علاج نفور الزوجة من زوجها في الفراش
محتويات
الحياة الزوجية ليست حياة ورديّة في كل الأوقات, فهي عرضة للكثير من المصاعب والمشكلات الاجتماعية والعلائقيّة. ولكن تحميها المشاعر الانسانيّة الصادقة التي تحكم على طرفيها عدم التصرّف باندفاع نحو اختيار الطريق الأسهل وهو الانفصال بل البحث عن حلول ترضي الاثنين ولا تسمح لأحد بأن يتفوّق على الآخر في حقّه بالحياة. لنتعرّف في ما يلي على الخطوات التي يمكن اتباعها لعلاج نفور الزوجة من زوجها في الفراش.
أثر النفور على العلاقة الزوجيّة
قد تلجأ المرأة إلى التحجج بوجع رأسها أو بآلام الدورة الشهرية لمنع زوجها من الاقتراب منها, أو عبر استباق الأمور والخلود للنوم قبله أو على الكنبة. مهما كانت الطريقة, فهي مؤلمة للرجل. الشعور بالرفض خاصة من الناحية الجنسية أمر مزعج ويرخي بظلاله على جميع نواحي العلاقة, لأنه من المفترض أن تكون الزوجة الملاذ الأول والأخير لزوجها – تماماً كما هو بالنسبة إليها – وتقف إلى جانبه في السرّاء والضرّاء لأنها تحبّه. هذا التصرّف قد يؤذي نظرة الرجل لذاته ويحطّم تقديره لنفسه ويدفعه إلى رسم صورة مغايرة عن شخصه بأنه لا يستحقّ الاهتمام أو غير مرغوب به, وقد يسحب نفسه من العلاقة والزواج رويداً رويداً إذا ما تكرّر التعامل عينه. لذا من الضروري أن يعي كلّ منهما كيف يتم علاج نفور الزوجة من زوجها في الفراش قبل فوات الأوان.
علاج نفور الزوجة من زوجها في الفراش
لا يقع البحث عن حلّ على أحدهما دون الآخر, فالزواج يرتكز على الجهود الثنائية لإنجاحه. لذلك, نطرح ما يلي من خطوات يجب إتباعها :
من جهة الزوج
- سرد الحقائق
عمليّة السرد يجب أن تتمّ بموضوعيّة في وقت يسمح لكليهما بالحديث المطوّل دون مقاطعة.
- التركيز على الاذى النفسي
على الرجل أن يطرح ما يزعجه بدون توجيه أحكام مسبقة أو إلقاء اللوم أي استخدام صيغة المخاطبة مثل"أنت آذيتني في هذا التصرف" أو "أنت تتعمّدين التهرّب", وألّا يفترض أنّ زوجته تعرف. بل أن يقوم بتحديد ما يشعر به تجاه تصرّفاتها عن طريق استخدام صيغة المتكلّم "أنا شعرت بالاهانة " و "أنا منزعج من أنك تتهرّبين" ...
- اقتراح الرغبة في التغيير
بلوغ مرحلة اقتراح الحلول هو أصعب ما في الأمر. فبعد الشكوى والعتاب, يبدأ العمل الفعليّ على كيفية إعادة المياه إلى مجاريها. على الرجل أن يظهر بصريح العبارة أن رغباته ومشاعره أولويّة في العلاقة ولكن ليس بطريقة استفزازية أو هجومية. إذا أجابت الزوجة بنوع من العدائية, ينبغي على الرجل أن يحاول تقبّل ردّة فعلها ومناقشتها للوصول إلى حلول وسطى.
- معاودة الكلام بشكل دوري للتأكّد من التقدّم
العلاقات الانسانية تحتاج إلى نوع من "الصيانة الدوريّة" من فترة لأخرى, أي مراجعة الذات وتقييم العلاقة والبحث في حلول أفضل.
- لا يمكن تغيير أحد
عند الكلام عن شريكة الحياة, فإننا نعني بها رفيقة الدرب وليس قطعة أثاث نستطيع تحديدها بإطار وقولبتها كما نشاء. على الرجل أن يعرف أن لا أحد يسعه أن يغيّر شخصاً آخر ولو كان هذا الشخص زوجته.
- الاصغاء مفتاح
المرأة التي تنفر من زوجها في الفراش هي امرأة تحمل انزعاجاً في قلبها وهي تحتاج أولاً إلى كتف تبكي عليه وأذن تسمعها وعقل يصغي إليها دون أحكام , دون طرح حلول.
- عدم الاستسلام
ما لم تصل الأمور إلى حائط مسدود, يجب على الرجل ألّا يتخلّى بسهولة عن زوجته وعن محاولة إعادة بناء جسور التواصل معها. فالزواج ليس علاقة عابرة وبحاجة إلى كثير من الجهد لإبقاء شعلتها حيّة.
من جهة الزوجة
- ترك الذات للمشاعر
المرأة التي لا تستطيع تقبّل زوجها في العلاقة الحميمة هي امرأة متشنجة الأعصاب. لذلك, من الأفضل أن تدع الخوف والقلق جانباً وتحاول التقدّم بخطوة ولو صغيرة نحو زوجها.
- الألم مرحليّ آنيّ
مهما كان ما تشعر المرأة تجاه زوجها أو الأولاد أو الحياة عامة, فهو أمرٌ آنيّ لا بدّ أن ينتهي وتشرق الشمس من جديد . ما عليها سوى إعطاء فرصة للحياة بأن تأخذ مجراها كالعادة.
- التوقّف عن لوم الذات
إذا كان الرفض يرافقه ملامة للذات, فهذا شعور طبيعي ويعني أنّ الزوجة ما زالت تهتمّ لزوجها ولمشاعره. لكن من الضروري أن تخلع عنها الهموم وثقل لوم ذاتها عن شعور أقوى منها.
- الاهتمام بالذات
الزواج ليس أن يذوب الاثنان في بعضهما بل أن يكمّلا بعضهما. من هنا, حاجة كلّ منهما إلى نوع من المساحة التي تسمح لهما بالاهتمام بنفسهما وحبّ ذاتهما وفي حال تعذّر ذلك, لا ضير من استشارة العلاج النفسي. فإذا كان كلاهما صحيحاً, عندها يقدران أن يقدّما جهوداً أكبر في العلاقة الزوجية.
إقرئي أيضاً: