تخلّصي من فكرة الخوف من الهجر في العلاقة بِحلول فعّالة
من الحالات الشائعة هي شعور العديد من الأفراد بالقلق المستمر والخارج عن المألوف من أن يتم التخلي عنهم أو هجرانهم من قبل الأشخاص المقربين منهم. وهذا الاضطراب النفسي يُعرف بمصطلح الخوف من الهجر، الذي جعل المصاب به يشعر باحتمالية تخلي الأشخاص المقربين عنه في أقرب فرصة. في حال كنتِ تعانين من هذه الحالة أو تعرفين شخصاً يعاني منها، سنشارككِ اليوم أبرز طرق التخلص من الخوف من الهجر في العلاقات.
ما هو الخوف من الهجر؟
تتجسد مشكلات الخوف من الهجران في صورة توتر شديد وخوف من الشعور بالوحدة، والذي يمكن أن يكون متطوراً مثل الرهاب، أو كشكل من أشكال القلق المزمن. وفي العادة يأتي شعور الخوف من الهجر من تجربة مؤلمة مرتبطة بالخسارة إما في مرحلة الطفولة أو البلوغ. لكن تُعتبر تجارب الطفولة المبكرة من اهم العوامل المؤدية لتطوير مشكلات الخوف من التخلي عندما يصبح الشخص بالغاً. ونتحدث هنا عن تجارب مثل فقدان أحد الوالدين بسبب الطلاق أو الوفاة أو عدم الحصول على رعاية جسدية أو عاطفية كافية عندما كان الشخص طفلاً. لا شك أنّ هذه المشاكل قد تساهم في التأثير على العلاقات العاطفية للشخص المصاب.
في المقابل، هناك عوامل أخرى من شأنها أن تحول الفقد إلى أزمة الخوف من الهجر بطريقة تؤثر على حياة الفرد حتى بعد النضج والبلوغ. أي هناك العوامل البيئية والطبية وعلم الوراثة وكيمياء الدماغ.
ومن الجدير الإشارة إلى أنّ حالة الخوف من الهجر تحدث عندما لا يقوم أحد الوالدين بمعاملة الطفل بشكل سليم ودافئ أو آمن. هذا الأمر يخلق لديه شعوراً بالخوف المزمن والضغط. من هنا، ترافق هذه التجارب القاسية الفرد حتى مرحلة بلوغه. وتظهر مشكلة الخوف من الهجر بشكل واضح أكثر مع التقدم في العمر، حيث أنّها تؤثر على العلاقات بشكل كبير وواضح.
طرق علاج اضطراب الخوف من الهجر
يكمن الحل الرئيسي لمشكلة الخوف من الهجر في معرفة مصدر هذا الشعور ومن أين ينبع بالأصل. فهذا يُشكل نصف طريق العلاج إن أمكن القول.
لكن تجدر الإشارة إلى أنّ الخوف الخفيف من الهجر والمعتدل يمكن التحكم فيه بنفسكِ. إذ من الممكن بالوعي اللازم والتثقيف أيضاً أن تتعاملي معه وتعلم استراتيجيات سلوك جديدة وصحيحة أكثر. ومن المهم أيضاً أن تثقي أكثر بنفسكِ وأن تُنمي لديكِ شعوركِ بالتقدير لذاتكِ والانتماء. مع الابتعاد عن التركيز على شخص واحد لتشعري بالاكتمال. كما تبرز هنا أهيمة توسيع دائرة أصدقائكِ وبناء روابط قوية أكثر معهم لتُحققي التوازن في حياتكِ.
أمّا في حال تحولت أعراض اضطراب الخوف من الهجر إلى أزمة فعلية تُهدد حياتكِ وتفاعلكِ مع الآخرين بطريقة صحية وطبيعية، فهناكِ إجراءات أخرة يجب اتخاذها.
من هنا، اعرفي أولاً أنّ هذه الحالة هي عبارة عن اضطراب نفسي وتعاملي معه بكل وعي. وتوجهي نحو العلاج لمعرفة كيفيو بناء حدود عاطفية صحية في العلاقات مع الآخرين والتخلص من أنماط التفكير القديمة المقلقة والمؤذية. إلى جانب منعها من الظهور مرة أخرى.
إليكِ أبرز طرق العلاج إذاً:
العلاج النفسي
اطلبي المساعدة من أخصائي الصحة العقلية والنفسية، مثل المعالج النفسي أو أخصائي العلاج السلوكي المعرفي. فهؤلاء الأشخاص لديهم الإمكانيات لمساعدتكِ التغلب على مخاوفك من هاجس تخلي الآخرين عنك. بالتالي يساعدونكِ على فهم مصدر الخوف وما يمكنك فعله عندما تشعر أن الخوف يتفاقم.
العناية بالنفس وتحسين مستوى الحياة
من المهم أن يهتم هذا النوع من الأشخاص بأنفسهم أكثر، والعمل على تحسين مستوى الروتين اليومي الفردي. فيكتسب التأكد من تلبية الاحتياجات العاطفية للصداقات والعلاقات على مختلف أنواعا أهمية كبيرة. فانطلاقاً من هنا، ستكونين قادرة على الاهتمام بشكل أفضل بالشريك أو الصديق أو عائلتكِ حتى.
بناء شبكة دعم قوية
يُعتبر تحديد هواباتكِ وأحلامكِ نقطة انطلاق مهمة في حالة الخوف من الهجر. فمن هنا يمكنكِ التوجه نحو بناء شبكة دعم قوية تشعرك بالأمان العاطفي مع أشخاص يشاركونك اهتماماتك . مع العلم أنّ السعي وراء شغفكِ يساعدكِ على إعادة بناء الثقة بالنفس والاعتقاد بأنك قوي ةبما يكفي للتعامل مع كل ما تواجهينه في طريقكِ.
إقرئي أيضاً: