كيف يمكن التغلب على الاكتئاب والخوف من الزواج؟
محتويات
الكثير من الأسباب التي قد تدفع الزوجة للشعور بالاكتئاب والخوف، ولكي تُساعدها على التعافي من اكتئابها يجب أن تفهم الأسباب وتتبع بعض الاستراتيجيات البسيطة. سنتعرف في مقال اليوم على أسباب الاكتئاب والخوف من الزواج وكيفية التغلب عليها.
الاكتئاب والخوف من الزواج والفرح والمناسبات
بالنسبة للبعض، فإن حدود الزواج مخيفة مثل الجحيم، ويعرف أي خوف غير عقلاني من الزواج بـ"رهاب الزواج"، وينتشر بشكل أكبر بين الرجال عن الإناث، ذلك إلى أسباب اقتصادية بحتة، حيث أن تحسن الأحوال الاقتصادية عن الماضي، وإحساس البعض بالاستقلال الاقتصادي جعل فئة الشباب في العشرينيات وأواخر الثلاثينيات يميلون للعيش وحدهم، وقد لا يفكرون في الزواج مطلقًا.
ورغم أن البعض قد يتخذ خطوة فعلية تجاه الزواج فإنه مع اقتراب موعد الزفاف تفاجئه أعراض مرضية ربما آلام في المعدة لا يعرف سببها، أو خوف شديد تصاحبه هستريا البكاء، أو زيادة غير مفهومة في دقات القلب، وشعور بالكآبة وعدم إحساس بأي "فرحة".
ويتضمن هذا النوع من الرهاب أعراضًا مثل تجنّب كامل للزواج أو الأحداث والمناقشات المرتبطة به، وكذلك العنف والعصبية الزائدة، ونوبات الهلع وشرود الذهن، فضلا عن انعدام الثقة بالنفس وتدني احترام الذات.
هذا، بالإضافة لعلامات جسدية بدءًا من الارتعاش والبكاء وسرعة ضربات القلب ومشاكل في التنفس، وصولا إلى الغثيان والقيء والإغماء والتعرق، وآلام في البطن.
الخوف من العلاقة الحميمة
عند الإقبال على أي خطوة جديدة أو مصيرية في الحياة، من الطبيعي أن ينتاب الإنسان الكثير من القلق ونوبات التوتر التي تؤدي إلى بعض الاكتئاب والرغبة في العزلة لبعض الوقت.
لكن هل الاكتئاب والخوف من الزواج له صلة بالعلاقة الحميمة؟، إنّ الخوف من الدخول في علاقة حميمة هي الحالة التي يجد بها الشخص صعوبة في فتح قلبه، والارتباط بالطرف الآخر، لاسيما وأن العلاقة الجيدة تقوم على الثقة والدفء والحب، فيعتمد الطرفان على بعضهما.
وقد يحدث الخوف من العلاقة الحميمة حسب ما ذكر الأطباء النفسيين بسبب عدم القدرة على الانفتاح عاطفياً مع الشريك، وعدم القدرة أيضاً على التواصل جنسياً وجسدياً معه.
أعراض الاكتئاب والخوف من الزواج
الأعراض الرئيسية المشاهدة عند شخص مصاب برهاب الزواج سواء كان رجلًا أم امرأة هي ما يلي:
- الخوف الشديد وغير المنطقي من الزواج والتزاماته، وقد يصل لدرجة أن التفكير بالزواج أو رؤية شخص ما يتزوج يمكنه إثارة هذا الخوف وتعزيزه.
- تجنب تام لمناسبات الزواج أو حتى المناقشات المتعلقة بالموضوع.
- العدوانية وحدوث نوبات الهلع واضطراب المزاج عند طرح فكرة الزواج أو مناقشتها.
- يدرك الشخص أن خوفه غير منطقي لكنه غير قادر على السيطرة عليه.
- عدم احترام الذات.
- يتبع نوبات الهلع ظهور علامات جسمانية مثل الارتعاش والبكاء أو الصياح وتسارع نبضات القلب واضطراب التنفس والغثيان والقيء والدوار أو الإغماء والتعرق وانزعاج في منطقة البطن.
أسباب الاكتئاب والخوف من الزواج
- أسباب عائليَّة: مثل انفصال الوالدين، أو وجود أجواء عائليَّة يسودها التوتر والخلافات، الأمر الذي يوِّلد الخوف من تلقي المصير نفسه.
- المرور بتجربة سابقة فاشلة: في حال اختبر الفتاة أو الشاب تجربة فاشلة «خطوبة أو زواج» وباءت بالفشل فسيتولد لديهما الخوف من المرور بتجربة فاشلة أخرى.
- الخوف من المسؤوليَّة: من الطبيعي أنَّ الزواج يُولد تحمُّل المسؤوليَّة، وذلك يجعل الشخص المقبل على الزواج يشعر بالقلق من تحمل المسؤوليات التي قد تقع على عاتقه.
- عدم الاستعداد النفسي: ويعني عدم وجود التهيئة النفسيَّة، والاستعداد للزواج، وذلك من أهم الأسباب المؤدية للخوف من الإقدام على خطوة الارتباط.
- الشخصيَّة المتردِّدة: وهو أن يكون الشخص متردِّداً في اتخاذ جميع القرارات التي تخص حياته، وبالتالي ارتفاع معدلات القلق لديه من الإقدام على فكرة الزواج.
- التعلق بالأهل: والخوف الزائد من الابتعاد عنهم وازدياد الشوق إليهم، وبالتالي الخوف من الاستقلال في مكان ما بعيداً عنهم.
- التعرُّض للتحرُّش: ونقصد به التعرُّض للتحرُّش الجنسي في أحد مراحل الحياة، ما يولد الكره والخوف من الطرف الآخر.
ما هو علاج الاكتئاب قبل الزواج؟
- مشاركة الطرف الآخر أو الوالدين أو أعزّ الأصدقاء مشاعرك وتخوفاتك، عبّري عنها بدلاً من كبتها لتجنّب عواقب الغضب والتهوّر، واجلسي مع شريكك وعبرا معاً بصدق عن المشاعر التي تخالجكما.
- الاحتفاظ بمفكرة خلال الأشهر التي تسبق يوم الزفاف، فهي تسمح لك بتذكّر الأشياء التي عليك القيام بها من خلال تدوينها، لا تحاولي حفظ هذه الأمور غيباً، لأنه إذا صدف ونسيت شيئاً سوف يزداد توترك سوءاً.
- مارسي التمارين الرياضية؛ فمن شأنها مساعدة جسمك على الاسترخاء وتخفيف هرمونات التوتر.
- كما ننصحك بالنوم جيداً، ولكن ليس بشكل مفرط، لمدة تتراوح بين 8 إلى 9 ساعات كحد أقصى على أن تكون مواعيد نومك منتظمة.
- خفّفي من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين، فهي تزيد من حدّة توترك وتجعلك أكثر عصبية.
- حاولي قضاء بعض الوقت بمفردك، واللجوء إلى التأمل أو الصلاة؛ فهذا يحضرّك عاطفياً وروحياً للانتقال إلى حياتك الجديدة.
- الزواج هو الانتقال من حياة فردية إلى أخرى مشتركة، وبالتالي فأنت حتماً سوف تفقدين حياتك الحالية ومحيطك الذي لطالما اعتدت عليه، لذلك من الطبيعي أن تمرّي بفترة من "الحداد" قبل أن تعتادي على الفكرة وتتأقلمي مع الظروف الراهنة، ففقدان المرء لجزء من حريته ليس بالأمر السهل!
علامات تستدعي زيارة الطبيب
الشخص الذي يعاني من الخوف المرضي من الزواج غالبا ما يكون مدرك أنه يفكر بشكل سلبي، لكنه لا يستطيع التحرر من أفكاره السلبية التي تبعده عن الزواج، والأمر يمكن أن يصل إلى درجة ظهور أعراض جسدية خاصة عندما يجد نفسه تحت ضغط من المحيطين به أو عند شعوره بالتوتر في حالة الإقدام على الارتباط، من هذه الأعراض زيادة ضربات القلب، تنميل، رعشة، ألم في بعض أجزاء الجسم كاليد أو الرقبة مثلا.
العلاج من الاكتئاب والخوف من الزواج
العلاج يتم بشكل تدريجي، ويعتمد في الأساس على العلاج المعرفي السلوكي، حتى تتمكنين من اتخاذ الخطوة الأولى وهى الارتباط رسميًا ثم تتابعين مع الطبيب أو المعالج النفسي بعدها لمعرفة المشاكل التي تواجهينها ومحاولة حلها حتى تتمكنين من الزواج، قد تحتاجين إلى تناول أدوية مضادة للقلق.
علاج فوبيا الزواج يعتمد بشكل أساسي على تجنّب التعميم، لا بدّ من الاقتناع أن وجود تجارب زواج فاشلة لا يعني بالضرورة أنك ستعيشين نفس التجربة، أي لابدّ من التخلي عن التعميم أو أخطاء التفكير سواء نحو الآخرين أو حتى تجاه الذات كالاعتقاد بأنك غير قادرة على تحمل المسؤولية بعد الزواج، أي لابدّ من التفكير بشكل أكثر ايجابية تجاه النفس.
اقرئي أيضًا:
8 أشياء تجذب الرجل وتسلبه عقله في المرأة