محاولة التحكم بالطفل، الإفراط في حمايته من قبل الأهل.

• سمات الشخصية نفسها، فغالباً ما يصاب الأشخاص الذين يسعون الى الكمال في حياتهم بهذه المتلازمة، او الأشخاص الذين لا يثقون بنفسهم، والذين يقلقون بشأن نظرة الآخرين لهم. 

• الإصابة بالقلق والإكتئاب.

 

ثمّة بعض الأساليب التي يمكن ان يتبعها الشخص المصاب حتى يستطيع التعامل مع متلازمة المحتال، وهي:

 

• مشاركة المشاعر التي تشعر بها مع بعض الأشخاص، لأنها قد تصبح خطيرة في حال لم يتم الإفصاح عنها، ومن الممكن ان تكتشف بأنّ من حولك يملكون نفس أفكارك ايضاً.

• عدم مقارنة نفسك بالآخرين، والمقارنة الوحيدة التي يمكنك القيام بها هي مقارنة نفسك اليوم بنفسك في الأمس.

• عدم التركيز على القيام بالأشياء بشكل مثالي.

• تطوير مهارات العمل ضمن فريق، وذلك للتخفيف من الشعور بضرورة تحقيق المهام على نحو فردي.

• إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بإعتدال، اذ ان الإفراط في إستخدامها سيعزز مشاعر الدونية.

 

 

يتم علاج متلازمة المحتال من قبل الشخص نفسه، اذ يجب عليه ان يتخلص من المشاعر المحتالة التي تراوده، وان يزيد من ثقته بنفسه ومن ثقته بمهاراته بدلاً من الشكوك فيها، وفي حال لم يستطيع الشخص المصاب السيطرة على التعامل مع هذه المتلازمة، فيمكن عندها التوجه الى الطبيب والإلتحاق بجلسات العلاج النفسي.

وبشكل عام، تتضمن هذه الجلسات جلسة العلاج المعرفي السلوكي، والذي يعتبر العلاج الأكثر شيوعاً للتخلص من المشاعر السلبية والمحتالة، وفيها يقدم المعالج الدعم للشخص، ويساعده على التغلب على مشاعر الإحتيال التي تواجهه، ويشجعه على الشعور بأهميته في المجتمع.